• Wednesday, 03 July 2024
logo

لأول مرة أشعر بعراقيتي

لأول مرة أشعر بعراقيتي
هذه كلمات أطلقها السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق معبرا عن فرحته الشديدة وسعادته الغامرة بسقوط النظام، وعودته الى بغداد مع شركاءه لبناء دولة وطنية حقيقية على أسس المساواة والعدالة وقواعد الديمقراطية، ضحى الرجل بدولته القومية في سبيل الدولة المدنية والديمقراطية، لأن الغاية الأساسية من وراء كل هذا النضال أن يعيش المواطن الكوردستاني في حياة طيبة وعيش رغيد وسلام واستقرار وأمان وتطور وتقدم بعيدا عن الحروب والصراعات والنزاعات، وقد رأى البارزاني أن هذه الفرصة سانحة لكي يتحقق ما يصبو إليه شعب كوردستان في العراق الجديد، بقي البارزاني في بغداد لشهور مع الخطر الكبير على حياته، وقد استشهد اثنان من حمايته نتيجة القصف المستمر على المنطقة الخضراء، حيث استطاع المشاركون في العملية السياسية أن يؤسسوا الدولة العراقية الجديدة ويكتبوا أفضل دستور في تاريخ العراق، ووصل الأمر بالجميع إلى قناعة تامة أنه لا بد من طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، لوضع حد نهائي لمعاناة الشعب العراقي بجميع مكوناته، لأن هذا الشعب منذ تأسيس دولته لم ير راحة في حياته، ولا استقرارا في عيشه، بل كانت حياته مليئة بالحروب العبثية والصراعات الداخلية المفتعلة، وقد كان سقوط البعث فرصة ذهبية لأخذ العبر من هذا التاريخ المؤلم المظلم، ولكن مع الأسف الشديد بمجرد دخول الطبقة السياسية الشيعية في الحياة السياسية وتسلمها للسلطة وتنعمها بخيرات البلد، حيث الرخاء والأموال والسلطة والهيبة والقوة نسيت ماضيها المؤلم، وتاريخها المليء بالشدة والرزايا، ونسيت أصدقائها وشركائها وحلفائها الذين ساعدوهم في الوصول الى السلطة، ولولا ذلك لبقوا في الخارج صاغرين ذليلين، والجميع يدرك ذلك لكنهم يريدون طي تلك الصفحة، ومشكلة العقلية العراقية التي تتسلم السلطة أنها تتيه في الرخاء، وتضيع في الرفاهية، وتتغطرس عند القوة، وعند الشدائد والمحن والمصائب يبكي الإنسان حزنا لحالهم ومعيشتهم، وكانوا كذلك قبل وصولهم للسلطة.


وليكن معلوما أن كوردستان كانت شبه مستقلة، وكان بإمكاننا أن لا نذهب الى بغداد، ونبقى ومن ثم نعلن دولتنا مستقلة، ومرة أخرى ارتكبنا خطأ استراتيجيا عندما قررنا الذهاب الى بغداد، وكم خسرنا بانضمامنا الى العراق، فالذي تحقق في كوردستان ليس بفضل الشراكة مع بغداد بل بجهود شعب كوردستان وحده، وبفضل القيادة الكوردية المدنية وحدها، لو أعلنا دولتنا آنذاك لكنا الآن في عداد الدول المتقدمة، وخاصة أن كوردستان فيها طاقات هائلة وعقول نيرة وكوادر مهمة وثروات طبيعية وقدرات كبيرة، وأهم من ذلك كله الإنتماء القوي لهذا البلد، ورأينا حقيقة هذا الإنتماء الرائع لدى شعبنا في الحرب ضد داعش الإرهابي.


اتفقنا مع شركاءنا أن نعمل جادين وجاهدين لتأسيس عراق جديد على أسس مدنية ودستورية وديمقراطية توافقية، ولكن مع الأسف الأسيف طغت العقلية التسلطية التفردية على العقلية التوافقية، فكانت النتيجة الحصاد المر والكوارث والأزمات تلو الأزمات، حتى وصل الأمر بتلك العقلية أن تهدد كوردستان بالهجوم الساحق، ولكنها فشلت، لأن الذي كان أقوى منه – وهو نظام البعث- لم يستطع تركيع شعب كوردستان فغيره لا يستطيع فعل شيء أمام إرادة شعبنا، وعندما أدركت هذه العقلية أن التهديد العسكري لا جدوى منه لجأت الى التهديد المعيشي، حيث قطعت الموازنة عن كورستان في 2014، ضاربة الدستور عرض الحائط، ولا يزال هذا القرار ساري المفعول، لا أريد الحديث عن تلك الحقبة المرة في تاريخ العراق.


الذي أريد أن أصل إليه، هل لا يزال البارزاني يشعر بعراقيته، كلا إنه يشعر بغربة حقيقية في وطنه بعد جملة من هذه السياسات الخاطئة التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة بعد سقوط نظام البعث تجاه كوردستان، الفرق بين العراق والدول الفيدرالية الديمقراطية أن العراق يقف عائقا أمام تطور كوردستان، مع كونها جزءا من العراق، بينما الدول الأخرى الفيدرالية الديمقراطية تشجع أجزائها الأخرى على التطور والتقدم والرقي في كافة المجالات، بل وصل الأمر ببعض الساسة العراقيين الى القول أن كوردستان تطورت على حساب البصرة، مع أن قضية التطور العمراني ليست متعلقة بكثرة الثروات الطبيعية بل متعلقة بالعقلية التي تدير البلد، فإذا كانت كوردستان تطورت على حساب البصرة، فلما لم تتطور البصرة؟ فهي العمود الفقري للإقتصاد العراقي، ومع ذلك فهي تعاني من الفقر المدقع والجوع الموجع والبطالة المفجعة والخراب والدمار والفوضى، هل كوردستان سبب تخلف البصرة؟ أم أن العقلية المتسلطة هي سبب خراب العراق ودماره.


بعد مضي أربع عشرة سنة فشلت الطبقة السياسية الشيعية في إدارة البلد، وعليها أن ترحل عن الساحة، وتسمح لغيرها بإدارة البلد، وأخص بالذكر حزب الدعوة، الممثل الرسمي للإسلام السياسي الشيعي، وإذا أردنا أن ننقذ العراق من هذه الضائقة ومن هذه الأزمة المتأزمة فعلينا أن نفسح المجال للعقليات المدنية الديمقراطية بإدارة البلد، لأن هذه العقلية تجاوزت حقبة الأيدلوجيا الدينية ومرحلة القومجية، فهي ستركز على مفاهيم الوطنية والمدنية والديمقراطية، ولا ريب أن شعب كوردستان قد تجاوز هذه المرحلة، فهو لن يعود إلى نقطة الصفر، أي الحوار مجددا من أجل تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية، لأن الفترة السابقة كانت كافية لتحقيق ذلك، ولكن قد تجلت الحقائق أن بغداد ليست صادقة في نواياها، فقد انهارت الثقة بيننا، ومهما حاول البعض بناءها مجددا، فمنذ أربع سنوات وكوردستان تعاني من قطع الموازنة، ولم يتدخل مرجع ديني، ولا تكلم سياسي عراقي، ولا نطقت دولة بكلمة حق تجاه هذا الخرق الدستوري الخطير تجاه شعب كوردستان، وعندما حددنا موعدا لإجراء الإستفتاء تكلمت المراجع الدينية ونطق الساسة، وتدخلت الدول، مع أنه ينبغي التحدث والتكلم والتدخل عند خرق الدستور، وليس عند ممارسة عملية ديمقرطية دستورية كالإستفتاء، والأدهى من ذلك أن الأسلحة التي خصصت للبيشمركة من قبل بعض الدول الغربية تم توزيعها على الحشد الشعبي، مع أن البيشمركة هم الذين حطموا أسطورة داعش، والغريب أن الحشد الشعبي تأسس مؤخرا بقرار شيعي مع رفض الآخرين من السنة والكورد والمكونات الأخرى، بينما البيشمركة يملكون تاريخا طويلا ويشكلون جيشا وطنيا، بخلاف الحشد الشعبي الذي هو جيش أيدلوجي لطائفة معينة، لذلك كان الهدف الأساسي لبغداد من هذه السياسات الجائرة تحريض شعب كوردستان على القيادة الكوردستانية والحكومة الكوردستانية، ولكن كل هذه المؤامرات الخبيثة فشلت، فهل من المعقول العودة الى الحوار من أجل تحقيق الشراكة الوطنية، أقول بالحرف الواحد، وبلسان ذلق وكلام طلق: أنتهت الشراكة الوطنية في العراق، وحان الوقت للذهاب الى الإستفتاء من أجل استقلال كوردستان، لأنه من العبث الحوار مع من تآمر عليك لسحقك لأجل تحقيق الشراكة الوطنية، بعد جميع هذه الخروقات الدستورية التي تجاوزت خمسين مادة، ومن أعظمها قطع الموازنة لعلاقتها بقوت شعب كوردستان، لأن قطع الموازنة يتضرر بها المواطن الفقير والموظف المسكين، وليس الطبقة السياسية، فكان الهدف واضحا كما ذكرت سابقا، تحريض الشعب على القيادة، ولا يدركون أن هذا الشعب عانى أكثر من هذه الحالات ومثيلاتها، لكنه صمد ووقف شامخا يتحدى جميع الصعوبات، لدعم قيادته للوصول إلى بر الأمان، وهو الإستقلال التام.



إذا كنا قد ضحينا بدولتنا القومية من أجل الديمقراطية، فإننا لسنا مستعدين للتضحية بدولتنا الوطنية في سبيل الدولة الأيدلوجية، ودولة كوردستان بكل تأكيد ستكون نموذجا راقيا للديمقراطية والمدنية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي بين الأديان والقوميات والمذاهب، والدليل أننا كنا إقليما واستطعنا تحقيق هذه المفاهيم، فكيف إذا أصبحنا دولة مستقلة فإن مسؤوليتنا ستكون كبيرة، وإمكانياتنا وقدراتنا ستكون قوية، وهذا كله بكل تأكيد عامل مساعد في تحقيق مباديء الديمقراطية والمدنية.


ليكن معلوما أن الكيّ هو آخر الدواء، فالإستفتاء هو آخر الدواء مع العراق، ولا مرية أن بغداد هي التي دفعتنا الى هذا الخيار، فلو استطعنا تحقيق الشراكة الحقيقية مع العراق لربما لم نفكر في الإستقلال أصلا، وإن كان هذا الحق مشروعا لكل الشعوب، فرفض هذا الحق الطبيعي مخالف للعقل والمنطق والقوانين والدولية والمباديء الأساسية لجميع الديانات، لأن الإستقلال من باب الحرية، والحرية مكفولة للجميع بلا استنثاء، ولا كرامة لأي شعب إذا لم يكن حرا في إرادته وقراره، وعليه، فإن شعب كوردستان حر وهو يريد ممارسة حريته في اللجوء الى الاستفتاء، والإستفتاء بلا خلاف ممارسة ديمقراطية، فكل من يؤمن بمباديء الديمقراطية لا يستطيع أن يصبح حجر عثرة في طريقه، أما من لا يؤمن بها فمن الطبيعي أن يعادي هذا المشروع الديمقراطي، لأن انتشار مباديء الديمقراطية وتطبيقاتها في الساحة السياسية بمثابة زلزال للدول المستبدة بشطريها الديني والسياسي.



لقد انتهى الشعور بالإنتماء الى العراق لدى شعب كوردستان، ليس لأن شعب كوردستان قضى على هذا الإنتماء، بل لأن الطرف الحاكم أنهى هذا الإنتماء، كيف تطلبون من شعب كوردستان الإنتماء إلى العراق، وقد هددتم بسحقه، ثم قطعتم رزقه، ومنعتم عن البيشمركة الرواتب والأسلحة والعتاد، وحرضتم الشعب ضد قيادته وحكومته، وبعد أن انتصر شعب كوردستان على جميع هذه التحديات فمن المستحيل أن يعود إلى أحضان من تأمر عليه، بل لو سألت أي مواطن كوردستاني فإنه لا يريد أن ينتمي إلى العراق، وما أكثر الأمثلة على ذلك، نجد هذا الشعور في كثير من المناسبات، خذ مثلا أن مباراة كرة القدم بين العراق ودولة أخرى أجنبية تجد الشباب الكوردستاني يتمنى خسارة العراق، انتقاما لتلك السياسات الجائرة بحق شعب كوردستان، بل نحن نواب كوردستان نعاني من هذه المشكلة، حيث يتهموننا بشتى التهم، ولسان حالهم: لماذا لا تتركون بغداد إذا كنتم لا تستطيعون فعل شيء لشعبكم، أين الموازنة؟ أين الرواتب؟ أين أسلحة البيشمركة؟ أنتم في بغداد لمصالحكم الشخصية فقط، لذلك هناك بيئة مشحونة ضد الدولة العراقية، وعندما تنزل الخلافات السياسية الى السلك الإجتماعي تكون الكارثة، ومن الصعب جدا حلها، بل يحتاج الأمر الى حملة توعية وتثقيف، والى خطوات عملية تثبت إخلاص بغداد تجاه شعب كوردستان، وخلال أربع سنوات، لم نجد أي نية صادقة لحل المشاكل العالقة بين بغداد واربيل، مع كثرة الوفود الكوردستانية الزائرة لبغداد، وإصرار السيد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة كوردستان على الحوار الجدي من أجل الحل، وتأكيده المستمر أن بغداد هي العمق الإستراتيجي لكوردستان، ندرك جيدا أن نوري المالكي هو الذي سبب هذه الأزمة بين الطرفين، وعندما جاء العبادي لم نلحظ أي تغيير في تلك السياسة الخاطئة، وقد بات واضحا أنه ليست هناك نية حقيقية لحل المشاكل، بل إن هذه السياسة المرنة تجاه كوردستان ترتد إلى ضعف بغداد وانشغالها بالحرب ضد داعش، وكذلك انشغالها بالأزمات الداخلية في التحالف الوطني، ولو غدت قوية لتغير موقفها، ولا ننسى سببا آخر وهو قرب الانتخابات، فالكل مرتجف من مستقبله السياسي، وخاصة أن ثمة تذمرا وتضجرا من الشارع العراقي تجاه هذه الوجوه العتيقة، وخاصة الإسلاميين، ولكن دعنا لا ننسى أن كوردستان ليست ضعيفة، فهي قوة لا يستهان بها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، والأهم من ذلك أن علاقات كوردستان الدبلوماسية في القمة، وينضاف إليه أن كوردستان تجربة ديمقراطية ناجحة فالدول الديمقراطية لن تقبل أن تصبح كوردستان فريسة أعداء الديمقراطية، وأعتقد أن المنطقة تجاوزت مرحلة المواجهة، فكل دولة تملك من المشاكل والتحديات ما تشغلها عن التدخلات العسكرية في أي بقعة خارج إدارتها، وخاصة إذا أدركت أن هذه البقعة عامل سلام واستقرار وانتعاش لإقتصادها، والعوامل الإقتصادية لها تأثيراتها القوية في رسم السياسات الخارجية للدول.


ترى لو سألنا السيد مسعود البارزاني مجددا، هل تشعر بعراقيتك اليوم، بكل تأكيد إصراره على إجراء الإستفتاء في موعده 25-9 جواب صريح في عدم شعوره بعراقيته، بل لم يبق له إلا شعور واحد وهو إعلان كوردستان دولة مستقلة، لأنها الحل الوحيد لجميع مشاكل كوردستان السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفكرية والمعرفية والدينية والمذهبية، وكم خسرنا باختيارنا الانتماء الى العراق، فلم نحصد خلال مائة عام إلا الفقر والجوع والتشريد والتهجير والتعريب والتبعيث والقتل الجماعي والأنفال والمقابر الجماعية والغازات الكيماوية والحصار وقطع الموازنة ولا تزال معاناة كوردستان مستمرة، وستستمر ما بقينا في العراق، ولن تنتهي إلا إذا أصبحنا دولة مستقلة، لأنه بلا شك ستختلف دولة كوردستان عن العراق في جميع النواحي، فقد كنا جزءا من العراق وكنا مختلفين، فكيف إذا أصبحنا مستقلين.


أكثر الأحزاب الكوردستانية مع الإستفتاء باستثناء حركة التغيير والجماعة الإسلامية، وهناك محاولات جادة لحل الخلافات السياسية، ولكن يبدو أن الوقت لا يسمح باستمرار هذه الحوارات، وخاصة أن حركة التغيير وضعت شروطا تعجيزية، وهي في كنهها نية صادقة منها في عدم رغبتها في المشاركة في الإستفتاء، مع أن الإستفتاء شعبي وليس حزبيا، فهو ليس ملكا لحزب ولا قائد سياسي، بل لجميع شعب كوردستان، فينبغي عدم الإنشغال بالأمور الثانوية لتعطيل الإستفتاء، لأنه يتعلق بمصير شعب ينتظر تحقيق هذا الحلم منذ مئات السنين، وقد قدمنا أبحرا من الدماء في سبيل هذا اليوم التاريخي العظيم، فالمشاركة في هذا اليوم شفاء لصدور عوائل شهداء البيشمركة، وهذه الفرصة لن تتكرر مرة أخرى، لأنه ربما لن نجد قياديا كوردستانيا جريئا مثل البارزاني يتحدى بكل شجاعة وقوة بإجراء الإستفتاء في مثل هذه الظروف العويصة التي تمر بها المنطقة، والذين شكلوا حركة غير حضارية في السليمانية للوقوف ضد الإستفتاء هم شرذمة قليلون لا يمثلون إلا أنفسهم، لأننا نعلم جيدا أن أهالي السليمانية مع الإستفتاء قلبا وقالبا، وهؤلاء ربما شكلوا هذه الحركة لأسباب معينة، فكل من ينتمي إليها نجد له سببا شخصيا، وهم مع ذلك ليسوا ضد الإستفتاء كما يزعمون، بل يقولون نحن ضد هذا التوقيت، والحقيقة أن طالبي تأجيل الإستفتاء هم في الحقيقة يريدون إلغاءه، وإلغاء الإستفتاء إهانة لإرادة شعب كوردستان، كما أن من يزعم أن الإستفتاء ورقة ضغط على بغداد إهانة أخرى لشعب كوردستان، لأنه ليس من الأخلاق أن نجعل رغبة شعبنا ورقة ضغط على حكومة بغداد لتحقيق مصالح ضيقة مقارنة بالمصلحة العليا وهي الإستقلال.
Top