تعتبر المرأة الكردية حالة خاصة وسط نساء الشرق الأوسط ، فالحقوق التي حصلت عليها لا مثيل لها بالدول العربية التي كانت بعض دولها حتى وقت قريب تجرم قيادة المرأة للسيارة ومازالت المرأة تعاني فى كثير منها من الحرمان من الميراث .
"فالا فريد" إسم سيذكره التاريخ الكردي كثيرا كأول إمراة تتولي رئاسة برلمان إقليم كردستان ربما تكون ثاني إمراة بالشرق الأوسط بعد السيدة فوزية زينل التي تولت رئاسة برلمان البحرين فى نهاية 2018 .
الأجمل من فوز الدكتورة فالا فريد مرشحة الحزب الديمقراطي أن منافستها كانت أيضا إمراة حيث نافستها "سيبان آمدى" مرشحة حركة الجيل الجديد وهو ما يعني أن النظرة الإيجابية للمرأة بإقليم كردستان لا تتوقف على حزب أو حركة ولا فرق فيها بين الأغلبية أو المعارضة.
يعكس اختيار الدكتورة فالا فريد لرئاسة برلمان كردستان حال التطور الفكري والسياسي بإقليم كردستان، وجحم الوعي وحالة القبول والتعايش والمساواة التي يشهدها الإقليم ما تجعله حالة مختلفة بالشرق الأوسط.
حتى حالة الخلافات التي قد يراها البعض كبيرة بين الأحزاب السياسية بالاقليم هى فى الأصل تعبير عن حالة ديمقراطية كبيرة وصل لها الإقليم بصورة جعلته أشبه بدولة مستقلة مستقرة تتنافس فيها القوى السياسية على تحقيق أكبر قدر من المناصب وتوزيع السلطات وفق أليات ديمقراطية معلنة.
بالتوازي مع انتخاب فالا فريد كأول إمراة تتولي رئاسة البرلمان الكردستاني جاء انتخاب التركمانية مني قهوجي كنائب ثان لرئيس البرلمان ليعبر عن نجاح تجربة التعددية السياسية والعرقية بالإقليم
يعيش إقليم كردستان حالة متفردة فى ذاتها، مميزة فى إداراتها ، حالة من التعايش السلمي بين مكونات الإقليم باختلاف عقائدها وعرقيتها ومذاهبها، حالة من المساواة والتعايش يشهدها الإقليم تتساقط أمامها الفوارق بين المسلم والمسيحي أو الأيزيدي ، بين العربي والتركماني، بين الرجل والأنثي.
حالة ما كانت لتحدث لولا وجود قيادات تؤمن بالتعددية والديمقراطية على رأس السلطة بإقليم كردستان خاصة السيد نيجرفان برزاني رئيس الإقليم المحتمل ورئيس الوزراء المنتهية ولايته والذي يقود المفاوضات مع القوي والأحزاب لتشكيل حكومة معبرة عن حالة التعايش بالإقليم بما لا يخل بنتيجة الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها الحزب الديمقراطي.
يجدر بالدول العربية أو عربستان كما يسميها البعض أن تتخذ من إقليم كردستان مثل وقدوة فى التعايش السلمي بين المكونات لوقف حالة الشحن الطائفي والمذهبي بين مواطنيها فضلا عن فكرة المشاركة السياسية للمراة التي تجعل منها رئيسة للبرلمان دون أن يتحدث أحد عن أهليتها لذلك من عدمه خاصة أن كانت تحمل الدكتوراة فى القانون والتشريع مثل فالا فريد المرأة الحديدية الجديدة بكردستان.