• Saturday, 23 November 2024
logo

وزير خارجية العراق: طالبنا الاتحاد الأوروبي بمنع أي دولة التدخل بشؤون العراق

وزير خارجية العراق: طالبنا الاتحاد الأوروبي بمنع أي دولة التدخل بشؤون العراق

اجتمع وزراء خارجية 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين (21 حزيران 2021) في لوكسمبورغ، وحل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ضيفاً على الاجتماع، ويقول حسين إن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها وزير خارجية عراقي بهكذا اجتماع.

بحث الاجتماع في واحد من محاوره الأوضاع في العراق، وفي هذا الحوار ا يتحدث وزير الخارجية العراقي عن مضمون الاجتماع:

* دعيتم إلى لوكسمبورغ، وشاركتم في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. ماذا كان هدف الاجتماع؟

فؤاد حسين: كان اجتماعاً مميزاً جداً. فهي المرة الأولى التي يشارك وزير خارجية عراقي في اجتماع من هذا النوع، شارك فيه 27 وزير خارجية لدول الاتحاد الأوروبي ومسؤولون كبار في الاتحاد. دار بطبيعة الحال حول: أولاً، علاقات العراق مع أوروبا. ثانياً، أوضاع العراق. ثالثاً، أوضاع المنطقة. هذه المحاور نوقشت بالتفصيل لحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات. تحدثت عن المسائل الهامة للعراق، وكان لهم الكثير من الأسئلة. المحاور، تناولت الأمن، الاقتصاد، حقوق الإنسان، دور المرأة في المجتمع والسياسة العراقيين، علاقات العراق مع أوروبا، الأوضاع الاقتصادية للعراق وأوروبا، علاقات العراق مع الدول المجاورة له، مع إيران، تركيا، سوريا، والسعودية. إضافة إلى مواضيع مرتبطة بتفاصيل دقيقة تخص الانتخابات والعملية الانتخابية وكيف تستطيع أوروبا مساعدة العراق في العملية الانتخابية. تم طرح كل هذه المواضيع على طاولة الحديث. الذي لمسته في الاجتماع، هو وجود مساندة كبيرة جداً للعراق، مساندة كبيرة من جانب أوروبا. ثم مساندة أوروبية كبيرة للوضع الاقتصادي العراقي.

أشرت إلى أن العراق ليس بعيداً جغرافياً عن أوروبا، ووجود مشاكل في العراق والمنطقة ستكون له تداعيات على أوروبا. بعض المواضيع التي نوقشت كانت مرتبطة باللاجئين والهجرة والإرهاب. قررت أوروبا المشاركة في العملية الانتخابية بصفة مراقب. كانت كيفية تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين العراق وأوروبا في مجالات الاقتصاد، التجارة، الطاقة، الديمقراطية، وحقوق الإنسان ضمن جدول أعمال الاجتماع. إضافة إلى الاجتماع المذكور، كانت لي اجتماعات منفردة مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين.

* وزراء الخارجية الأوروبيون الذين تحدثوا لرووداو، أشاروا إلى أن دور العراق في المنطقة يحظى بأهمية بالغة، لذا وكما أشرتم معاليكم، فإنهم يريدون مد يد المساعدة في الانتخابات العراقية. كيف يريد الاتحاد الأوروبي زيادة مساعداته، وهل قطع أي وعود؟

فؤاد حسين: لم يكن الحديث مخصصاً للانتخابات وحدها، بل كانت الانتخابات واحدة من مواضيع البحث، وقد قررت الأمم المتحدة إيفاد مراقبين للانتخابات، ويريد الاتحاد الأوروبي أيضاً إيفاد مراقبين عنه. جرى الحديث حول هذا، لكن كانت إلى جانبه مجموعة مواضيع أخرى، من بينها حال العلاقات بين إقليم كوردستان وبغداد. تساءل عدد من الوزراء عن هذا. كذلك تساءلوا إلى أين تمضي العلاقات بين أربيل وبغداد؟ وتم التطرق إلى مواضيع داخلية دقيقة وتبودلت الآراء حولها.

* هل جرى الحديث عن إعادة إعمار المناطق التي تضررت جراء حرب داعش، كسنجار مثلاً؟

فؤاد حسين: تم التطرق إلى إعادة الإعمار، وإلى المساعدات الأوروبية لإعادة إعمار المناطق والمدن والقرى التي تعرضت للتدمير بسبب حرب داعش، ولأوروبا دولاً وحكومات ومنظمات مجتمع مدني دور كبير في إعادة الإعمار. أنا أرى أن عملية الانتخابات ستجري على ما يرام، وبعد الانتخابات سيقبل الأوروبيون بثقل أكبر على العراق، فهم يرون أن استقرار العراق هو استقرار للمنطقة. مسألة ارتباط أمن العراق بأوروبا واضحة وقد أشرنا إليها. ليس فقط فيما يتعلق باللاجئين والهجرة، بل أيضاً فيما يتعلق بالإرهاب. أبدينا قلقنا من الأوضاع الحالية في أفغانستان. الدول الأوروبية تنسحب عندما تجد الفوضى التي ظهرت في أفغانستان. أشرنا إلى أن أوضاع أفغانستان تؤثر على المنطقة، لكن إن حدث شيء مشابه في العراق، سيكون أكثر خطورة، لأن الموقع الجغرافي للعراق وقرب العراق من أوروبا، وكون العراق دولة نفطية، ومسألة الإرهاب، هذه كلها لها آثار غاية في الخطورة. لهذا دعوناهم إلى مساعدة العراق، ليس فقط في موضوع الانتخابات، بل أيضاً في مجالات الأمن والاقتصاد، ليتمكن العراق من إجراء هذه العملية الديمقراطية وتوسيعها وتوطيدها. تعزيز العملية الديمقراطية ليس مستبعداً أن يزعج بعض الدول المحيطة بنا ودول المنطقة، لأن العراق حينها سيصبح أنموذجاً للديمقراطية. تستطيع أوروبا تقديم الكثير من العون للعراق في هذا المجال.

* تراقب أوروبا المشاكل القائمة بين أربيل وبغداد أيضاً، ماذا كان رأيهم في هذا، خاصة فيما يرتبط بمسألة الموازنة؟

فؤاد حسين: تطرقت أنا إلى مسألة الموازنة، وقلت إننا توصلنا إلى اتفاق على قانون الموازنة، لكن هناك حالياً محادثات جارية بين بغداد وأربيل حول تنفيذ القانون. إضافة إلى ذلك، تحدثنا عن المناطق التي ينشط فيها إرهابيو داعش على حدود إقليم كوردستان والموصل وغيرها، وكيف تم التخطيط للتعاون بين قوات البيشمركة والجيش العراقي على محاربة داعش، مثلما تعاونوا في 2014 و2015 و2016، أن يتعاونوا الآن من جديد للقضاء على خلايا داعش في تلك المناطق بالتشارك والتعاون بين الجانبين.

* وهل كان هناك حديث عن الاجتياح التركي الأخير لأراضي إقليم كوردستان. هل أشرتم إلى أن يكون للأوروبيين دور في هذا المجال؟

فؤاد حسين: بصورة عامة، تحدثوا هم عن الموضوع وكذلك نحن، تحدثنا عن ضرورة أن يساعدوا العراق ويمنعوا أي دولة من التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، لأن العراق يجب أن يكون دولة مستقلة، وأن يكون زمام قراراته في يده، لهذا طلبنا مساعدة أوروبا والدول الأوروبية التي ترتبط بعلاقات مع الدول التي تتدخل في العراق، لتتحدث إليها في هذا الموضوع، وسياستنا نحن في العراق تتمثل في حل المشاكل عن طريق الحوار. تحدثنا بالتفصيل عن السياسة الخارجية التي ننتهجها الآن، وخاصة السياسة الخارجية تجاه الدول المجاورة، وما أنجزناه وما سنفعله وما هي أهداف هذه السياسة... أهداف هذه السياسة متصلة بالأوضاع الداخلية للعراق وباتخاذ القرار العراقي في بغداد وليس في مكان آخر، ولها أيضاً علاقة بعدم تدخل الدول الأخرى في الشؤون العراقية. إضافة إلى ذلك، نحن بحاجة للتقدم بالوضع الأمني العراقي، وأن نتعاون، أن تتعاون الأحزاب السياسية مع النظام السياسي الجديد للعراق، والديمقراطية بحاجة إلى وقت لتستتب. لكن جرى الحديث عن هذا عموماً، وعن علاقات العراق مع دول الجوار. كانت هناك مناقشة عميقة، وفي كل المواضيع تعهدوا بمساندة العراق وحماية استقلاليته وعملية استقلال العراق، ودعوا إلى حل المشاكل الداخلية العراقية من قبل العراقيين أنفسهم، وفي حال عجز العراقيون عن حلها، بإمكانهم أن يساعدوا العراقيين على حل مشاكلهم الداخلية.

 

 

حاورته: آلا شالي - شبكة روداو الأعلامية

Top