• Wednesday, 17 July 2024
logo

الشيخ ابراهيم الدليمي عضو المكتب السياسي لتحالف السيادة لحلقة الحوار: كنت اقول مع غيري من السياسيين العراقيين أنه يجب علينا نقل جزء من تجربة إقليم كوردستان إلى بغداد

الشيخ ابراهيم الدليمي عضو المكتب السياسي لتحالف السيادة لحلقة الحوار:  كنت اقول مع غيري من السياسيين العراقيين أنه يجب علينا نقل جزء من تجربة إقليم كوردستان إلى بغداد

 خاص - كولان العربي

الشيخ ابراهيم الدليمي عضو المكتب السياسي لتحالف السيادة والمتحدث الرسمي لشيوخ وعشائر الأنبار ومستشار المجلس النواب العراقي، وهو من الشخصيات السياسية العربية السنية البارزة وله دور بارز في العملية السياسية العراقية، وكان يتحدث دائما بشكل علني على القنوات العربية والعراقية والكوردستانية، وقدم توصياته ومقترحاته بكل صراحة وعلى النحو التالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

بالأصالة عن نفسي ونيابة عن شيوخ وعشائر الأنبار والشعب العراقي بأكمله، أود أن أشكر القيادة الحكيمة لإقليم كوردستان على دعوتنا إلى هذا الحوار المهم، وعلى مستوى الترحيب الكبير الذي قدموه لنا، ويأتي هذا الحوار لعرض وجهات نظرنا حول نقاط الخلاف بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية.

بداية، لا يمكن لأحد أن ينكر أن إقليم كوردستان ليس جزءاً مهماً من الدولة العراقية فحسب، بل أيضاً ركيزة أساسية لأستقرار و قرار وسيادة الدولة العراقية. ولكي يكون هذا الحوار مثمراً، يجب أن نتحدث بصراحة تامة، ولحسن الحظ، فإن جميع الأطراف حاضرة هنا. وبرأيي، فإن السبب الرئيسي لكل المشكلات هو تفرد الحكومات العراقية السابقة في بغداد. هذه الحكومات خلقت المشكلات بين المكونات المختلفة واتخذت القرارات انفرادياً.

ولو وضعنا النقاط على الحروف، نجد اليوم انّ المكون الشيعي في العراق يلعب دور "الأخ الأكبر" في العملية السياسية، ويعتبر "الكورد والعرب السنة" شركاء سياسيين مع الأخوة التركمان وجميع المكونات الأخرى.

لدي ملاحظة بأن  بعض النواب متطرفون في آرائهم وهم الذين يضعون العراقيل أمام العملية السياسية. نحن كعرب السنة نعتب على النواب الكورد وبعض النواب الشيعة لأننا نتعرض الى الظلم منذ 21 عاما، وعندما نكون قريبين من الكورد، يشعر الشيعة بالقلق و على عكس ذلك عندما نكون قريبين من الشيعة فإن الكورد يشعرون بالقلق. وسأروي لكم حكاية حول هذا الموضوع: لقد تم اعتقالي في عهد البعث وقيل لي أنك خائن ومجرم. فقلت والله انا برىء، فعندما اصادق  الكورد يقولون لي أنك من البيشمركة، وعندما اصادق الشيعة يقولون لي أنك عضو من حزب الدعوة، هذه المسألة تعيد نفسها شكل آخر.

مشكلتنا هي مشكلة العفو العام، وان هذا القرارالذي لن يستفيد منه العرب السنة فحسب، بل سيستفيد منه الكورد والعرب الشيعة  الذين لديهم سجناء. ومع ذلك، فإن معظم هذا الظلم يقع على المكون العربي السني. لماذا يجب أن يبقى هؤلاء الناس في السجن؟

انا في هذه القاعة سأدافع وبصوت عالي عن حقوق الإخوة الكورد وسأقول للقيادة الكوردستانية ينبغي أن لايخلط  موضوع رواتب موظفي الأقليم بالسياسة، لذلك، إذا لم ندافع ككل مكونات العراق عن حقوقنا المشتركة، فعلينا أن نعرف أن الشيعة الذين هم في السلطة الآن وأصبحوا "الأخوة الأكبر" لن يكونوا على استعداد للاستماع إلى مطالبنا، لذا فإن هذا التفاهم ضروري جداً.

نقطة أخرى أريد تحديدها على أنها السبب الرئيس لتراكم المشكلات وعدم وجود حلول لها، والسبب هو الدستور العراقي لعام 2005 الذي كان متسرعاً جداً ووردت فيه أخطاء كثيرة، وتم تمريره والتصويت عليه رغم تلك الأخطاء، وجرى فيه التزوير، لأنه لم تصوت عليه المحافظات الثلاث (الأنبار، نينوى، صلاح الدين). يحتوي الدستورعلى أخطاء جسيمة في موضوع النفط والغاز، وكذلك في موضوع السلطة وتوزيع الإيرادات.

وبهذا الموضوع يجب على الإخوة الكورد أن يعرفوا جيداً كيف يتواصلون معنا في محافظات "العمارة والناصرية والبصرة وغيرها من المحافظات المنتجة للنفط" وسوف يتواصل معنا آلاف المواطنين، ويقولون لنا: لماذا نحن مواطني العمارة والبصرة والناصرية وغيرها من المحافظات المنتجة للنفط، لا يذهب إلينا إلاّ الدخان والمرض والسرطان، والأموال تذهب إلى بغداد وإقليم كوردستان؟ لاحظوا انهم يربطون بين بغداد وكوردستان، السؤال هنا هو اين الخطأ ما مشكلة هذه الأصوات؟ وطبعا الخطأ ليس موقف ونظرة مواطني هذه المحافظات، ولكن الخطأ هو برنامج وزارة "العمل" التابعة للحكومة العراقية، حيث الشباب عاطلون عن العمل وهان الوزارە لاتستطيع توفير فرص عمل لهم، وتمنح وزارة العمل في المحافظات الجنوبية الشركات الأجنبية فرص الاستثمار في قطاع النفط بعمالة أجنبية "هندية وباكستانية"، يحصل كل واحد من هؤلاء العمال على عدة آلاف من الدولارات شهرياً، ولا يسمح لشبابنا بالعمل في الشركات التي توافق على ذلك بعدة مئات من الدولارات.

وفيما يتعلق بالعلاقات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني والأحزاب الأخرى في الإقليم مع الحكومة الاتحادية، أعتقد أنه في العملية السياسية الكوردستانية، ظهر جيل جديد من القادة السياسيين، الذين لايفكرون كالجيل الأول ولديهم طموح ويلجأون الى وسائل مختلفة، وكان المرحوم مام جلال والسيد مسعود البارزاني يعالجون العديد من المشكلات ويدافعون عن كوردستان معاً وضحّيا من أجلها وأعادوا إعمارها، لقد قلت أنا وغيري من السياسيين العراقيين في كثير من الأحيان أنه يجب علينا نقل جزء من تجربة إقليم كوردستان إلى بغداد لإعادة بناء العراق.

وهناك نقطة أخرى من المهم التركيز عليها وهي "الورقة السياسية" الخاصة بتشكيل حكومة محمد الشيعي السوداني، في هذه الورقة أكدنا نحن والأخوة الكورد بإستمرار على ثلاث قضايا مهمة،"الشراكة، التوازن، التوافق"، لكن كما نرى الآن فإن شقيقنا السوداني لايعمل ببعض فقرات هذه الورقة السياسية التي اتفقنا عليها.

أود هنا وعبر هذا المؤتمر أن أدعو رسمياً قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعلى رأسها السيد مسعود بارزاني إلى توجيه ممثليهم في بغداد للضغط على البرلمان العراقي لتعديل بعض القوانين، وتفعيل الورقة السياسية التي تم التوقيع عليها، وانا كممثل لتحالف" السيادة والعزم والحسم"، ندعم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المطالب المشروعة لشعب كوردستان، لكن في المقابل أدعو الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني لدعم المطالب المشروعة للعرب السنة. يجب أن نتفق على وجهة نظر مشتركة قبل الذهاب إلى بغداد، ومن ثم نقدم هذه الآراء المشتركة الى السوداني، حتى نتمكن من تصحيح بعض اتجاهات العملية السياسية وحل مشكلاتنا.

واقصد من هذا إذا لم نعمل جميعاً معاً ستبقى الدولة العراقية هزيلة، وعندها ستتدخل إيران متى شاءت، وستقصف تركيا جبال كوردستان متى شاءت، وستتدخل دول مجاورة أخرى، ولنسأل انفسنا بعد مرور 21 عاماً على سقوط النظام السابق، ماذا استفاد من ذلك الشعب  العراقي في الشمال والجنوب؟

إن الشعب العراقي هم ابطال، يستطيعون تغيير هذا الواقع، ويخبرنا التاريخ أليس شعب كوردستان ابطالاً، حيث قاوموا عشرات السنين في الجبال، وهل ان الشيعة ليسوا ابطالاً الذين تمكنوا من تحرير الأهوار في عهد صدام، وأليس العرب السنة أبطالاً جعل نظام صدام أمثال محمد مظلوم طعاماً للكلاب؟

لذلك لا بد من العودة إلى زمن المرحوم الملا مصطفى، والزمن الذي يقودانه مام جلال والسيد مسعود البارزاني، ورغم أنه كانت هناك مشاكل وصراعات، إلا أن كلها كانت تحل بالتفاهم، لكن الجيل الجديد الذي يقوده الآن، يفتقر إلى التفاهم للتمرد على كلام «الأخ الأكبر» ويلجأ إلى الحوار مع إيران وبعض الأطراف الى بغداد والنجف وكربلاء.

وحول هذا الموضوع أود أن أشير الى زيارة السيد خميس خنجر زعيم تحالف السيادة الذي رافقته شخصياً إلى السيد مسعود بارزاني لحل مشكلة انتخاب رئيس البرلمان. وفي ذلك اللقاء مع السيد بارزاني توصلنا إلى حل مفاده أنه إذا فاز أحد المرشحين في الجولة الأولى من التصويت، ففي الجولة الثانية من التصويت، سيصوت كلا ائتلافي "السيادة والعزم" لذلك المرشح لإنهاء المشكلة. كنا نجلس أنا وخميس خنجر نراقب عملية التصويت وارتفعت أصوات شعلان إلى 152 صوتاً، وفي هذا الوقت اتصل السيد بارزاني بخميس خنجر وأخبره "أن يكون وفياً لوعده" وهذا يعني أن نوابنا سيصوتون لشعلان في الجولة الثانية، لكن للأسف عدة نواب من ائتلاف التقدم بالاتفاق مع عدد من النواب الكورد "الاتحاد الوطني" عطلوا العملية ومنعوا الجولة الثانية من التصويت.

النقطة الأخرى أود توجيهها كعتب لإقليم كوردستان وهي مسألة نقاط السيطرات في كوردستان، حقاً هناك شباب في تلك السيطرات لا يعرفوننا، عندما نصل إلى تلك النقاط، يطلبون منا هويتنا ومهنتنا، ولايراعون مناصبنا ولا يميزوننا عن الآخرين. وهذا غالباً ما يخلق عراقيل أمام عملنا، لذا من خلال هذا المؤتمر أطلب من وزارة الداخلية في حكومة إقليم كوردستان أن تصدر لنا تصريح إقامة حتى نتمكن من القدوم إلى كوردستان بالطائرة والتخلص من هذه المشكلة.

وفي نهاية هذا الحوار، أطلب منكم إجراء المزيد من الحوارات بين المكونات المختلفة في هذا البلد. وفي هذا الحوار، أخبرنا أحد الأخوة الكورد الأيزيديين  ببعض المعلومات التي لم أسمع بها من قبل. هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها أن 49 من أصل 100 مقبرة جماعية للأيزيديين لم يتم نبشها. هذه المعلومات مهمة بالنسبة لنا لأن الأشخاص مثلنا يتحدثون باستمرار على القنوات العربية والعالمية وجميع القنوات في العراق وإقليم كوردستان، وإذا كانت لدينا هذه المعلومات، فسنقوم بتكوين رأي عام.

 

 

 

 

 

Top