القوش تشهد لكردستان
نقلت قناة السومرية العراقية عن ما أسمته أعضاء بحركة بابليون المسيحية رفض الحركة القاطع للطلب الذى قدمته مدير ناحية القوش إلى رئاسة الإقليم لضم القوش إلى كردستان.
وبحسب بيان للأمانة العامة لبابليون فإن مثل هذا الطلب يؤثر على التواجد المسيحي، وينال من إرادة سكان القوش وقد يتسبب فى تغيير ديموغرافي للمناطق التي يتواجد فيها المسيحيون !
وبحسب البيان فإن حركة بابليون تدعو حكومة إقليم كردستان بعد الاستماع لتلك الأصوات التي تحاول زرع الفتنة بين المسيحيين وباقي المكونات من جهة وبين الاقليم من جهة اخري !
ها الخبر يحمل أكثر من دلالة يجب الوقوف عندها بتمعن، أولا بلدة قوش تتبع مدينة الموصل بمحافظة نينوي وهي منطقة مسيحية كلدانية كاثوليكية، تعتبر أحد المدن المحررة من تنظيم داعش.
لجوء لارا يوسف مدير ناحية القوش لتقديم طلب لضم القوش للإقليم تمثل شهادة نجاح جديدة بحق الإقليم وقياداته، حيث استطاعت حكومة كردستان بقيادة نيجرفان برزاني أن تجعل من كردستان نقطة جاذبة لكل مدن العراق الكل يتمني الانتماء لها والبعض يحاول استنساخ التجربة وتأسيس أقاليم مناظرة.
بيان حركة نابليون التابعة للحشد الشعبي عن مخاوف الحركة من انضمام القوش لكردستان بدعوي حدوث تغيير ديموغرافي للمسيحيين، واعتباره محاولة لزرع الفتنة بين الاقليم والمكونات العراقية يحمل من التجني والجهل بحقائق الاقليم مالا يمكن السكوت عليه .
ففكرة حدوث تغيير ديموغرافي وزرع الفتنة ضد المسيحيين حال انضمامهم للاقليم أمر مستبعد بالمرة فى ظل حالة التعايش والتأخي الكامل بين المكونات التي ينعم بها الإقليم وذلك بشهادة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان نفسه.
وسبق للحبر الأعظم فرانسيس أن عبر عن شكره وتقديره لحكومة إقليم كردستان لاستضافتهم النازحين وخاصة المسيحيين الذين تشردوا عقب الحرب على داعش.
كما عبر البابا فرانسيس خلال استقباله للسيد نيجرفان برزاني ريس وزراء الإقليم فى الفاتيكان يناير الماضي عن أمله فى استمرار حالة التعايش والسلم والوئام الموجودة بكردستان مشيرا إلى أنه يصلي من أجل نجاح واستمرار تجربة التعايش بكردستان.
أعتقد أن حركة نابليون تأثرت كثيرا بوجودها ضمن الحشد الشعبي بما يحمله هذا الحشد من كراهية تجاه إقليم كردستان ظهرت بشكل واضح خلال الاجراءات التي أعقبت استفتاء سبتمبر 2017 .
لو كلف أعضاء حركة نابليون أنفسهم بالتعرف على ظروف الإقليم وحالة التعايش الفريدة به لطالبوا بضم كل التجمعات المسيحية داخل العراق للإقليم.
فى كردستان العراق، ليس مهما أن تكون مسيحيا او مسلما أو أيزيديا ، ولن تكون صاحب حظ أوفر لو كنت كرديا او عربيا أو تركمانيا، يكفي أن تكون انسانا ومواطنا صالحا ملتزما بالقانون.
فند البابا ادعاءات أتباعه من حركة نابليون، وطبقت مدير ناحية القوش وصية الحبر الأعظم، وبقي كردستان منارة العراق، تضىء أنوار المحبة والتعايش به ظلمات الفتنة المذهبية والعرقية التي طفحت مجاريها فى بلاد الرافدين.