• Friday, 22 November 2024
logo

البارزاني . و الزيارة التي ستغير كل شيء!!

البارزاني . و الزيارة التي ستغير كل شيء!!
في يوم الخميس المصادف 22-11-2018 زارة الرئيس مسعود البارزاني بغداد بعد اخر زيارة لسيادته لها قبل اكثر من سنتين و تحديدا في ايلول عام 2016 و هنا لن نتطرق الى كيفية استقباله من قبل قادة و زعماء العراق و الزخم الكبير و الاهتمام البالغ لوسائل الاعلام لهذه الزيارة من الناحية السياسية و انما سنحاول التركيز على ثلالث توجهات مهمة جدا تخص العراق و الاقليم و الدول الاقليمية و الاجندات الدولية من هذه الزيارة و ماستؤل اليها النتائج و اللقائات و الاجتماعات التي اجريت في بغداد و النجف.
الاتجاه الاول .
بغداد كانت بأمس الحاجة لهذه الزيارة ولتواجد البارزاني فيها و خاصة شخص رئيس الوزراء السيد عادل عبدالمهدي كونه لايمتلك اي كتلة نيابية في البرلمان لتدافع عنة و عن برنامجه الحكومي و لايمتلك اي حزب سياسي كي تصنع له راي عام و تدافع عنه لذا فهو اكثر الاشخاص احتياجا لدعم الرئيس بارزاني و كذلك تفاقم المشاكل بين الاحزاب و الكتل الشيعية بسبب الصراع على المناصب المهمة في الكابينة الجديدة للحكومة هذا لو علمنا ان هناك تيار شيعي تحاول جاهدا التقرب من العمق العربي و التخلص من الهيمنة الايرانية و تيار اخر تنفذ اجندات ايران و مدعومة من قبلها و تمتلك قوات مسلحة المتمثلة بفصائل الحشد الشعبي و هذا ماعقدت الامور اكثر و اكثر و خاصة بعد العقوبات الامريكية على ايران. و كانوا بحاجة لمبادرة من البارزاني لضبط الوضع و حسم الملفات و الاسراع في اكمال الكابينة الحكومية و تعيين وزراء للوزارات الشاغرة. هذه من جهة من جهة اخرى مشاكل السنة و ظهورداعش مجددا في مناطقهم المنكوبة اصلا و اندثارهم بين التوجهات السياسية في المنطقة كانوا ينتظرون هكذا زيارة من الرئيس البارزاني بفارغ الصبر لدعم مطالبهم و تخفيف التوتر السياسي بينهم و بين الشيعة و الاطراف الاخرى.
و الملفات الاهم التي بحث في هذه الزيارة كانت ملف الميزانية و حصة الاقليم فيها و استحقاق الكورد في المناصب الحكومية و موضوع المناطق المادة 140 من الدستور و كيفية اعادة الوضع في هذه المناطق الى ماقبل احداث 16 اكتوبر وادارتها مجددا . و يبدوا ان بغداد قد فهمت اخيرا مدى خطورة الوضع و هي الان بحاجة الى دعم الاقليم لها و يعلمون جيدا كوردستان باتت اقوى من قبل و تمتلك اوراق ضغط كثيرة اهمها ورقة الاستقلال الاقتصادي للاقليم و موضوع النفط و الغاز و انبوب نفط كوردستان الى جانب الورقة الاقوى و التي هي نتائج الاستفتاء فان لم تستجيب القوى السياسية في العراق و خاصة الشيعية منها لهذه المطاليب و التي هي دستورية في الاساس و حل المشاكل فسيتحملون المسؤلية الكاملة لماسيحصل في العراق في المستقبل القريب لان زيارة الرئيس البارزاني كانت لاثبات حسن النية و المبادرة لحل المشاكل و كسر حائط الجمود و الحساسية بين الاقليم و بغداد.
الاتجاه الثاني .
لعل الاقليم هو الاخر كان بحاجة كبيرة لمثل هذه الزيارة لفتح المجال امام الحكومة القادمة التي ستشكل في الاقليم من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني للدخول في مفاوضات جادة و بناءة مع حكومة المركز لحل المشاكل العالقة المتراكمة منذ فترة ليست بالقليلة .و هذه الزيارة كانت ضرورية جدا لاعادة الثقة و الامل الى المواطن الكوردي و خلق التفائل في داخله لما سيؤل اليه النتائج من هذه الزيارة رغم ان الرئيس بارزاني بعد رجوعه من هذه الجولة صرح في خطاب تلفزيوني في يوم الاربعاء المصادف 28-11-2018 انه لايستطيع اعطاء الضمان للشعب الكوردي لحل المشاكل مع بغداد ولكن صرح بانه متفائل و يثق بشخص رئيس الوزراء والذي هو عادلعبدالمهدي.بضمان تنفيذ الدستور و حل المشاكل !! بعد اربع سنوات التي قضاء الفرد الكوردستاني من ازمة مالية و حرب داعش و السياسة العدائية لبغداد تجاه الاقليم و الاعداد الكبيرة للنازحين في كوردستان و خيانة 16 اوكتوبر و الحرب مع الحشد الشعبي كلها كانت عوامل كارثية على الفرد الكوردستاني و هكذا زيارة في هكذا توقيت من شخص كالبارزاني كان لها مردود ايجابي جدا على اعادة الثقة و التفائل لديهم. هذا ناهيك ان هذه الزيارة وضعت حدا لبعض الاطراف السياسية التي تثير المشاكل بين الاقليم و بغداد و ابطلت كل محاولات ذلك الاطراف و الاجندات للقيام بخيانة اخرى او جر الاقليم الى ازمات اخرى مفتعلة و اصبح الشعب الكوردستاني على دراية تامة بما يجري من احداث و من يعمل من اجل مصلحة كوردستان و من يخلق الفتن و يحيك المؤامرات من اجل مصالحه فقط . و يجب ان لا ننسى ان جل مشاكل كوردستان مصدرها بغداد فعندما تكون بغداد قوية تحاول جاهدا القضاء على القضية الكوردية و عندما تكون ضعيفة فالاجندات الاقليمية و الدولية تدعم بغداد و تحفزها للغرض نفسه . لذا الزيارة الاخيرة للرئيس بارزاني وضعت حدا لكل هذه الفتن و المؤامرات و ابطلت مفعولها و وضعت كوردستان في موقع اخر و اقوى و اامن.
الاتجاه الثالث.
بعد احداث 16 اكتوبر كان للاجنداة الاقليمية و الدولية اليد الطول و البارز في تلك الخيانة واستخدموا بعض الاطراف الكوردية في ذلك و كانوا قد اتفقوا على ازالة الاقليم من خارطة العراق الفيدرالي و توزيع ثروات العراق و كيفية ادارته فيما بينهم و قتل القضية الكوردية مرة اخرى بعد قيام الاقليم باستفتاء ناجح بكل المقاييس لبيان و ضمان مستقبله في المنطقة الا ان تلك الخيانة و الضغوطات و الحصار على الاقليم قد كسرها فوهات مدافع و بندقيات البيشمركة في ملاحم بردى و عوين عويز و مخمور و تلسقوف و وضعت حدا لغطرسة الحشد الشعبي كذلك السياسة التي انتهجها حكومة الاقليم في كسر الحصار الامني و السياسي و الدبلوماسي المفروض على الاقليم . و بعدها تغييرت كل المعادلات السياسية و بقي الاقليم و اصبح اقوى و لم تلغى نتائج الاستفتاء و تحول كل الضغوطات على بغداد التي لازالت تؤثر على الحراك السياسي فيه. نتائج هذه الزيارة ستظهر في المستقبل القريب و جلها ستكون في مصلحة كوردستان وان الدول الاقليمية و الاجندات الدولية ستجبر على اعادة تطبيع علاقاتها مع الاقليم و البارزاني و ستتنافس فيما بينها لارضاء البارزاني لان الرئيس قد ابطل مفعول كل العبوات السياسية التي زرعتها تلك الاجندات في العراق ضد اقليم كوردستان . بعد دخول الاستراتيجية الامريكية حيز التنفيذ ضد ايران في 4-11-2018و اعادة تصدير نفط كركوك عبر انبوب نفط اقليم كوردستان الى ميناء جيهان التركي جائت هذه الزيارة لتخلق واقعا جديدا و مغايرا كليا ليس على مستوى العراق فقط و انما على مستوى المنطقة باسرها و لاول مرة ياتي موقف امريكا و ايران متباينا تجاه حراك سياسي من هذا النوع . لذا هذه الزيارة للرئيس البارزاني تعتبر بداية مرحلة جديدة في العراق و المنطقة و نتائجها ستظهر في المستقبل القريب .
Top