• Saturday, 18 May 2024
logo

ثقافة التعايش.. إقليم كوردستان نموذجاً

ثقافة التعايش.. إقليم كوردستان نموذجاً

عبد اللطيف موسى

ن خلال قراءة واقعية لتاريخ الشعب الكوردي مع كافة المكونات التي عايشته وشاركته العيش في المنطقة، نرى أنه تاريخ مليء بالمحبة والتعايش والسلام والإخاء وتشاركية النضال والدفاع عن كوردستان ليجسد أبهى أشكال الأخوة، وليعبر عن رسالة الشعب الكوردي للعالم في السلام والتعايش السلمي في رفض حقيقي للثقافة المستوردة التي لا تناسب ولا تعبرعن المجتمع الكوردي والتي حاولت الأنظمة المتعاقبة على احتلال كوردستان فرضها أو إلصقاها على الشعب الكوردي في محاولة تلك الأنظمة تقديم صورة بشعة عن الشعب الكوردي للعالم.

إن كافة أشكال الظلم والقهر والحرمان وشتى أنواع الاضطهاد، وكافة محاولات طمس ومحو الهوية الوطنية ومحاولات إضعاف الانتماء القومي التي تعرض لها الشعب الكوردي وعلى مر تاريخيه الطويل، إنما تكشف جملة من الحقائق في التعبير عن استمرارية النضال في مقاومة الأعداء في كونها العامل الأساسي والدافع والمحرك النابع عن الظلم والحرمان الذي تعرض له.

إن هذا الحرمان ولد النضال وكان السبب في استمرار ديمومته مجسداً مقولة الرئيس بارزاني بأنه لا أصدقاء للشعب الكوردي سوى الجبال، أي أن النضال هو استمرارية بقاء الكورد وكافة المكونات الأخرى التي تعيش مع الكورد في الجغرافية الكوردستانية في الدفاع عن التعايش والمحبة المشتركة ومقاومة محاولات كسر الإرادة في النضال والدفاع عن قيم ومبادئ الإنسانية والمحبة والأخوة.

الحقيقة الأخرى التي يحق للشعب الكوردي أن يفخر بها، هي إفشال كافة محاولات الأعداء في فرض ثقافة لا تناسب ثقافة الشعب الكوردي في هدم وضرب العيش المشترك واستبداله بالقتال والكره والعنف والقتال على الهوية والطائفية والمذهبية.

سلطات الاحتلال التي تعاقبت على الحكم في الجغرافية الكوردية إنما استهدفت الوجود الكوردي عبر تغيير ثقافته وفرض ثقافة بعيدة كل البعد عن المجتمع الكوردي عبر زرع الفتن والتعصب القومي والمذهبي وعدم التقبل للآخر إلا أن الحقيقة الجلية يقيناً هي أن الكورد من خلال نضالهم قاوموا كل هذه الخطط والمؤامرات التي تستهدف المبادئ الانسانية والتي تعبر عن أصالة الشعب الكوردي بل قاموا بالنضال ايضاً في محاربة الثقافة الدخيلة تلك، وعلى النقيض منها تماماً، قام الكورد بتعزيز ثقافة العيش المشترك والحب وزرع قيم التسامح المشترك ونشر ثقافة العيش المشترك بين جميع المكونات التي تعيش على أرض كوردستان.

إن التجربة الفريدة في إقليم كردستان منذ تأسيسها في التسعينات من القرن المنصرم تظهر عظمة ثقافة الكورد في تقبل الآخر والحب والمساواة بين جميع المكونات التي تعيش على جغرافية الإقليم، الامر الذي رأي المتواضع إنما يعود الى عظمة الحكم الرشيد الذي يتخذ من مبادى نهج البارزاني أساساً في إدارة كافة مفاصل الحياة في الإقليم عبر نشر ثقافة المحبة، وتقبل الأديان ومساعدة كافة اللاجئين والنازحين الهاربين من حكم مافيات الحروب والأنظمة المستبدة في دول ومناطق مجاورة لإقليم كوردستان الى الأمن والأمان والمحبة التي ينعم بها إقليم كوردستان في ظل العناية الرشيدة للرئيس مسعود بارزاني الذي أرسى ثقافة العيش المشترك والمحبة وتقبل الآخر وحرية المعتقد للأديان.

تلك الحرية التي يشيد بها الكثير من الزعماء ورؤساء العالم لدى زيارتهم الى الإقليم وبالأخص الأمر الذي عبر عنه صراحة البابا في زيارته الأخيرة الى الإقليم مشيداً بهذه الثقافة في العيش المشترك، تلك الثقافة التي تجسد الثقافة الكوردية الأصيلة عبر التاريخ، بأن الكورد دائما مثلوا العون لكل محتاج وملهوف، وكما أنهم شكلوا وجسدوا الأمن والأمان والاستقرار لدول الجوار والضامن للسلام في الشرق الأوسط وللعالم من خلال محاربة الارهاب وجميع المنظمات والجماعات التكفيرية نيابة عن العالم من خلال محاربة داعش والقاعدة بسواعد البشمركة الأبطال وبإشراف مباشر وميداني من الرئيس مسعود بارزاني في جبهات القتال الأمامية.

في المحصلة، لا بد من القول إنها ثقافة العيش المشترك واحترام الآخر واحترام الأديان تتجسد في وطن للجميع إنه إقليم كوردستان أرض المحبة والعطاء في تجسيد لأبهى صورة عن التاريخ والثقافة الكوردية المشرفة عبر ماضيه المليء بالظلم والاضطهاد من قبل أعدائه تلك المعاناة وذلك النضال في رفض حقيقي للثقافة الدخيلة، والحفاظ على القيم الكوردية الأصيلة لتشكل أعظم ثقافة عن التعايش والمحبة الأمان في جغرافية كوردستانية التي تشكل موطن الأمان في منطقة ودول مليئة بالأزمات. أجل، إنها ثقافة التعايش السلمي الذي أسس لها الرئيس مسعود بارزاني للتحول الى تجربة لتشع أجزاء كوردستان الأخرى ودول المنطقة حب وأخوة وكافة قيم التسامح والتعايش السلمي.

 

 

 

روداو

Top