لترسيخ السلام والإستقرار على العالم ان يتضامن مع الكورد
منذ مدة فإن النظام التركي المحتل وقاتل الكورد شن الهجوم في الأرض والجو على غربي كوردستان فيحرق اليابس والأخضر على حد سواء، وأخذ يتمادى بشكل وحشي في قتل النساء والآطفال والشيوخ والمعوقين وتدمير القرى والمدن والبلدات، وجراء ذلك فإن معظم بلدان العالم والمجتمع الدولي أدانت تلك الهجمات والإعتداءات التركية وفضحتها، لاشك أن جريمة تركيا مهما تكن في تلك الإعتداءات، فإن أمريكا تتحمل مسؤلية تبعيتها على قدر تركيا في تنفيذ هذه الجرائم، لأن رئيس أمريكا ترمب أشعل الضوء الأخضر لتركيا.
إن تركيا خوفاً من فرض العقوبات الدولية عليها، أوقفت الهجمات الآن ظاهرياً، لكن عن طريق المنظمات الإرهابية وعصاباتها التابعة لها تشن الهجمات يومياً على القرى وبلدات غربي كوردستان، إذن فإن الهجمات والحملات مازالت لها إمتدادتها.
نبع الدم والإرهاب :
اطلقت تركيا هجماتها على غربي كوردستان (نبع السلام)، حيث أنها في الحقيقة هي نبع الدم والإرهاب وليست نبع السلام، نستطيع أن نسميها (نبع الدم والإرهاب)، لأن السلام لايترسخ بقتل الأطفال وتدمير المدن والقرى وإطلاق الصواريخ وإشاعة الخوف والفزع بين الناس المدنيين، ومما يلحظ فإن تلك الهجمات والإعتداءات للنظام التركي خلال الأيام الماضية على غربي كوردستان وشمال سورية، وفق على كل المقاييس، وإستناداً إلى التعريف الذي وضع للإرهاب، فإن الهجمات التي شنها الجيش التركي هي هجمات إرهابية، فإن الجيش التركي يمارس ويطبق إرهاب الدولة، إذا مانظرنا نرى أن الجيش التركي أخذ يمارس قتل الناس المدنيين وتخريب بيوت وأحوال الناس، وتدمير البنية التحتية لغربي كوردستان، ويستهدف المشاريع والوحدات الخدمية ويدمرها كتعطيل محطات البنزين ومصافي تصفية البنزين ومحطة كهرباء القامشلي والمدارس والمستشفيات التي دمرت عن طريق الهجمات الجوية، ولا يتورع عن قتل الأطفال الحديثي الولادة، الطفل الذي لم يزل لايعرف أنه كوردي، لايعرف أنه مسلم فهو في المهد، يقتله، أليس هذا عملاً إرهابياً إذا فعله أي جيش ؟! وفي الوقت نفسه هجمت تركيا على بلد آخر وإنتهكت الحدود، وإرتكبت العديد من الجرائم المقززة ضد الإنسانية، وقد إستخدمت السلاح المحرم دولياَ لإبادة الناس المدنيين، إن هذه والعديد من الجرائم البشعة الأخرى، على وفق المقايس الموجودة نستطيع أن نقول : إن هذه الهجمات هي هجمات إرهابية، وإن الجرائم التي ترتكبها تركيا تثبت أن تركيا تهدف القضاء على الأمة الكردية بأرضها وناسها، لذلك نستطيع أن نقول : أن العملية العسكرية التركية نبع الدم والإرهاب وليست نبع السلام .
إن جميع أطرافنا نعرف جيداً أن منذ بداية ثورة شعوب سورية كانت حكومة تركيا ضد أي تحرك قد حدث في غربي كوردستان، وبعد تكوين كانتونات غربي كوردستان، كما أن جميع الأطراف على إطلاع أنه في البداية عن طريق منظمة داعش الإرهابية ومنظمة (جبهة النصرة) الإرهابية والمنظمات الإرهابیة الأخرى القريبة والتابعة لتركيا حاولت إحتلال كوباني، بعد أن لم تسقط كوباني بفضل محاولة ونضال مقاتلي وحدات حماية الشعب وقوات بيشمركة كوردستان وكسرت شوكة الإرهابيين، وما حدث بعد ذلك توجهت تركيا نحو عفرين، حاولت بكل قواها فإحتلت عفرين ودمرها، فكان هدفها من إحتلال عفرين غلق طريق الكورد صوب البحر، وبعد عفرين توجهت الآن نحو منطقة الجزيرة، لاشك أن الهدف الأساس لتركيا من هذه الهجمات والحملات تنصب على القضاء على المكاسب او التطورات التي تحققت بدماء الكورد في غربي كوردستان، وفي الوقت نفسه تحاول أن تغير ديموغرافية غربي كوردستان، ويزيل العمق الجغرافي بين الشمال وغربي كوردستان، كما فعل نظام البعث السوري سنة 1965 عن طريق تكوين (الحزام العربي) أن يقطع غربي كوردستان عن الجنوب والشمال وترحيل القرى الكوردية لغربي كوردستان الكائنة على حدود العراق وتركيا وجاء بالعرب الوافدين مكانهم وكون حزاماً بطول 350 كيلومتر وعرض 15 كيلو متر، وكوّن قطيعة جغرافية بين الغرب ومع الشمال وجنوب كوردستان، والآن تريد تركيا توسيع حدودها وتكوين الحزام (التركي - العربي) في المنطقة عن طريق إسكان العرب المرتزقة الموالين لها.
اليوم غربي كوردستان وغدا جنوب كوردستان :
الهدف الآخر لتركيا في هذه الهجمات يرمي إلى وصولها الحدود العراقية خاصة نقطة فيشخابور بين الغرب وجنوب كوردستان، لكى تفصل تماماً بين الجنوب والغرب وتعثر على بوابة بديلة لبوابة حدود إبراهیم خلیل، كذلك إلى حدود إبراهيم خليل، وكذلك تمتد يدها حقول نفط قرجوغ و رميلان داخل أراضي غربي كوردستان، ومن بعد تحاول أن تجد بديلاً لخط نقل النفط من العراق إلى ترکيا، لكي تجعل جنوب كوردستان من الناحية الإقتصادية ضعيفة، أي إن هجوم تركيا لايقتصر وحده على غربي كوردستان، إنما هو هجوم على كامل شعب كوردستان، والهدف منه وحده ليس شعب غربي كوردستان، إن تركيا إستهدفت في هذه المرحلة غربي كوردستان لو تحقق لها النجاح فإنها في المرحلة القادمة تستهدف تركيا جنوب كوردستان.
حينما نبحث عن هدف تركيا في قادم الأيام ينصب على جنوب كوردستان، تلك هي الحقيقة، لقد أشار المسؤولون الأمريكان مراراً أن تركيا توسع هذه العملية العسكرية، إذن أن جزءاً من إتفاقهم هو مواصلة الهجوم مرحلة بعد مرحلة، وكذلك يقولون : إن هدف تركيا هو الوصول إلى حدود العراق، إذاً من هنا في المدى البعيد يكون الهدف جنوب كوردستان، ليس فقط غربي كوردستان، يجب أن نتذكر بأنه منذ بداية إنتفاضة كوردستان في ربيع 1991 وتحرير جنوب كوردستان وتشكيل برلمان وحكومة كوردستان، كانت تركيا تعادي بشكل مستمر وبمختلف الأساليب جنوب كوردستان وكانت علاقات أربيل وأنقره في صعود ونزول بشكل دائم ولم تكن خالية من المشاكل والمعوقات، فحين إحتلت منظمة داعش الإرهابية الموصل ومناطق أُخرى في العراق، نعرف ذلك جيداً على طلب من توجهوا نحو كوردستان وهجموا على كوردستان، ونعرف كل أطرافنا ذلك جيداً حين دخلت داعش الموصل إعتقلت فريق قنصلية تركيا : في حين سلمت فريق القنصلية بأمانة إلى تركيا، دون أن دون ان يتعرضوا إلى ركلة، لكن ذبحوا الناس الآخرين ! لقد إتخذت تركيا القرار أن تكون ضد الكورد ومكاسبه أينما كانوا وكانت، وأثناء إجراء إستفتاء إستقلال كوردستان وقفت ضد جنوب كوردستان بأشد الأشكال وأغلقت الحدود.
لاشك أن ماأرادت أن تفعل تركيا عن طريق داعش لم تتمكن، فتحطمت داعش على أيدي البيشمركة ومقاتلي وحدات حماية الشعب، ولذلك تحاول الآن أن تنفذ بنفسها المؤامرات ضد كوردستان، لذلك يجب من هذه الناحية أن نتعامل مع مع هذا الواقع بيقظة وحذر ونطرح أمام شعب كوردستان وأصدقائنا الحقائق بصراحة، فواضح عند كل الجهات أن داعش كانت صنيعة تركيا، وكان جميع جرحاهم يعالجون في تركيا وكل دعمهم كان في تركيا، وكان طريق عبورهم إلى سورية والعراق عبر مطارات تركيا وكانوا يأتون منها إلى أراضي سورية والعراق ويتمتعون بالأمان، وكانوا يلتقون كل مرة في سورية تحت إسم، ثم عن طريق إحتلال الموصل يدخلون العراق في أمان، وكان هدف تركيا الرئيس من صنع داعش توجيه ضربة إلى الحركة التحررية الوطنية الكوردستانية وإلغاء برلمان وحكومة جنوب كوردستان وتجربة غربي كوردستان.
في الحقيقة إن أحد الأهداف الأُخرى من العملية العسكرية الحالية لتركيا على غربي كوردستان هو إحياء وتقوية داعش، وحين لم تكن داعش ناجحة في مخططاتها وحطم البيشمركة والشرفان داعش، أُصيبت تركيا بإحباط كبير، والآن تريد إحياء داعش مرة أُخرى، لأنه إذا إنشغل مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بحماية الحدود وممتلكات المواطنين فإنهم لايتمكنون من حماية الدواعش المسجونين، لذلك كما رأينا أن تركيا قصفت أماكن سجن الداعش الإرهابيين، لكي يكسر الدواعش المسجونين السجن ويهربوا ويعيدوا تنظيمهم، لكن الكورد قبروا حلم توركيا لإحياء داعش، فما حدث أن قوات أمريكا بتعاون وحصول المعلومات من الكورد تمكنوا في عملية عسكرية خاصة في فجر 27/10/2019 من قتل ابوبكر البغدادي أمير داعش, وفي نفس اليوم شكر رئيس أمريكا الكورد لتعاونهم في هذه العملية، وبهذا أصبح غزل أردوغان أنكاثاً.
إن عمل تركيا هذا لإحياء داعش حدا بالمجتمع الدولي ان لايسكتوا عنه فسرعاناً ما طلبوا حماية السجناء الداعشيين، لأن في تلك المدة التي جرت فيها حرب منظمة داعش الإرهابية وقضي عليها، لم تبق لداعش هيبة، لايمكن ان تستقوى داعش مرة أُخرى، هنا مهمة أخلاقية ان يكون لجميعهم موقف جدي تجاه إحياء منظمة إرهابية كداعش ويعملو لكي يرغموا تركيا على إيقاف هجماتها على غربي كوردستان.
إذا ما لاحظنا أن المجتمع الدولي قد شعر بخطورة كبيرة في إحياء منظمة داعش الإرهابية، لذلك إن معظمهم ضد الهجمة التركية على غربي كوردستان، نحن بحاجة إلى أن نقوم بالعمل الجدي ونضاعف الجهود لإبلاغ الحقائق إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية كإلتزام بالمبادئ التي أعلنوا أنفسهم لحماية حقوق الإنسان ولحماية الأمن والاستقرار في جميع الدنيا أن يقوموا بمهمتهم ويوقفوا الهجمات، لكي تظل المنطقة مستقرة، لكن إن لم يفعلوا ذلك يضطرب أمن وإستقرار المنطقة وكذلك العالم، والذي نلاحظه لا الأُمم المتحدة ولا مجلس الأمن لم يكن لهم موقف جدي وحاسم، لذلك نحتاج إلى التحرك والعمل الزائد.
إن تركيا ضد الكورد وضد أي شيئ يُعمل للكورد، فنحن حين أجرينا الإستفتاء هنا في جنوب كوردستان ولم يجر في تركيا إلاّ أنه أغلقت الحدود على الجنوب ووقفت ضد الكورد، وكذلك حين جرت الإنتخابات في شمال كوردستان إعتقلت البرلمانيون الكورد وزجتهم في السجن، وخلع رؤساء البلديات ونصب النظام القیوم في المدن الكوردية، إذن انهم ضد أي شيئ يتحقق في الشمال للكورد، وفي الجنوب هم ضد أي شيئ يتحقق للكورد، وفي غربي كوردستان بنفس الشكل، فها أنهم إحتلوا عفرين وفي الوقت نفسه یشنون الهجوم لكي يحتلوا غربي كوردستان، في شرقي كوردستان فإن الناس كتعاطف مع غربي كوردستان قاموا بمظاهرة هادئة، وقفت تركيا ضد تلك وأبلغت إيران تذمرها، إذن يمكنا أن نقول : إن تركيا وأردوغان الآن من أشد وأكبر عدو للكورد، على وفق التحليل الذي أجريناه في الأجزاء الثلاثة من كوردستان، وكل تقدم في وضع كوردستان إستجد وقفت تركيا ضده، لذلك فإن أردوغان لايستطيع أن يقول : أنا لست ضد الكورد وأخوض حرب الإرهاب، كلا إنه ضد الكورد ويحارب الكورد، يجب أن يكون الكورد موحداً ويدافع بوحدته عن نفسه ويقف ضد المؤامرات.
الكورد وأمريكا تأريخ مرّ :
للأسف أن أمريكا على إمتداد التأَريخ تاجرت بدماء الشعوب المضطهدة ونحن ككورد بدءاً من (هنري كسنجرإلى بريت ماككورك) عندنا تأريخ مرّ مع أمريكا، في سنة 1974جعلت امريكا من ثورة أيلول أن تصيب بالإنتكاسة وكانوا هم أنفسهم ممهدين إيجاد والتوقيع على إتفاقية جزائر المشؤومة، إذن علينا أن لاننسى أبداً ذلك، وكذلك في سنة 1991 حيث حررشعب كوردستان في إنتفاضة جماهيرية بدمه جنوب كوردستان بكركوكها، فأشعلت أمريكا الضوء الأخضر للعراق وسمحت لصدام حسين أن يهجم على كوردستان، فجاء العراق وإحتل المناطق الأمر الذي نتجت عنه الهجرة المليونية، وكذلك في سنة 2003 ، أرادت أمريكا أيضاً إلغاء قوات بيشمركة كوردستان والقضاء على حكومة كوردستان، وكل ما هو موجود يخلطه بالعراق، في سنة 2005 طلب من الكورد إذا شارك في العملية السياسية للعراق ويصوت على الدستور، فإنهم يضمنون تنفيذ مادة 58 حين ذاك (مادة 140 الحالية في دستور العراق) المتعلقة بإعادة كركوك ومخمور وخانقين والمناطق المستقطعة الأخرى عن كوردستان إلى أحضان كوردستان، وما جرى أن كلتا سفارتي أمريكا وبريطانيا إلتزمتا بالكورد أن تتكفلتا وتضمنا تنفيذ مادة 58 ، لكن لم تكونا صاحبة تعهدهما وتحولت مادة 58 إلى مادة 140 ولم تنفذ.
وبعد أن أجرى شعب كوردستان في 25 أيلول 2017 في عملية سلمية الإستفتاء، قلبت أمريكا مرة أُخرى ظهر المجن للكرد، زحف الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي بأسلحة والدبابات الأمريكيىة نحو كوردستان إلى حد آلتون كبري ونجوا بأنفسهم على أشلاء بيشمركة شهدائنا، لقد ظلت أمريكا دون موقف وكانت تنظر إلى الأحداث كمتفرجة، لاشك أننا شعب كوردستان لم نرتكب أية جريمة ولم نطلق رصاصة واحدة وكنا مجرد واقفين على الصناديق وقد صوتنا عن طريق الإقتراع الهادئ هل نريد دولة أو نريد أن نبقى ضمن إطار العراق، فتمخض الإستفتاء عن نسبة 73. 92 % من التصويت لإستقلال كوردستان.
هو ذا لم نزل نرى وحتى الآن في سورية وغربي كوردستان نفس عدم التعهد وعدم الوفاء تجاه مواطنينا يتكرر، إن الواقع المر الذي كانت أمريكا معنا يجعلنا أن لانثق بأمريكا كثيراً، فنراها أنها صديقة مصالحها وليست الأمم المضطهدة، إن الإتفاق الحالي لترامب وأردوغان كان عدم وفاء كبير للكورد، وفي الوقت نفسه جعل مصداقية أمريكا على المستوى الدولي ضعيفة علاة على عدم وفاء ترامب يجب أن لا ننسى أن ثمة الكثير من الأوساط والشخصيات السياسية الأمريكية موجودة من أصدقاء الكورد يدعمون القضية الكوردية المشروعة يجب أن نقترب من تلك الأوسط والشخصيات ونأخذ أعمالهم بنظر الإعتبار ونشكرهم.
في وضع هكذا معقد ماذا ينبغي أن نفعل نحن الكورد ؟ :
في ضع هكذا دقيق وحساس قبل كل شيئ يجب أن نلقي الصراع الحزبي جانباً ونتصرف ككورد ونكون موحدين، إتحادنا على الصعيد القومي سلاح فعال لمواجهة الأعداء لأُمتنا، لذلك من الضروري ان نعمل كل أطرافنا بهذا الإتجاه ونكون صوت واحد ولون واحد وقوة واحدة ويكون لنا موقف سياسي واحد.
يجب في هذه المرحلة أن نعقد إجتماع القمة بين جميع القوى والإتجاهات السياسية الكوردستانية، لايمكن أن تجتمع كل الدنيا على وضعنا ونحن لم نجتمع على وضعنا ! لذلك من الضروري أن نجتمع نحن وفي هذالإجتماع تبدي جميع الأطراف السياسية آراءهم وتوجهاتهم ونعمل لصياغة برنامج متماسك وموحد كوردي لمواجهة الأحداث الآنية والمستجدات المقبلة، لاشك أن هذه المرحلة بحاجة بأن نمارس نحن الكوردايتي وليست ممارسة حزبية، نحن نتمكن أن نفعل هذا العمل ونخطو في المستقبل لكي نتمكن على المستوى الدولي أن نعمل من الناحية الدبلوماسية العمل الجدي، لأن دبلوماسية الكورد على الصعيد الدولي ليست بمستوى الطموح، ولهذا نحتاج إلى أن تكون لنا مظلة قومية، لذلك نحتاج في المرحلة المقبلة ان نسارع في عقد المؤتمر القومي الكوردستاني، ويصبح هذا عاملاً هاماً لترتيب وتنظيم الوسط السياسي وكامل الكوردستانيين على المستوى الداخلي والخارجي.
إذا نظرنا في حينه أن الفلسطينيين ماكانوا يتفقون للحوار مع الإسرائليين عن طريق الأحزاب، الأمر الذي حدا بهم أن يؤسسوا منظمة التحرير الفلسطيني PLO، ونحن بحاجة إلى مظلة قومية لكي ندير السياسة والدبلوماسية على الصعيد الدولي، وما نملكه الآن هو سياسة ودبلوماسية حزبية، يجب أن ينجز هذ المجال بالقومية ويعين الممثلون على أساس الكفاءة والخبرة، إذا ما عقدنا مؤتمراً قومياً بمشاركة جميع أطرافنا السياسية، حينذاك نتمكن ان يكون لنا فاعلية على المراكز الدولية، يجب حينذاك أن نتحدث عن طريق تلك القناة الدبلوماسي كقومية، وليس كهذا الحزب وذلك الحزب، وما يلاحظ نحن في ذلك كنا مهملين، فلم يدع الصراع الحزبي حتى الآن أن نكون صاحب هذه المظلة.
أصبحت الدنيا اليوم دنيا المصالح وما يلاحظ في سياسة أمريكا وروسيا لم تبق المصداقية والأخلاق، فالكورد وحده يمارس السياسة بمصداقية وأخلاقية، مقابلنا لايمارس السياسة بأخلاقية، ننظر أن أمريكا تأتي تتاجر بنا وتتفق مع تركيا، كما تعاملت معاملة تجارية مع العراق واتفقت على حساب دمنا ولو نحن كنا حليف أمريكا من سنة 2014 حتى 2017 شاركنا في حرب إرهابي داعش، وكانت قوات بيشمركة التي كسرت شوكة داعش، لكن أمريكا لم تأخذ ذلك بنظر الإعتبار.
إن الواقع الحالي يتطلب منا ضرورة تغيير نهج كفاحنا ونعلن لجميع الدنيا رسالة، إذا لم نعيش على أرضنا في وطننا بسلام، لايستطيع أيضاً العالم ودول المنطقة العيش بسلام، وهذا كيف يُعمل، يُفعل بوحدة الصف والصوت الموحد وتغيير أُسلوب كفاحنا، إذا تمكنا ان يكون لنا تأثير على مصالح دول العالم ومصلحة الدول التي تعادي الكورد فحينئذ هم أيضَاً يتوقفون ويفكرون فينا أيضاً لمصالهم ومادمنا نتعامل مع الدول بإسحياء لأنهم أيضاً بدورهم لايعيرون الإهتمام بنا، فهم يستخدموننا لنواياهم الخاصة، فها نرى ترامب نظر إلينا بأية نظرة حيث قال : إنهم خاضوا الحرب لنا ونحن أعطيناهم السلاح والنقود، إذن أن ترامب ينظر إلى الكورد كمأجورين إذن تكمن مشكلة الكورد من هنا، حيث لم تكن قراءتنا في الماضي كما هو مطلوب وضروري، ولم تكن لنا قراءة سليمة للعلاقات الدولية، لذلك من الضروري إعادة النظر والمراجعة من هذه الناحية ونحقق علاقة جديدة وأكثر تأثيراً.
على وفق العلاقة التي عندنا مع أمريكا أنا أصبحت خائب الأمل مع أمريكا، لذا أرى من المستحسن أن نتوجه إلى أوروبا، سيما في هذ الوقت حيث أن موقف الدول الأوروبية بشكل عام جيد، خاصة فرنسا وألمانيا، مثال على ذلك أن فرنسا تتعامل مع مسألة شعب كوردستان بكثير من الإنصاف، ففي سنة 1991 حين إنهار نظام البعث شن الهجوم على كوردستان الأمر الذي ترتبت عليه الهجرة المليونية لشعب كوردستان نحو االجبال فجعلت فرنسا أن يجتمع مجلس الأمن ويصدر قرار 688 وتجعل من كوردستان منطقة حظر الطيران (No - fly zone) ، وبعد الإستفتاء قلبت لنا أمريكا ظهر المجن ووضع الحصار الدبلوماسي والإقتصادي والسياسي على كوردستان، حين ذلك إستقبلت فرنسا رئيس حكومة إقليم كوردستان فأصبححت واسطة لكسر الحصار الدبلوماسي والسياسي والإقتصادي المفروض على كوردستان، والآن حول غربي كوردستان طلبت فرنسا إجتماع مجلس الأمن، وكانت لفرنسا برنامج أن تطبق منطقة حظر الطيران كالذي فُعل لجنوب كوردستان وأن يُعمل أيضاً لغربي كوردستان، لكن للأسف قطعت موسكو وواشنطون الطريق من ذلك، إن كلتاهما ما أتا ألاحظه إتفقتا بشكل من ألأشكال على معاداة الكورد وإلاّ ليس مشروعاً أن كلتا البلدين لايكون لهما من الوجهة السياسية المصلحية هما قطبان مختلفان أن يكون لهما على مسألة كغربي كوردستان موقف واحد في عدم إدانة تركيا، أن يأتي كلاهما ويوجها مجلس الأمن بإتجاه معاكس، إن فرنسا عملت عملها من هذه الناحية، لكن أمريكا وروسيا كانت لهما يد التخريب، إذن هنا نتمكن من تعزيز علاقاتنا مع فرنسا لكي تتمكن فرنسا كعضو فعال لمجلس الأمن وإتحاد أوروبا أن تدعم الكورد أكثر شعب كوردستان، فرنسا تشعر بالظلم الذي لحق بشعب كوردستان في إتفاقية سايكس بيكو حيث أنها كانت جهة من تلك الإتفاقية، لذلك تريد تسديد القرض الكوردي الذي في ذمتها وتعوض عن ذلك، يجب أن نأخذ بنظر الإعتبار ذلك، ونحاول أن نكون مع الفرنسيين على الخط، كما أن موقف ألمانيا في هذا الوقت جيد تجاه الكورد، لذلك من الضروري أن نطور علاقاتنا مع ألمانيا من هذه الناحية أكثر.
لاشك أن ملف سورية في يد روسيا، فروسيا لها تأثير كبير على سوريا، وكذلك أن روسيا فقدت كافة أصدقائها في المنطقة، بقيت إلى حدما في يدها فقط سوريا وإيران، فتحاول أن لاتفقد الأصدقاء من يدها بالمنطقة، لكن الذي يلاحظ في هذه الظروف هو موقف أمريكا، كيف تلتقي سياسة أمريكا مع سياسة روسيا لكي يعرضون أجتماع مجلس الأمن إلى عرقلة ولا يصدر منه قرار ما يكون إلى حد ما في صالح غربي كوردستان ؟! الأمرالذي يدعو الكورد أن تكون له قراءة أُخرى في علاقاته مع روسيا وأمريكا.
إن موقف جامعة الدول العربية كان أقوى أكثر من مجلس الأمن وقسم من الدول الأُخرى، إذا ما لاحظنا في إجتماعهم في البلاغ الختامي يطلبون تنزيل العلاقة الدبلوماسية مع تركيا، يطلبون معاقبة تركيا في المجال الإقتصادي والثقافي والسياحة في جميع تلك المجالات، وفي الوقت نفسه يطلبون أن توقف تركيا هذا الهجوم دون شرط، ولو أنهم يتخذون الموقف من هذا المنظور، أن تركيا هجمت على دولة عربية وتريد إنتهاك حدود دولة عضوة في الجامعة العربية، إنهم ينظرون إلى المسألة من هذا المنظور، إذا مانظرنا بشكل عام إلى موقف الدول العربية، كانت فقط دولتان لهما التحفظ وهي كانت صومال وقطر حيث لم توقعا البيان، بالنسبة لقطر نعرف جميعنا بأن قطر همشت من بين العالم العربي وبقيت في يدها تركيا وحدها، كما أنها من الناحية الآيدولوجية هي تابعة ل(إخوان المسلمين)، إن الإخوانيين بما الذين في كوردستان متعاطفون مع أردوغان لأن جميعهم يشربون الماء من منبع واحد، فصومال ليس لها التأثير الذي يحسب لها حساب فهي تحتاج إلى الدعم والتضامن، ومقابل هذا ننظر إلى موقف معظم الدول العربية، إنه موقف إيجابي لكل من الأردن والسعودية ومصر والإمارات والكويت، لذلك من الظروري أن نحث الخطى في هذه المرحلة ونعزز علاقاتنا مع الدول والأوساط العربية.
في الختام :
إن عملنا كفريق واحد كالكورد في مرحلة الكفاح هذه ضامن لتحطيم مؤامرة المحتلين وقبر أحلام أعداء الكورد وكوردستان، لذلك من الضروري في هذا الوقت المصيري نرمي الملابس الحزبية ونرتدي ملابس الكوردايتي، ونأخذ المصلحة القومية والوطنية بنظر الإعتبار، لكي نحن أيضاً في المستقبل القريب نصل إلى أمانينا التي هي الحرية وإستقلال كوردستان، لاشك أن إستقلال كوردستان وحده تأسيس دولة كوردستان ضمانة لعدم تكرار المآسي، من الضروري أن نبلغ جميعنا هذه الرسالة بصراحة كل العالم ونفهمهم أن ترسيخ السلام والإستقرار العالم والشرق الأوسط مرتبط بالحل الجذري لقضية شعب كوردستان والذي يجد نفسه في إستقلال وتأسيس دولة كوردستان .
*السكرتير العام للإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني YNDK