"معركة البقاع اللبناني كنموذج": دعوة لكسر هيمنة بوتين الجوية في أوكرانيا
دعت مجلة "قوات سلاح الجو والفضاء" الامريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية، الى تسهيل تسليح أوكرانيا بالسلاح الجوي وإنهاء فكرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المسيطر جويا في الحرب.
وفي تقريراستهلت المجلة الامريكية تقريرها بالتذكير بما جرى في 9 يونيو/حزيران من العام 1982، عندما حلقت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي في قلب احد اكثر مناطق الدفاع الجوي تحصينا في العالم، في وادي البقاع في لبنان والذي كانت تنتشر فيه صواريخ "سام" أرض-جو سوفيتية الصنع ومدافع مضادة للطائرات ومقاتلات الدفاع الجوي، وهي منطقة كان خبراء الدفاع الجوي يعتقدون أنه لا يمكن اختراقها، إلا أنه في خلال ساعتين، دمرت كافة الدفاعات الجوية السورية تقريبا وسيطرت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على السماء.
واعتبرت المجلة العسكرية أنه بعد مرور أربعة عقود، فإن دروس هذه المواجهة تقدم دروسا لا تقدر بثمن لأوكرانيا، خصوصا في الوقت الحالي بعدما وافقت الدول الغربية على تقديم طائرات مقاتلة حديثة.
ولفت التقرير؛ إلى أن القادة العسكريين الامريكيين كانوا يقولون حتى الآن أن الدفاعات الجوية الروسية لا يمكن اختراقها فعليا بواسطة طائرات الجيل الرابع مثل مقاتلات "اف-16".
إلا أن التقرير اعتبر أن إنزال الهزيمة بالدفاعات الجوية الروسية ممكن، رغم المخاطرة الكبيرة القائمة، مضيفا ان الظروف التي تواجه الأوكرانيين تتطلب هذه المخاطرة.
لكن التقرير رأى أن المطلوب ليس عبر قيام أوكرانيا بتوجيه مقاتلات الـ"اف-16" بشكل أعمى نحو الدفاعات الروسية، وإنما هناك حاجة للاستخدام الفعال للقوة الجوية بمزيج من الاستراتيجية والتكتيكات والقدرات والتكنولوجيا لتحقيق التأثيرات المطلوبة.
ولفت التقرير إلى أنه في حال تعرض نظام الدفاع الجوي الروسي الى هجوم فعال ومتكامل، فإنه ستكون لديه نقاط ضعف، وأن العمل من خلال تنسيق القدرات القتالية والقيام بحملة جوية متكاملة، سيكون تكرارا مشابها لما جعل سلاح الجو الإسرائيلي ناجحا في العام 1982.
واوضح التقرير ان الهجوم المتكامل لسلاح الجوي الاسرائيلي، استغل وقتها نقاط الضعف في الدفاعات الجوية السوفيتية التي يديرها السوريون في وادي البقاع، وجرى استخدام مزيج من الطائرات ومركبات "درونز" بلا طيار وانظمة هجوم الكترونية، واستغلت القوات الاسرائيلية الثغرات في الدفاعات السورية، ثم جاءت الضربة القاضية، عندما دمر الهجوم الجوي جميع المواقع ال19 لصواريخ "سام"، مضيفا أنه كانت هناك نقاط قوة وضعف في النظام الدفاعي، لكن الاسرائيليين ركزوا على استغلال نقاط الضعف.
وذكر التقرير أنه منذ ذلك الوقت، قامت روسيا بتطوير دفاعاتها الجوية المتكاملة بشكل كبير، وأنه لا يزال ينظر الى صواريخ "سام" على انها الافضل في فئتها، ولهذا فإن الولايات المتحدة وحلفاؤها يستثمرون بشكل كبير في طائرات مقاتلة جديدة من الجيل الخامس، مثل "اف-35" و"بي -21" التي من الصعب رصدها على علو منخفض، مشيرا الى انها توفر ميزة كبيرة على الدفاعات الجوية المتكاملة.
إلا أن التقرير قال ان اوكرانيا ليس لديها هذا الخيار في حربها مع روسيا حاليا، مضيفا أنه يتحتم على أوكرانيا، الأصغر حجما والأقل بمواردها من روسيا، أن تعمل وفق فن الممكن، حتى لو كانت هناك مخاطر.
وتابع التقرير انه من دون الطائرات المقاتلة الحديثة والقدرات الاخرى المرتبطة بتصميم الحملة الجوية، فإن الأوكرانيين يواجهون موتا بطيئا في حرب استنزاف لا يمكنهم تحملها حيث أن إضعاف قدرات الدفاعات الجوية الروسية تعتبر خطوة رئيسية فمن أجل ترسيخ التفوق الجوي الذي سيمكن الأوكرانيين من الخروج من الخنادق والحواجز، والسماح لطائراتهم بضرب المواقع الروسية.
ولفت التقرير إلى أن الصين والخصوم الآخرين للولايات المتحدة يراقبون، وأن على الولايات المتحدة ان ترسل اشارة مفادها اننا لن نستسلم عندما تواجهنا الدفاعات الجوية الارضية.
وبحسب التقرير، فإنه برغم التهديد الكبير الذي تمثله الدفاعات الجوية الروسية، الا ان هناك نقاط ضعف كبيرة بإمكان أوكرانيا استغلالها، بما في ذلك الاستنزاف الروسي في قوة التجنيد، بالإضافة الى امكانية ان تشن أوكرانيا هجمات تستهدف الدفاعات الروسية المترابطة.
كما اعتبر التقرير بان بامكان أوكرانيا استخدام الأنواع المتعددة من الطائرات المسيرة التي بحوزتها في إطار حملة جوية متكاملة إذ يمكن للروس اسقاط العديد منها لكن بعضها سيتمكن من ضرب مواقع روسية. ومن بين هذه المسيرات "ام كيو- 9 ريبير" وام كيو 1 سي غراي ايغل".
وخلص التقرير الى القول انه خلال الحرب من أجل البقاء، فإن أوكرانيا بحاجة الى كل سلاح متاح، مضيفا أن مخزونات بوتين تنضب ايضا، وانه ليس بامكانها الزج بكامل قدراتها العسكرية في المعركة لأن لديها الكثير من الحدود للدفاع عنها.
ولهذا، دعا التقرير الولايات المتحدة إلى الاستمرار بمسيرتها في دعم النقل السريع للطائرات الغربية المقاتلة والأسلحة المرتبطة بها إلى أوكرانيا، لأنه كلما اسرعت الولايات المتحدة في نقل طائرات مقاتلة ماهولة وغير ماهولة، كلما زاد التفوق بالنسبة الى اوكرانيا على قوات بوتين، وانه يجب ان تتمتع أوكرانيا بالقدرة على القتال والاستمرار في القتال.
وختم التقرير بالقول إن الغرب محق في منح الاوكران الطائرات والاسلحة التي يحتاجون إليها لخوض الحرب التي اجبروا على خوضها، مضيفا أنه يجب على اوكرانيا ان تنقل الحرب إلى عدوها.
شفق نيوز