إرهاب من نوع آخر وحكومة الاقليم تتصدى له
يواجه اقليم كوردستان إرهابا جديدا، يفوق في خطره العصابات الإرهابية والمواجهات المسلحة، راح ضحيته آلاف المواطنين، دون أن نرى أي تحركات ملموسة لمواجهة هذا الخطر، الغائب عن بال الجميع حكومةً وشعباً. 1200 من الضحايا بين جريح وموت في عام 2018.. وهو رقم كبير وخطير، يفرض على الدولة وضع الحلول المناسبة للحد من هذه الأرقام. إحصائيات تدل على فوضى كبيرة، وعدم إكتراث بحياة المواطنين وسلامتهم، وعجز الأجهزة المختصة عن تطبيق القوانين والتشريعات، التي توقف نزيف الأرواح. تعددت الأسباب التي أدت الى زيادة الحوادث المرورية، فكوردستان شهدت طفرة كبيرة في أعداد السيارات، حتى لم تعد المدن تستوعب هذه الأعداد الكبيرة، يقابلها تهالك الشوارع والبنى التحتية، وعدم إنشاء طرق جديدة تستوعب الأرقام المتزايدة سواء كانت بسبب الحالة الاقتصادية التي مر بها الاقليم ،، التي يجب أن تفرض على سواق السيارات المخالفين. نظرة بسيطة الى شوارع المدن، التي يخلوا معظمها من الإشارات الضوئية والعلامات المرورية وخاص خصوصاً في المناطق الجبلية التي زاد فيها نسبة الحرادث عن المناطق الاخرى .. فترى هنالك صبيا لم يبلغ السن القانوني، يقود سيارة فارهة بأقصى سرعة دون خوف أو وجل، بينما يستمتع بعضهم بقيادة السيارة وهو يستخدم الموبايل، دون شعور بما حوله، بينما جعل بعضهم الشارع كراجا لسيارته وموقفا لصعود الركاب، تحت أنظار رجل المرور الذي لايملك حولا ولا قوة. الغريب أنهم اصبحوا يطلقون لقب " شوارع الموت " على بعض الطرق وخاص خصوص (مفرق القوش ومفرق كلكجي)، بسبب ما حصدته من أرواح، لكثرة الحفر والمطبات التي فيها، دون أن يكون هناك معالجات من الجهات المعنية، يتصدر هذه الشوارع طريق (دهوك _اربيل)، وطريق (كركوك_اربيل) حسب المعلومات المنتشرة، ولا ننسى الطريق السريع رقم واحد الذي شهد حوادث رهيبة بسبب السرعات العالية، التي تصل أحيانا الى 200 كم في الساعة. تؤكد أحصائيات وزارة الصحة وومديرية المرور العامة الى الالاف ضحية بين قتيل ومصاب، بسبب حوادث السيارات خلال العشر سنوات الماضية.. إلان انهُ نسبة الوفيات والاصابات من الحوادث المرورية تقل سنةً بعد سنة في حكومة الاقليم وخاصةً سنة 2012 بعد تولي السيد نيجرفان بارزاني منصب رئاسة الاقليم حيث اعد خطة جيدة جداً وقام ببناء وتبليط الشوارع ومن اهمهم شارع 120 م في اربيل العاصمة ووضع حجر الاساس في الطريق الدولي الرابط بين محافظة دهوك واربيل و منذ عام 2012 نسبة الحوادث المرورية تقل وتتنازل اكثر باكثر حتى عام 2018 والى الان فإن نسبة الحوادث تقل يوماً بعد يوم ولو نظر الى نسبة الحوادث و نسبة الوفيات والمصابين بين العراق واقليم كوردستان اقل بمئات من الحوادث المرورية في العراق، بسبب الحوادث المرورية، التي لا يدرك أحد تأثيراتها الإقتصادية والإجتماعية على المجتمع الكوردستاني والتي لم يقصر حكومة الاقليم في رعايتهم بل وحتى ارسال المرضى والجرحى الى خارج الاقليم والعراق لمعالجتهم، فما هو حجم الرعاية التي سيحتاجها المصابون بهذه الحوادث، وكم عائلة فقدت فردا منها بسبب التهور أو السرعة الفائقة. لكي نحد من هذه الأرقام الكبيرة لابد من إجراءات مهمة، أهمها فرض القانون على المخالفين، وتحديد سن السياقة ومنع الذين لايحملون إجازات سوق، وصيانة الشوارع التي أصبحت تغص بأعداد كبيرة من السيارات، والتشجيع على النقل العام بدلا من الخاص، وإزالة التجاوزات على الطرق العامة، التي تحولت الى أسواق لبيع الفواكه والخضر بل وحتى الماشية واهم ما على الحكومة في اقليم كوردستان تبليط الشوارع وصيانتها . لافرق بين ما فعله الإرهاب، وما تحصده الحوادث المرورية من أرواح الأبرياء، وعلى الجميع التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها، وإلا إن أرواحا كثيرة ستفارقنا ونحن نتفرج.