حكومة كوردستان وكارثة شنكال
ويمثل الأيزيديون جزء من تاريخ الشرق الأوسط، وربما كان هذا أحد أسباب شقائهم فى ظل انتشار العنصرية والتطرف بالمنطقة، وما زاد من معاناة الآيزيدية كونها ديانة كردية خالصة، فاتباعها كلهم أكراد، ما جعلهم هدفا للأنظمة الشوفينية والعنصرية بالمنطقة.
كان غياب كيان معبر عن الطائفة الايزيدية جزء من المعاناة خاصة فى ظل حالة التجاهل الاعلامي لمتاعب الاقليات بالمنطقة، ورغبة الكثير من الأنظمة فى طمس الهويات المختلفة ببدلاهم وعدم الاعتراف بما دونهم .
وفى ظل هذه الأجواء كان تأسيس مركز لالش الثقافي والاجتماعي ضرورة ملحة لتعريف العالم بماسي الايزيديين،ودعم وتعزيز الانتماء القومي والديني لهم، والدفاع عن حقوقهم والتواصل مع المنظمات والهيئات الدولية لخدمة قضاياهم والتعريف بمشاكلهم .
كان عام 2014 الأصعب على الطائفة الايزيدية بالعراق حيث تعرضوا لعمليات خطف وسبى وقتل على يد تنظيم داعش الارهابي الذى اجتاح عدة مدن عراقية وأسس خلافته المزعومة فى تلك الفترة الكئيبة من تلك العراق والعالم.
ونجح المركز فى توثيق جرائم داعش بحق الايزيديين بشنكال، بصورة فضحت التؤاطو العالمي، وساهمت فى ايقاظ الضمير الدولي لدعم المنطقة المنكوبة والدفاع عن الاسري والمخطوفين.
وكان لحكومة كوردستان دورا كبيرا فى الدفاع عن القضية الايزيدية التي لم تغب عن ذهن السيد نيجرفان بارزاني فى أى احتفالية خاصة بالأيزيدية.
ففي رسالته فى الذكري الـ 26 لتأسيس مركز لالش الثقافي والإجتماعي التي تضادف اليوم أعلن نيجرفان بارزاني عن استمرار جهود حكومة كوردستان فى تصعيد كارثة سنجار أمام المجتمع الدولي للإعتراف بها كقضية إبادة جماعية بما يترتب على ذلك من ملاحقة للمتورطين فى تلك الجريمة الانسانية وتعويض أهالي الضحايا .
وشدد نيجرفان على السعي لتحرير كل أيزيدي أو ايزيدية مازل مختطف على يد تنظيم داعش الإرهابي، معربا عن دعمه لمركز لالش وكل المنظمات الأيزيدية بما يخدم أبناء الطائفة ويحفظ حقوقهم.
كما سبق لرئيس حكومة كوردستان أن دعا خلال كلمته بمراسم استقبال جثمان أمير الأيزيديين فى العراق والعالم تحسين بك لتحويل قضاء سنجار إلى محافظة مستقلة، مشددا على ضرورة أن يؤدي الايزيديون دورا أكبر فى مناطقهم.
كما إلتقي نهاية 2018 بنادية مراد الفتاة الأيزيدية الحائزة على جائزة نوبل ، معربا عن دعمه لجهودها فى التعريف بقضية الأيزيديين كقضية إبادة جماعية.
مع التحول السياسي المرتقب بكوردستان، وعودة مؤسسة الرئاسة وتولي السيد نيجرفان منصب رئاسة الإقليم أعتقد أن القضية الأيزيدية ستكون أحد الملفات المهمة التي سيسعي لايصال صوتها والتعريف بها بشكل أكبر، كما يمكن استغلال منصبه الجديد فى تصعيد كارثة شنكال أمام الأمم المتحدة كقضية ضد الانسانية.