اقليم كوردستان ينتظره صيفا سياسيا باردا ؟؟
اغلب التوجهات و التحليلات و المؤشرات التي تستند على الوقائع تؤكد ان صيف سنة 2019 سيكون مفصليا و حاسماوباردا بالنسبة لاقليم كوردستان.و حارا جدا بالنسبة لبغداد و للمنطقة باسرها بخلاف السنوات الماضية الذي كانت شتاء الاقليم حارا ايضا من جميع النواحي السياسية منها و الاقتصادية و الامنية و حتى الاجتماعية !!! وانه وبعد دخول استراتيجية امريكا حيز التنفيذ ضد ايران و التي ستدخل مرحلتها الاخير في 2-5-2019 و حينها سيكون اغلب الدول و خاصة تركيا مجبرة للبحث عن بديل للنفط و الغاز الايراني و لعل اقليم كوردستان هو البديل الامثل لتركيا في الوقت الحالي و هذا مااجبرت وزير خارجيتها بان يزور بغداد و من ثم اربيل في يوم 28-4-2019 و اجتماعه بقادة الاقليم و هذا يؤكد ان بغداد امام خيارين لاثالث لهما وهي يااما المضي قدما نحو حل المشاكل و تطبيق الدستور وحل المليشيات والخروج من تحت ضغوط طهران و هذا مايبدوا مستحيلا في ظل مايجري الان في العراق او الانجرار الى الفوضى و التقسيم الاجباري و في تلك الحالة كوردستان ستكون مهيئة كليا لذلك بحكم الاستفتاء و استعدادها التام لمرحلة مابعدها.
شيء طبيعي انه بعد صد كل الفتن و المؤامرات و الحفاظ على الاقليم و نسيجه الاجتماعي و مصالحه و منعه من الانهيار و السقوط خاصة بعد خيانة 16 اوكتوبر عام 2017 وبعدها التحدي و الدخول في انتخابات نيابية للبرلمان العراقي وتغيير كل موازين القوى فيها و الدخول بقوة في تشكيل الحكومة العراقية . و تحدي اجراء انتخابات برلمانية في الاقليم رغم كل الصعاب و التهديدات و الفوز بها ايضا و كسر كل العقبات و سد الطرق امام كل الفتن و المكائد الداخلية منها و الخارجية و اجبار الاطراف السياسية بعد مضي كل هذه الفترة على اجراء الانتخابات على الاتفاق لتشكيل الحكومة و الاستعداد للتغييرات الكبيرة التي ستطال المنطقة باسرها . ان تكون نتائج هذه السياسات ممتازة و ان يكون صيفها باردا بخلاف السنوات الماضية و ان المرحلة القادمة ستكون اغلب نتائجها في مصلحة كوردستان وانها ستنتظر الاحداث بدلا ان تفرض عليها التوجهات .
واضح ان بغداد التي تعيش في ازمات عدة منذ فترة ليست بالقليلة مقبلة على ازمات اخرى اكثر حدة خاصة الازمة المالية و الاقتصادية المحتملة ان تقع فيها في حال لم تستطيع الالتزام باستراتيجية امريكا ضد ايران و بسبب غرقها بالديون و الفساد الداخلي سيؤديذلك الى انهيار مؤسسات الدولة وستكون المافيات و العصابات المتنفذ هي الحاكمة في بغداد والتي قد تخلق صراعات و ازمات اخرى و بالاخير حدوث انقلاب فيها و حينها ستجعل من العراق ساحة صراع ليست اقليمية فقط و انما دولية ايضا بخلاف الاقليم الذي تجاوز اغلب ازماته و اصبح اقوى من قبل و مهيأ لكل الظروف و الاحداث في المنطقة و لهذا سيكون صيفه باردا .
في كل ماسبق يتضح جليا انه وبفضل سياسات حكومة الاقليم وقدرتها في الحفاظ على توازن العلاقات و خاصة مع الولايات المتحدة جائت نتائجها ممتازة و زيارة بومبيولاربيل و زيارة وفد رفيع المستوى من الكونجرس و اخيرا المكالمة الهاتفية بين مايك بينس نائب الرئيس الامريكي و السيد نيجيرفان البارزاني في 25-4-2019 تؤكد على ذلك هذا من جهة من جهة اخرى قرار الرئيس الامريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل و بعدها الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات جولان و صمت المجتمعات الاسلامية حيال ذلك و فشل ايران في استغلال شعوب المنطقة و تحريضها ضد قراراتترامبو احداث مظاهرات و التدخل في شؤن تلك الدول و خلق واقع مغايير لكي لاتستطيع امريكا من تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في المنطقة و التي هي بالاساس ضد ايران. كل هذه الاحداث تؤكد ان سنة 2019 ستكون سنة مفصلية و حاسمة للمنطقة برمتها و للقضية الكوردية بشكل خاص و ان اتجاه الامور بهذا الشكل ستنصب في مصلحة كوردستان لذا حاولتبعض الاطراف السياسية العراقية و بعض الاطراف الكوردية و خاصة الاتحاد الوطني و بدعم مباشر من بعض اجندات اقليمية و دولية لاثارة الفوضى و الفتن داخل اقليم كوردستان ومنع تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة فيها رغم مرور اكثر من 6 اشهر على اجراء الانتخابات البرلمانية و استغلال ظروف الشعب الكوردي الذي عان كثيرا من الازمات من اجل مصالح و مأرب حزبية بحتة ولكن واضح ان كل محاولاتهم بائت بالفشل واجبروا على التفاوض و الاتفاق و ان المستقبل سيكون لكوردستان و القضية الكوردية .