• Friday, 22 November 2024
logo

أضواء على القضية السورية

أضواء على القضية السورية

  صلاح بدرالدين

خاص لگولان العربی

       بعد نحو اثني عشر عاما من اندلاع الثورة السورية التي لايختلف الوطنييون على اطلاق تسمية ( المغدورة ) عليها ، بعد ان تسلطت عليها جماعات الإسلام السياسي ، وأجهضتها ، وافرغتها من محتواها الوطني الديموقراطي ، وسخرتها لخدمة اجندات النظام العربي ، والإقليمي الرسمي ، نقول بعد كل هذه المدة الزمنية الطويلة التي شهدت ملايين الشهداء ، والجرحى ، والمخطوفين ، والمهجرين ، من بنات وأبناء الشعب السوري من العرب والكرد والمكونات الأخرى ، الى درجة ان اكثر من نصف السوريين مهجرون ، او نازحون ، ومازال نظام الاستبداد الذي اقترف الجرائم الشنيعة  متربعا ، وماسكا بالسلطة في دمشق ، امام انظار المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا ، ومازالت القضية السورية بعيدة عن الحل السياسي حسب إرادة غالبية السوريين ، وبمرور الزمن ، وتطورات الاحداث تظهر حقائق مؤلمة جديدة شديدة الغرابة على ارض الواقع ومنها :  

    القضية الأولى – النظام الروسي احد الأطراف المحتلة لبلادنا ، والداعم الأول الرئيسي عسكريا ، ودبلوماسيا ، واقتصاديا ، وامنيا ، لنظام الاستبداد الاسدي ، واقترف جيشه جرائم القتل والابادة بحق السوريين ، ومازال منذ عام ٢٠١٥ وحتى الان ، وهو احد القوى الأساسية التي تواجه الغرب ، وقضايا الحرية والديموقراطية في كل مكان ، من بلدان اسيا وافريقيا ، وامريكا اللاتينية  مباشرة او عبر ادواتها ، ومرتزقتها مثل منظمة – فاغنر – العسكرية ، وبعض المنظمات ، والمجموعات الاخرىى .

  تورط هذا النظام في حربه العدوانية التوسعية ضد أوكرانيا المسالمة منذ اشهر عدة ، ولم يحقق ماكان يصبو اليه من انتصار في مدة زمنية قصيرة ، بل لاقى مقاومة اوكرانية لم تكن في حسبانه ، واصيب جيشه بخسائر لاتقدر بالارواح والآليات ، وانعكس ذلك بنقمة شعبية داخلية تتصاعد يوما بعد يوم ضد طغمة – بوتين – الحاكمة ، ومما لاشك فيه ان مايحدث الان لنظام موسكو يعتبر فرصة للسوريين المعارضين للاستبداد ، وللغرب عموما ، والتحالف الدولي بقيادة أمريكا التعامل مع الوضع المستجد بتضييق الخناق على القوة الروسية المتبقية في سوريا وحتى طردها نهائيا ، وان تحقق ذلك سيكون اسهل للسوريين للتخلص من نظام الأسد ، والسؤال المحير هنا : لماذا الأنتظار والى متى ان كانت هذه الأطراف صادقة في سياساتها ؟ .

  بالإضافة الىى ذلك هناك تلكؤ وتباطؤ غربي عام وتحت ذرائع قانونية ، وغير واقعية ، في تلبية مطالب الاوكرانيين حول التسليح ، والمساعدات العسكرية ، خاصة الدبابات الحديثة التي يمكن ان تبدل نتائج الحملة العسكرية الروسية القادمة لمصلحة شعب أوكرانيا .

    القضية الثانية – بالرغم من تصاعد الانتفاضة الوطنية الديموقراطية للشعوب الإيرانية ضد نظام آيات الله وفي المقدمة شعب كردستان ايران ، وسقوط الالاف من الضحايا بين شهداء وجرحى ومعتقلين ، وتلقي النظام الإيراني صفعات قوية خلال المفاوضات النووية ، وقرارات العقوبات الأخيرة من برلمانات أوروبا ومن أمريكا ، وذلك كله يشير الىى ضعف وتراجع هذا النظام الدكتاتوري خصوصا من الداخل ، وبالرغم من الممارسات القمعية ، والاعدامات ، الا ان الإيرانيين سائرونن في طريق تطوير ، وتصعيد انتفاضتهم ، ولكن امام ذلك وبكل اسف يقف العالم متفرجا دون تقديم الدعم المطلوب للجماهير الإيرانية المنتفضة ، بل يغض الطرف عن مساعي نظام ايران في تعزيز مواقعه اكثر في العراق ، ولبنان ، واليمن ، وحتى الخليج ، والممرات المائية في الخليج ، واكثر من ذلك عمله المتواصل لتوسيع محوره  القديم ( طهران – دمشق – بيروت – صنعاء – بغداد - ميليشيات مذهبية وفلسطينية – مركز قنديل ل ب ك ك ...) ببناء حلف دولي جديد مع روسيا ، والصين لاحقا ، وكوريا الشمالية ، والجزائر ، وكلنا نلاحظ ان عملاء النظام الإيراني يتنشطون في الآونة الأخيرة بين الأوساط الثقافية ، لدفعهم بالدعاية اكثر لسلطة الولي الفقيه ، والدفاع عن سياسات النظام وجرائمه اليومية بحق نساء وشباب ورجال شعوب ايران ، او السكوت عنها ،  والسؤال هنا : هل يفتقر الغرب ، ودول الخليج الى معلومات بهذا الشأن ؟ ام انها لاتبالي ، وتتهرب من المسؤوليات الانسانية ، والأخلاقية ؟ .

    القضية الثالثة – وهي المتعلقة بالحالة الكردية تحديدا ، فاالسكوت المطبق لاحزاب طرفي الاستقطاب في الساحة الكردية السورية ( طرفا ب ي د و ب د ك – س  ) حول الدور الاجرامي لنظام طهران ، ونشاطاته في سوريا عموما ، وبعض المناطق الكردية بشكل خاص ، قد يخبئ في طياته أسبابا غير معلنة ، وبينها تغاضي الجميع من سوريين وكرد عن ذكر حقيقة مدى ارتباط مركز – قنديل – ل ب ك ك – بسياسات طهران ، وتحالفه الوثيق جدا مع الحرس الثوري ، والمؤسسات النظامية الأخرى الذي ارساه قاسم سليماني ، والتعاون المشترك بين الطرفين ، والتنسيق في منطقة كركوك ، ومنطقة سنجار ، من اجل تصفية إنجازات شعب كردستان العراق التي تحققت خلال عقود وباثمان غالية من الأرواح ، وكذلك في اكثر من مكان بسوريا ، ذلك المركز – قنديل - هو من يقود السيد مظلوم عبدي ورفاقه ، وادارتهم الذاتية ، وعسكرهم ، ويشرف على جباياتهم المالية  من المعابر ، والنفط التي تبلغ مئات الملايين من الدولارات ،  ، وغيرها ، ويهندس علاقاتهم مع الحلفاء ،  اما اذا كان لابد من ذكر أحزاب – الانكسي – فهي غير مؤهلة  ، ولادور لها فانها ، ولاتتمتع أصلا باستقلالية اتخاذ مواقف سياسية مؤثرة من مسائل عديدة بينها الموقف من نظام طهران .

على نشطاء الحركة الكردية في سوريا ، والعراق تحديدا الحذر الشديد من عملاء نظام ايران ، وتوابعه مثل حزب الله اللبناني ، وفصائل من الحشد الشعبي العراقي ، المكشوفين منهم والمتسترين ، فهم يحاولون النفاذ الى الوسط الكردي وخصوصا الاعلامي ، والثقافي ، من اجل تنفيذ مآربهم ، واختراق صفوف الحركة الكردية .

  موقع نظام طهران هو في مقدمة صفوف القوى المعادية للحركة الكردية ، ولفيدرالية إقليم كردستان العراق ، سابقا ، وراهنا ، وفي المستقبل أيضا ، الى ان تحقق شعوب ايران أهدافها في الخلاص من الاستبداد ، وانجاز التغيير الديموقراطي .

  

 

Top