فؤاد إزه دي أستاذ الدبلوماسية العامة والسياسة الخارجية الأمريكية في جامعة طهران: زيارة نيجيرفان بارزاني الى طهران كانت ناجحة ومثمرة
ترجمة وتلخيص: گولان العربي
فؤاد إزه دي أستاذ الدبلوماسية العامة والسياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الإيرانية الأمريكية في جامعة طهران، أجرت معه مجلة گولان مقابلة حول العلاقات بين جمهورية ايران الأسلامية والعراق بشكل عام وزيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى إيران ولقاءاته مع كبار المسؤولين في ذلك البلد، وفي مقدمتهم المرشد الأعلى، وتأثير هذه الزيارة وتبعاتها.
بدياة تحدث عن مستوى العلاقات بين العراق و جمهورية ايران الأسلامية قائلاً: العلاقات بين البلدين جيدة بل وتتحسن، ورأي الطرفين في مراعاة ممصلحتهما وأن تكون العلاقات جيدة ومتطورة بينهما. علاوة على ذلك، نعلم أن إيران تربطها علاقات تاريخية وثقافية كثيرة مع العراق، وأن أمن العراق واستقراره مهم بالنسبة لإيران، لأنه نظرا للحدود الطويلة بين البلدين، فإن أي انعدام أمني في العراق سيكون له تأثير سلبي على إيران. ومن ناحية أخرى، نعلم أنه تم فرض العديد من العقوبات الاقتصادية على إيران، وإحدى طرق التخفيف من آثار هذه العقوبات هي تعزيز العلاقات الاقتصادية الجيدة مع جيرانها. وفي هذا الصدد، فإن إقامة علاقات اقتصادية قوية مع العراق أمر مهم بالنسبة لإيران، بل ويصب في مصلحة الجانبين.
وفي معرض اجابته عن سؤال حول مايمكن عمله لإزالة العوائق بين العراق وإيران لمواصلة تطوير العلاقات اضاف: هناك طرف آخر لا يريد تطوير وتعميق العلاقات بين جمهورية ايران الأسلامية والعراق. هذا الطرف يريد الحفاظ على هيمنته في العراق ولا يريد أن تكون في العراق دولة قوية. لذا يمكننا القول إن الولايات المتحدة ليست سعيدة بتحسن العلاقات بين العراق وإيران.
وتحدث عن اهمية زيارة رئيس اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني الى الجمهورية الأيرانية الأسلامية مشيراً الى انها كانت زيارة ناجحة إلى حد كبير، حيث تم الترحيب بها على أعلى مستوى في الحكومة الإيرانية، وهو أمر غير طبيعي، أي أن الترحيب كان أكثر مما توقعه كثير من الناس. وهذا يدل على اهتمام إيران بتطوير العلاقات مع اقليم كوردستان. ورغم أن إيران ترغب في تحسين علاقاتها مع العراق بشكل عام، إلا أن هذا ينطبق أيضًا على إقليم كوردستان بشكل خاص، لأن روابط إيران التاريخية والثقافية والاقتصادية مع كوردستان مهمة. أما بالنسبة لإيران، فأعتقد أنه لا توجد حدود لتطوير العلاقات مع إقليم كوردستان، فكلما زاد التعاون بين إيران وإقليم كوردستان، كلما كانت الحكومة الإيرانية أكثر سعادة، أحد مخاوف إيران هو أن هذه المنطقة لن يستخدمها الأعداء على كلا الجانبين لخلق المشاكل على جانبي الحدود، وأعتقد أن رسالة السيد بارزاني كانت أن لديه نفس وجهة النظر، وكانت تلك إحدى النقاط التي أثيرت خلال لقائه مع القادة الأمنيين الإيرانيين، وأعتقد أنهم يرون أن تحسين العلاقات يصب في مصلحة الجانبين. وأعتقد أن أحد الجوانب الإيجابية هو أن هناك روابط ثقافية قوية بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كوردستان، وهذه العلاقات يمكن تطويرها. نحن نعلم أن إيران تعمل على تطوير العلوم والتكنولوجيا وهذا يمكن أن يفيد إقليم كوردستان ويذهب الناس من هذه المنطقة إلى المستشفيات الإيرانية لتلقي العلاج. ولذلك، فإن التفاهم الذي تم اقتراحه هو أن مواصلة تطوير العلاقات سيجلب فوائد أكبر للجانبين.
وعن دور جمهورية ايران الأسلامية في استخدام نفوذه ولعب دور ايجابي و بناء في حل المشكلات والخلافات القائمة بين حكومة العراق الأتحادية واقليم كوردستان، قال فؤاد إزه دي: لا شك أن جمهورية ايران الأسلامية تتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة العراقية وإقليم كوردستان، مما يمنح إيران الفرصة للعب دور الوسيط لحل خلافات الجانبين. ثم نعلم أن وجود منطقة غنية (إقليم كوردستان) ووجود عراق غني مفيد لإيران، لأنه إذا كانت الدول المجاورة تنمو اقتصادياً، فستكون في وضع أفضل. ومن مصلحة إيران ضمان استفادة شعب إقليم كردستان من ثروات بلاده.