مجلس (شباب) نينوى وإعادة الروح
خالد الدبوني
نظرية الازاحة الجيلية ظهرت بوضوح في مجلس نينوى الجديد، ويُحسب للناخبين طرد عتاة الفاسدين الذين كان الكثير منهم (معُشعشّين) في المجلس المنحل والكثير منهم يتّحملون وزر أغلب المصائب التي حلت بالموصل بعد التحرير.
نينوى عاقبت الاعضاء السابقين وحرمتهم من العودة، والان يتصدر المجلس الشباب الثلاثة الاوائل بأصواتهم (الجبوري والعباسي والنجيفي) المنتمين لنفس التحالف وهم من انتاج نظرية التجديد والازاحة الجيلية، للانصاف هؤلاء لم يأتوا بانقلاب عسكري بل باصوات الجمهور الرافض للوجوه الفاشلة والفاسدة وبالتالي نحن امام واقع جديد يدعو للتفاؤل مع بعض القلق بنفس الوقت من تاثير ارتداد الظروف السياسية والامنية المحيطة بالموصل واقليم كوردستان.
التحديات في بيئتنا معقدة ومركبة واذا ما أنزلق المجلس الجديد في معترك هذه التحديات ومع التنوع الموجود فيه بالمكّون والمشروع لكل كتلة فاننا سنعاني من تداعيات كثيرة وبالتالي المطلوب من الجميع (وخصوصا كتلة الفائز الاول) الانفتاح والتفاهم بعيداً عن التصعيد والتأزيم في المواقف.
كتلة الحسم الوطني الان بالسبعة مقاعد هي الكتلة الاكبر وبالتالي اذا ما ارادت الحصول على المناصب التنفيذية والتشريعية لتنفيذ مشروعها فعليها ايجاد تحالفات قوية ومتينة يمكن الثقة بها للعمل سويةً لاربع سنوات قادمة.
جُل ما يفكّر به المواطن الموصلّي حالياً هو فرصة عمل وخدمات كافية للعيش الكريم مع استعادة حقوقه الأساسية واذا ما تمّكن المجلس الشاب من الايفاء بوعوده فعليه اولاً تقزيم منظومة الفساد والفشل الدخيلة على الموصل من خلال ضرب الحلقات الوسطية للكادر الوظيفي في الدوائر الحكومية وتجفيف المكاتب الاقتصادية ونفوذ الفصائل المسلحة وهذا سيكون الطريق الصحيح لانتشال الموصل من وضعها البائس عبر اختيار محافظ يكون ولاؤه واداؤه لنينوى فقط وليس لجهات من خارجها وسيحضى بثقة المجتمع الناقم على العملية السياسية وقادتها .
وبالكلام عن المجتمع الموصلّي فان ما يدعو للاسف هو استمرار اهل الموصل بمقاطعتهم للانتخابات وبنسبة مشاركة 23%، وعلينا ان نعترف بأن كل التوعية والتثقيف الذي تم ترويجه قبل الانتخابات قد ذهب ادراج الرياح، والنتيجة ان عضوين فقط من سكان مدينة الموصل سيمثلوّن مدينتهم المنكوبة.
نينوى تنتظر الكثير من مجلسها الجديد الذي سيحلف اعضاؤه اليمين على الحفاظ على حقوق المحافظة واهلها .ننتظر منهم اعادة الروح.
روداو