الانفال . و رحلة البحث عن الاعتراف الدولي .
الهجرة الجماعية عام 1991 والتي حدثت بعد الانتفاضة كانت نتيجة لما تعرضت له الشعب الكوردي من حملات الانفال و هول ماراته في تلك العملية لذا هروبه الجماعي و اخلائه للمدن و القرى و اجتيازه للحدود اجبرت المجتمع الدولي ان يدخل على الخط و يضع حدا لهذه الانتهاكات الجسيمة و اصدر مجلس الامن قرار رقم 688 بوضع خط 36 و حماية الكورد من النظام البعثي . و بعدها اصبح للكورد اقليم و كيان شبه مستقل ولكن غير معترف به دوليا . و اجري فيه الانتخابات و تم تشكيل اول كابينة حكومية و برلمان فيها ولكن بسبب النزاع الداخلي بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني و بسببها انقسم الاقليم الى ادارتين و بعدها الصراع مع حزب العمال الكوردستانيلم تستطيع القيادة الكوردية و الحكومة من العمل على جمع الادلة و توثيق عمليات الانفال وتاسيس محاكم خاصة بها وبقي الامر هكذا الى ان سقط النظام البعثي عام 2003 .
بعد اسقاط النظام البعثي الدكتاتوري عام 2003 كان للطورد دور كبير في اعادة تنظيم الامور في بغداد و تشكيل مجلس الحكم و بعدها اجراء الانتخابات و صياغة دستور و سخرة حكومة الاقليم كل جهودها للبحث عن رفات شهداء عمليات الانفال و جمع الادلة و الوثائق عن تلك العمليات البشعة و الابادة الجماعية ضد الشعب الكوردي و فعلا تم العثور على عدة مقابر و عدد كبير من الوثائق و تسجيلات الفيديو و لازال البحث مستمرا و لكن بويترة اقل. و في عام 2008 اقر البرلمان العراقي ان عمليات الانفال هي ابادة جماعية ضد الشعب الكوردي وبقرار رقم 13 من نفس العام اقر برلمان اقليم كوردستان بان عمليات الانفال هي عمليات ابادة جماعية ضد الشعب الكوردستاني و تم تحديد يوم 14-4 من كل عام على انها يوم احياء ذكرى عمليات الانفال.
في يوم 14-4-2019 تطرق رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني و عبر تسجيل مصور و بشكل مختلف تماما عما كان متعودا عليه من قبل الى جملة من تفاصيل عمليات الانفال و اكد ان حكومة الاقليم كانت و لاتزال و ستستمر في خدمة عوائل الشهداء و المؤنفلين و اخذ على حكومات بغداد و القيادات السياسية فيها الكثي لعدم الافاء بالتزاماتها تجاه الشعب الكوردي و عدم تعويضه لا وبل عرقلة الكثير من محاولات البحث عن رفات شهداء الانفال و منعها من تاخذ هذه الابادة الجماعية مجرها للاعتراف بها دوليا . و اكد سيادته ان الحكومة ستستمر في العمل ليعترف المجتمع الدولي بهذه العمليات على انها ابادة جماعية .
في الختام ورغم ان بعض الدول اعترفت بعمليات الانفال على انها ابادة جماعية ضد شعب كوردستان كالسويد و التي اعترفت بها في تاريخ 5-12-2012 الا ان هناك اهمال و تقصير ايضا في ان لم ياخذ هذه المسالة مجراها الدولي لحد الان . لذا يجب العمل و بشكل مكثف و جاد و بطرق مختلفة على كسب الاعتراف الدولي ليس فقط بعمليات الانفال و انما جرائم داعش ايضا حينها سيكون المجتمع الدولي مجبرا على حماية الشعب الكوردي و احترام ارادته في الاستقلال و الاعتراف به.