• Thursday, 02 May 2024
logo

فرصة..!

فرصة..!
فاروق حجي مصطفى



مصطلح الفرصة قد لا يكون دقيقاً في واقعنا الكوردي، وقد لا يليق بواقعنا أصلاً مع أنه يلازم تفكيرنا السياسي في كل لحظة.

ثمة كتاب صدر في أمريكا، للأسف لا تساعدني ذاكرتي لوضع اسم مؤلفه، لكن محور الكتاب يدور عن كيفية اقتناص الولايات المتحدة للفرصة، دون التفريط بها؛ وبحكم المطلق يتحدث الكتاب عن السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية، وتركيزها على محاربة الإرهاب؛ ويظن المؤلف أنّ حفاظ الولايات المتحدة على قوتها ومكانتها يكمن من إصرارها على ضرب الإرهاب وإزالته.

استطراداً... إنّ فرصة الكورد، تكمن في مدى الحفاظ على مكتسباتهم القومية والتي انتزعوها بمحض إرادتهم وقوة نضالهم، هم لم يحصلوا عليها (المكتسبات) بمحض الصدفة، إنما نتيجة للتراكم النضالي، وتسخير لجهد كبير لم يسبق أن قامت به أي قومية في مشرقنا بقدر ما فعل الكورد.

هذه -المكتسبات- مسؤولية كبيرة، وتكمن على مستويين، مسؤولية ما صنعه الأجيال من قبلنا، ولا سيما الخالد "مصطفى بارزاني"، ومسؤولية العمل لتطوير هذا المكتسب القومي، إقليم كوردستان يتحدى الزمن ويضع لبنة فوق لبنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً والقادة فيها يعملون ليل نهار حتى وصلوا إلى هذا المصاف من التكون السياسي والدولي، وآخر ما دونه التاريخ هو الاستفتاء "ريفراندوم "... ومنذ سبع سنوات يؤسس كورد سوريا موطئاً لأجل تحسين وضعهم في سوريا المستقبل من جهة، وإزالة المعوقات أمام عيشهم الكريم، محلياً، من جهة أخرى.

وهناك ما يضاعف مسؤولية قادة الكورد؛ ولعل أكبر مسؤولية تكمن في كيفية إخراج ناسهم من دائرة كابوس الشقاق والحرب، والمسؤولية الثانية كيفية الاستفادة من تجربة البناء منذ ٣٠ عاماً في إقليم كوردستان واستثماره لأجل ما تم تأسيسه منذ ٢٠١٣ إلى اليوم، ما يعني أننا أمام مسؤولية البناء لا الدمار، فالبناء يكمن في التواصل وتبادل الخبرات وفِي توزيع ولعب الأدوار، والخراب يأتي من اختراق أجندات المتربصين لجسم كوردي، أي من الشقاق والتحارب.

ولا نستغرب، حينما ندقق في تاريخنا الكوردي ولهذين الجزأين الملحقين او اللصيقين في جغرافية بلاد العرب، أقصد روجافي كوردستان، وباشور كوردستان، فإن غطاء روجافا السياسي هو حكومة إقليم كوردستان، مثلما ترى المعارضة السورية أن تركيا والخليج غطاء لها، والنظام يرى إيران وثم العراق ولبنان، فإنه لا نافذة أو غطاء للكورد غير هولير، وهذا ما يضعنا جميعاً أمام مسؤولية كيفية الحفاظ على هولير و "طابو" الـ "ريفراندوم" الذي بيدها؛ واعتقدنا يوماً، وما زال كاتب السطور يعتقد، أنّ الجزأين يكملان بعضهما البعض، فإن هذا العمق الجغرافي والاستراتيجي متوفر في روجافا إن أحسن الكورد الحفاظ على مكتسباتهم القومية.

بقي القول، إنّ نتائج ما بعد ريفراندوم أثبتت أن من ينحو نحو الهم القومي أكثر ربحاً عبر التاريخ والجغرافيا من من يهرول نحو مصلحة أقل قومية!

لنحمي ما نحن فيه (وهي فرصة) فهو خير لنا كمجد، ومتكئ لأجيال ما بعدنا لأجل العيش الكريم لهم.






باسنيوز
Top