• Monday, 22 July 2024
logo

حكومة كوردستان النموذج الارقى للتعايش السلمي

حكومة كوردستان النموذج الارقى للتعايش السلمي
حكومة كوردستان النموذج الارقى للتعايش السلمي
زينب السندي
منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى عملية تحريره عام 2003 شهد العراق احداث عنف عديدة وتحولات انعكست سلبا على النسيج الاجتماعي مما ولد روح التعصب والانتقام وغياب الثقة المتبادلة ولحد الان، الامر الذي ادى الى تعزيز الصراع والاختلاف وادى الى تعرض التعايش السلمي للخطر، حيث يواجه اليوم العديد من المشاكل بسبب الاختلاف الديني والتنوع الثقافي والتباين القومي وافتقارالاعتدال والوسطية لتحقيق التسامح كما هو معلوم واصبح واضحا للعالم اجمع ان العراق وبالرغم من مرور وقت طويل على خلاصه من النظام البعثي لايزال مفهوم التعايش السلمي بين مكوناته غائب لان تركة الماضي الاليم تدلي بظلالها على الشعب ولم يجد من يعمل على اعادة بناء نفسية العراقي المدمرة ماديا ونفسيا جراء النزعات الطائفية اللعينة، ولحد الان يحاولون اذكاء نار الطائفية في العراق ونجدها دائما حيث انهم يكتبون بروح طائفية ومنطق طائفي ويتحاورون باللغة الطائفية سواء في الداخل او الخارج، كما اشار رئيس حكومة كوردستان في كلمة القاها بمدينة دهوك بمناسبة ذكرى كارثة سنجار في الثالث من اغسطس لا يمكننا ان نشاهد اي امل للاصلاح والتصحيح في العراق، نحن جربنا كل السبل مع العراق ويأسنا تماما وبشكل مطلق،تجاربنا مع العراق اوصلتنا الى قناعة ان لا امل في البقاء معه بشكل يمكننا ان نطالب بحقوقنا ونحمي انفسنا، وعليه وبغية الحفاظ على امننا وتعايشنا المشترك علينا جميعا وعن طريق الاستفتاء ان نظهر للعالم مصيرنا الذي نريد وان نجعل مصيرنا ومستقبلنا مسؤولية قانونية واخلاقية للعالم اجمع وللمجتمع الدولي،لذلك فان صوت اهالي منطقة سنجار الذين تعرضوا الى الابادة الجماعية مهم جدا في عملية الاستفتاء لانه صوت الالام والمآسي والفرمان والانفال لشعبنا، صرخة التحرر والخلاص من الاحتلال والعبودية.
لذلك نستطيع القول ان التعايش من المفردات الهامة داخل المجتمع الكوردستاني وان هذه المفردة لاتخص مجتمع دون الاخر بل لكل المجتمعات، ونحن في كوردستان اعتمدنا مبدأ التعايش السلمي لاننا نعيش مع الطوائف والمذاهب المختلفة، ويحتضن إقليم كردستان ثمانية أديان رئيسية، هي الإسلام واليهودية والمسيحية والإيزيدية والزرادشتية والكاكائية والصابئة المندائيون، ويتمتع الإقليم بسلام اجتماعي وتعايش بين كافة الأديان الموجودة فيه، فرغم وجود هذا العدد من الأديان والطوائف لم يشهد الإقليم حتى الآن أي مشكلة دينية أو طائفية بين هذه الأطراف. وتكمن جمالية الاقليم بوجود التركمان والمسيحيين والكورد الايزديين والشبك والكاكائين واعتمدت حكومة كوردستان على اهمية التعايش والتسامح والتصالح مبنية على اسس متينة من الصدق والاخلاص والاحترام للاخر بعيدا عن المشاحنات والاتهامات وغيرها من الامور، الاهتمام بالدين الاسلامي الحنيف والاديان الاخرى وتراثها واحترام العلماء ورجال الدين والحفاظ على مكانتهم الاجتماعية وتحسين اوضاعهم المعيشية لممارسة نشاطاتهم الدينية والوطنية والقومية والاجتماعية بما يخدم المجتمع الكوردستاني قامت حكومة كوردستان وبالاخص بدعم وتشجيع من لدن السيد نيجيرفان بارزاني بتوثيق الروابط بين مختلف الديانات والمذاهب والطوائف في كوردستان وتم
انشاء وتعمير المساجد والجوامع والكنائيس ودور العبادة الاخرى وتامين متطلباتها في الاماكن
مواكبة ما يستجد في الفكر الاسلامي في العالم وتحقيق التماس مع علمائها ومؤسساتها الثقافية والعلمية لزيادة المعرفة الاسلامية وتعريف العالم بالشعب الكوردستاني ودوره في الدفاع عن الاديان واغناء التراث الثقافي والحضاري .
ومتابعة تطوير المناهج الدراسية للدراسات الاسلامية بما يؤدي الى نبذ الفكر التكفيري والالحادي والتطرف الديني والارهاب في مختلف مراحلها وتامين المدارس اللائقة بها من حيث البناء والادارة والاساتذة وتامين مستلزمات الدراسة واستحداث مستويات للدراسات الدينية من معاهد وكليات ودراسات عليا بما يؤمن تخريج علماء مقتدرين في الخطابة والارشاد الديني والفتاوى الشرعية بعيدة عن الخطابات المتطرفة نحن بنينا في كوردستان بنياننا على اسس متينة سائرين على نهج البارزاني الخالد الذي علمنا مفاهيم الانسانية ودوره الاساسي في ضرب مفاهيم الظلم والاستبداد في ادارة المجتمعات لذلك نقولها بكل فخر واعتزاز دأبت حكومة الاقليم على اشاعة مفاهيم التسامح والتعايش السلمي واثبتت للعالم اجمع نحن اهلا للتعايش لاننا نمتلك الوعي والحس الوطني وانتهج الاقليم الكوردستاني الاعتدال والوسطية الذي يعد منهجا اكثر واقعية وعقلانية من خلال رفضه للتطرف والعنف والتعصب لاستمرار الحياة والتعايش وها نحن نبحر بسفينتها نحو شواطئ التطور والرقي وبناء نموذج في ظل ثقافة التعايش والتسامح وخير دليل على ذلك استقبال كوردستان ملايين اللاجئين والنازحيين من المناطق الملتهبة بسبب ارهاب داعش واحتضنتهم على الرغم من الظروف القاسية التي تعرض له الاقليم وخاصة بعد قطع ميزانيته من قبل بغداد لكن حكومة الاقليم اكدت دائما على مبدا الحوار والتفاهم وتقبل الرأي والرأي الاخر لان الحوار اداة العقلاء للخروج من الازمات وهو السبيل الوحيد لتحقيق التآزر والتلاحم من اجل التعايش السلمي كما انها تعمل وباستمرار للقضاء على جذور التشدد وتقوية ثقافة وتراث التعايش المشترك والسلم الاجتماعي بعيدا عن التشدد .
ولابد لنا ان نشير الى ان رئيس حكومة الاقليم اكد مرارا وتكرارا في كل مناسبة دينية ووطنية للمسلمين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف والاديان على عدم التفريق بين الوان الطيف الكوردستاني حسب الطائفة او المذهب او العرق ونبذ الارهاب والخلافات وسعى رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني على اشاعة المفاهيم الدينية الصحيحة بين افراد المجتمع واقامة المؤتمرات التي تحث على مناهج التعايش السليم لانه لاسبيل لوحدة المجتمعات الا بالتعايش والتسامح على اساس الثقة المتبادلة، وحرص دائما على ان يكون لرجال الدين دورهم الفاعل والاساس في التركيز على مسالة مهمة الا وهي دور الدين ورجاله في التسامح واشاعة مفاهيم الرأفة والرحمة على عكس العراق الذي يعيش للاسف في دوامة التفرقة من زعزعة الثقة خاصة بين مكوناته حيث نجحت الحركات الارهابية في العراق من زرع الفتنة وعرقلة بناءه والسبب الرئيس في ذلك ارضيته المناسبة والمهيئة لذلك على عكس كوردستان التي لم تدع للفتن والحركات المتطرفة السيطرة على عقول الكوردستانيين لانها اسست على اساس التسامح والتعايش، لذلك اصبحت كوردستان نموذجا متميزا على صعيد التعايش ليس فقط على صعيد العراق والمنطقة بل على صعيد عالمي ايضا وقدمت حكومة الاقليم نموذجا يلاقى الاحترام والتقدير في الاوساط العالمية .
Top