لماذا يحترم الغرب جوزات السفر العربية؟
عدنان ابو زيد
سليمٌ، القولَ أن معظم جوازات السفر العربية، تحتل المراكز السفلى في قائمة دليل الجوازات Passport Index الصادر عن Arton Capital، لأنها لا تتيح حرية السفر، الا لنطاق محدود من الدول.
وسديدٌ، الحديثَ، عن إن المواطن العربي يستشعر الإهانة والدونية، ومن وثيقة السفر في جيبه المثقوب، لأنها عاجزة عن ايصاله إلى أغلب الدول، لكن المفاجأة، أن هذه الجوازات، يعتبرها الغرب، مفيدة، ومثمرة.
فهذه الجوازات الواهنة، المهانة، الذلولة، تجلب لدول أوربا والغرب، الايدي العاملة المهاجرة الطريدة من بلدانها، وتوفر لها الكوادر المتعلمة المغتربة، وقت الحاجة.
وهذه الجوازات تسخّر لدول اللجوء، الأمهات القادرات على الانجاب، حيث الغرب اصبح امة رمادية (رمزية إلى كبار السن)، بسبب قلة الانجاب وعزوف العوائل عن تربية الأطفال.
وللسخرية أقول إن وثائق السفر العربية، تعشقها الشقراوات، لأنها تجلب لهن الشباب الأسمر الشريد من بلاده، القادر على الزواج منهن.
ويعرِف الاوربيون والكنديون والاستراليون، والأمريكيون، المتفوقون اقتصاديا وعلميا، إن كل الشباب الحائر الذي مزق جوازه في طريق الهجرة، سوف لن يعود إلى بلاده، لانه حصل على التعليم والعمل وجواز السفر القوي الذي يتيح له الهجرة إلى كل دول العالم.
شاب عراقي، نال جواز السفر الهولندي في خمس سنوات، وفي خلال سنتين بعد منحه الجواز، سافر إلى نحو عشر دول، بدون تأشيرة مسبقة، معززا مكرما، مفتخرا بوثيقة سفره الهولندية، بعد أن اصبح له سكنا ووظيفة محترمة، وهو الذي لم ينل من ذلك شيئا طيلة 25 عاما قضاها في بلده (العظيم)!.
بل إن الغرب، يراعي جوازات السفر العربية لأنها تظهره إنسانيا مع العرب الهاربين من جحيم بلدانهم.
لنحترم جوازات السفر العربية العظيمة، لأنها تدخل شبابنا العربي، فاتحا منتصرا إلى اوروبا، ولنبجّلها لأنها تمنح الشباب العربي فرصة الهروب من الصراعات والحروب.
ولنوقرها، لأنها تمنح الأولاد فرصة تمزيق اوراقها وهو يغادر بلده إلى الابد، باحثا عن الجنسية الأجنبية.
والسلطات الغربية لا تسأل عن العربي، إين جوازه، لأنها تعرفُ جيدا انه بال عليه في مرحاض الطائرة التي اوصلته اليها، او مزقه في البحر لتأكله الأسماك، او في الغابات التي قطعها، لتذوب أوراقه في المطر والطين.
روداو