• Friday, 05 July 2024
logo

العالم بين غليان الطبيعة وهذيان ساسة العالم المتمدن

العالم بين غليان الطبيعة وهذيان ساسة العالم المتمدن

الدكتور انور احمد عبدالله البرزنجي*

 كولومبس الذي اكتشف امريكا في ١٤٩٢ وحسب الموءرخ (Todorov T. 1984) فان القرن السادس عشر شهد اكبر عملية ابادة جماعية في تاريخ البشرية على يد هذا السفاح والتي بلغت  (٧٠ ) مليون مواطن من سكان الامريكتين الاصليين… وتحت شعار   (the only good Indians are dead Indians)…    الهنود الطيبون الوحيدون هم الهنود الموتى،  مما يقودنا الى النكتة التي اطلقها ستالين: قتل الفرد جريمة يعاقب عليها القانون الا ان قتل المليون هو رقم احصائي ليس الا…! بل حين التقى الهنود الحمر معه اول مرة نصحه حكماء الهنود : ثقافتنا ان نطيع الطبيعة (Oby tender Nature )حولنا فلا تحاولوا انتم سيادة هذه الطبيعة…  فكان اجابته واضحة لهم حينما جلب نماذج من قرود وبشر امريكا في اقفاص معا ليتفرج الاوربيين المتحضرين على مخلوقات امريكا الشمالية واللاتينية معا! علما بان كولومبس كتب في مذكراته ان مهمته المقدسة هي في تسخير خيرات امريكا لمعاودة الحرب الصليبية في الشرق. واليوم لا زال الرجل الابيض المتمدن  يتعامل مع الطبيعة ضمن مفهوم السيد والعبد ليس الا … بيد انه في ورطة كبيرة الان في صراعه مع الطبيعة (Nations vs.  Nature) وبذالك اصبحت الصراع الانسان والبيئة صراعا حاده بمرور الاجيال ، وخاصة بعد نمو القدرات البشرية مما ادى الى اظهار الاثار المدمرة على البيئة من جانب وعلى الانسان نفسة من جانب الاخر ن وبذالك ذهبت الوفاق بين الانسان وبيئة مما ادى الى زيادة الفصلات والمخلفات والنفايات وتلوث لتكوين المياه والهواء والتربة ، واهمية حماية هذة المكونات جاء متاخرا و خاصة مسالة  السيناريوهات الكابوسية لدرجات الحرارة بدأت تتكشف ، حيث درجات الحرارة العالية تضرب ارقام قياسية ، دقت سلسلة من الأرقام القياسية المناخية حول التغير في درجات الحرارة وسخونة مياه المحيطات ومساحة طبقة الجليد في المحيط المتجمد الجنوبي ناقوس الخطر لدى العلماء الذين يقولون إن سرعة هذا التغير وتوقيته "غير مسبوقين". وامام عدم قدرة ساسة العالم بالوقوف في جدية تامة للتعامل مع الازمة المناخية المتفاقمة هنالك شعور متزايد بان هوءلاء الساسة اما لا يستوعبون حجم المشكلة او ان مستشاريهم لا يخبرونهم الحقيقة كاملة!!! وفي النهاية فاذا كانت اسطورة الرجل الاخير ( Last Man ) في حسم التاريخ الحديث هو السايد فما هو دور المكروبات الاخيرة ( Last Microbe ) من بكتيريا وفيروسات طاغية في ازمات تاريخنا  الحديث؟ بل وما مبررات هذا التخاذل امام مشكلة المناخ التي تواجه الوجود الحضاري للبشرية بشكل كبير غير مسبوق؟!! بينما لا زالت حماقات ساسة العالم المتمدن لا تنتهي في تبريراتهم حول حتمية صراع الامم (Nation vs. Nation) .                                                

 * الحاصل على العضوية الفخرية من جلالة الملك Charles في مجموعة دول  Commonwealth حاليا.

Top