• Friday, 22 November 2024
logo

مسجد وكنيسة ومعبد

مسجد وكنيسة ومعبد
يمثل التعدد العرقي والديني والمذهبي احد مظاهر الثراء والقوة فى المجتمعات الغربية ، وتزداد قوة المجتمعات بمدي انسجامها مع اختلافاتها وتوافقها مع تنوع مكوناتها.
وجرت العادة بالشرق الأوسط على التركيز على فكرة القومية الواحدة ذات الدين الواحد والعرق الواحد والمذهب السائد ، بصورة اختفت معها كثير من مظاهر قوة هذا الشرق التعيس.
ولم يخل الشرق الأوسط ودوله العربية الرافضة لكل مختلف سواء فى العرق أو الدين أو المذهب من حوادث عنف ذات أبعاد عرقية أو طائفية أو مذهبية بصورة أصبحت تلك الجرائم جزء من طبيعة دول الشرق وفى معظم الأحوال لا يتمتع ضحايا هذه الجرائم بالعدالة التي تشفي غليلهم نظرا لحساسية القضايا التي يتم التعامل معها بكثير من التشويه الإعلامي بوازع من الأنظمة الحاكمة.
وفى وسط هذه الأجواء الكئيبة بدول الشرق الأوسط ، بزغ من بعيد شعاع نور يحمل فى طياته فجر جديد من التعايش وقبول الأخر، انطلق النور من شمال العراق حيث إقليم كردستان .
هناك فى إقليم كردستان، لا أفضلية لعرق ، ولا سيادة لدين، ولا أولوية لمذهب، لافرق بين مسلم ومسيحي ولا أيزيدي أوزردشتي، لا تمييز بين كردي أو عربي او تركماني أو سرياني.
السبت الماضي احتفل إقليم كردستان بافتتاح أول كنيسة أرثوذكسية أرمينية فى العاصمة أربيل، الكنيسة التي تم انشائها بإشراف من وزارة الأوقاف والشئون الدينية بحكومة الإقليم تقع فى ضحاية عنكاوا ذات الغالبية المسيحية المتاخمة لأربيل.
وتمثل الكنيسة الأرمينية عرس جديد من أعراس الحب والتسامح والتعايش التى لا تتطفىء أنوار أفراحها بالإقليم، ولا تنتهي فرحة أعيادها، فما بين عيد رأس السنة الأشورية" أكيتو" ورأس السنة الكردية "نوروز" والأربعاء الأحمر لدي الأيزيديين، وفرحة هلال رمضان يعيش إقليم كردستان حالة من الحب والود والتعايش بين مكوناتها العرقية والدينية.
وتمثل قيادات الإقليم عامل رئيسي فى تعزيز تلك الحالة من التعايش فى ظل سياسات تصالحية ينتهجها السيد نيجرفان برزاني رئيس وزراء الإقليم الذى لا يترك مناسبة دينية لاى طائفة من مكونات الإقليم دون المشاركة فيها.
فى كردستان، يقع مسجد المسلمين بجوار كنيسة المسيحيين، ومعبد الأيزيديين، فى كردستان تكبر المساجد، وتدق أجراس الكنائس حزنا على وفاة أمير الأيزيدية.
فى كردستان، تتولي وزارة الأوقاف الموكلة بالمساجد وشئون المسلمين مسئولية انشاء كنيسة للمسيحيين !
كردستان إقليم مختلف وربما يكون هذا الاختلاف أحد أسباب معاناة الإقليم ومحاولة تعطيل مسيرته من حكومة بغداد وبعض دول الجوار التي لا يهمها استقرار الاقليم ولا نهضته.
يجدر بالعالم أن يدعم إقليم كردستان بما يمثله من نقطة ضوء فى ظلام الشرق الوسط الدامس، وأن يتم دعم حكومته وقياداته السياسية بما يمكنهم من الاستمرار فى نشر وتعزيزفكر التسامح والتعايش بالمنطقة التي تستعر من نيران الغلو والعنصرية والتطرف بصورة تهدد العالم بأسره.
Top