• Wednesday, 26 June 2024
logo

أحمد عثمان : كن صديقه !!

أحمد عثمان : كن صديقه !!
عندما يعرف أحدهم بأنني كردي فإن موقفين هما أكثر ما يثيران اهتمامي.. إما أن يبتسم الشخص ويقول جملة من قبيل أنا أحب الأكراد... وإما أن يظهر موقفا باردا ليس فيه أي ود.

الأول تعرف في مرحلة سابقة من حياته إلى صديق كردي أو عاش بين الكرد لفترة فبقيت صور جميلة في ذهنه ذكّرته بها.

أما الثاني فهو ضحية الصورة التي أوصلتها له أجهزة الاعلام كردية كانت أو عربية.. كلها أوصلت الصورة ممسوخة.
أحد أصدقائي يقول.. تعرفت على مجموعة من الشباب الكرد في قطار.. تحدثنا في مواضيع كثيرة ... تحدثوا معي عن مشاكلهم وحياتهم كأنهم يعرفونني منذ سنين.. وجدت فيهم حبا وبساطة وعفوية ما كنت لأستوعبها مهما قرأت عنها.
الكردي بشكل عام يتعامل مع الغريب باحترام كبير.. في كثير من المجتمعات تتذكر في كل لحظة من خرج من داره قل مقداره ولكن في المجتمع الكردي يحس الغريب بعكس ذلك تماما.
مهما كبر الكردي في العمر ومهما علت مراتبه فإن مسحة من الخجل تميز ملامحه.. ربما ستلاحظون أن الكردي غالبا خجل حتى في ضحكته المترددة.
الكردي فخور بكرديته فهو يعتبرها علامته المميزة من عند الله... ومع أن كرديته سببت له ولأجداده الشقاء فإنه يبقى وفيا لها.. ربما لأنه دفع ويدفع كل يوما ثمنا كبيرا لأجلها.
بقليل من العاطفة بقليل من الانفتاح عليه وعلى همومه تستطيع أن تكسبه صديقا وفيا مضحيا ذا عطاء غير محدود... ولكن حذار فلو أحس للحظة واحدة أنك تخدعه أو تستخف به فالعواقب ستكون أسوء بكثير مما تتوقع ولن تكون العودة سهلة أبدا.

للكردي أقول حق لك أن تفخر بهذه السمات التي حباك الله بها.. لا تتنازل عن صدقك وحبك وعفويتك وكرمك... لا تستبدلها بما هو أدنى... هذه الصفات هي ما تميزك وما ميزتك عبر التاريخ لا الألوان والشعارات.
للعربي الذي اكتفى من معرفته بالكرد بما قرأه وسمعه .. ابحث عن كردي حولك.. كن صديقه.. ستحبه غالبا.. ستحبهم... ستلغى كل الصور المشوشة المزروعة في رأسك عنهم... ليسوا جميعا ملائكة ولكن غالبيتهم أفضل مما تتوقع.
Top