الإدارة الذاتية تعد مؤتمر تنصيب الشرع رئيساً لسوريا "غير قانوني"
وصفت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا "مؤتمر النصر" الذي عقد مؤخراً في دمشق وجرى خلاله تنصيب أحمد الشرع رئيساً لسوريا للمرحلة الانتقالية بأنه "غير قانوني"، مؤكدةً أن "السياقات التي تتم خارج إطار المؤتمر الوطني السوري ودون مشاركة القوى السياسية والثورية والشعبية تعتبر منقوصة".
جاء ذلك في بيان صادر عن الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، يوم الأحد (2 شباط 2025)، أكدت فيه أن "عقد مؤتمر حوار وطني في سوريا، دون إقصاء أي من الأطراف أو المكونات السورية، هو الحل الأمثل لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا الآن".
ودعت في البيان السلطات في دمشق "لاستدراك الخطأ وجمع شمل السوريين بكافة فئاتهم وتوجهاتهم السياسية في مؤتمر وطني شامل".
وأدناه نص بيان الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا:
"في ظل التطورات المتسارعة في سوريا، عقب سقوط نظام البعث الذي يعد انتصاراً لعموم الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، وفي الوقت الذي كان الشعب السوري بانتظار عقد مؤتمر وطني سوري جامع لوضع والتحضير لصياغة دستور توافقي وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، عقدت السلطة في دمشق اجتماعاً موسعاً بحضور عدد من قادة الفصائل السورية، وتم من خلاله اتخاذ عدة قرارات، وفي هذا السياق، نؤكد نحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، أنه كان يجب أن تكون القرارات ضمن مؤتمر وطني يحضره جميع المكونات والطوائف والشرائح السورية، من ضمنهم المرأة والشباب.
إننا في الوقت الذي ننتقد فيه عقد هكذا اجتماع، وخاصة أنَّ من بين الحضور هناك بعض الشخصيات المدرجة ضمن قوائم الإرهاب، وأيديهم ملطخة بدماء الشعب السوري، وعلى رأسهم أحمد إحسان فياض الهايس الملقب باسم "أبو حاتم شقرا"، الذي أقدم على قـتل الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، وكذلك محمد الجاسم، المعروف بلقب "أبو عمشة"، والذي ارتكبت العديد من الجرائم بحق الشعب السوري وخاصة في عفرين، نؤكد أنَّ هكذا اجتماع غير قانوني، ولا يعبر عن ما تطمح إليه المكونات في سوريا.
كما أننا نؤكد أنَّ السياقات التي تتم خارج إطار المؤتمر الوطني السوري ودون مشاركة القوى السياسية والثورية والشعبية تعتبر "منقوصة"، وأنَّ عقد مؤتمر حوار وطني في سوريا، دون إقصاء أي من الأطراف أو المكونات السورية، هو الحل الأمثل لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا الآن، وإيصال شعبنا إلى بر الأمان، لأن إقصاء أي جهة أو مكون سيكون السبب في عدم تحقيق أهداف ثورة شعبنا، وواقعه لن يختلف عن النظام السابق،
لذا، ندعو السلطات في دمشق لاستدراك الخطأ القائم وجمع شمل السوريين بكافة فئاتهم وتوجهاتهم السياسية في مؤتمر وطني شامل يشارك الجميع في التحضير له ووضع ملامح الدستور الجديد للبلاد.
وفي ظل كل هذه التطورات، على السلطات في دمشق عدم إفساح المجال لأي جهة أو شخص يروج لخطاب الكراهية، ويحاول النيل من حالة التآخي والعيش المشترك التي هي سمة تميز الشعب السوري، ونبذ كافة الخطابات التحريضية التي تستهدف قومية أو طائفة معينة، والتي هي واضحة بشكل جلي في بعض الفعاليات، كما حدث قبل أيام في ساحة الأمويين بالعاصمة السورية دمشق، وكذلك في مدن أخرى، فهكذا مواقف تخلق فتنة وشرخاً بين مكونات الشعب السوري، ولا تخدم الهدف الذي نسعى إليه جميعاً، ألا وهو بناء سوريا ديمقراطية موحدة، وإرساء القانون وتحقيق العدالة الانتقالية.
مرة أخرى، نحن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، ننطلق من ثوابت وطنية بالدعوة الدائمة للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وإشراك كافة مكونات الشعب السوري في رسم ملامح سوريا المستقبل على أُسس ديمقراطية ولامركزية.
الرحمة لشهدائنا، والشفاء العاجل لجرحانا.
عاشت سوريا حرة ديمقراطية تعددية لامركزية.
الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا
2 شباط 2025"
روداو