انتظر العراقيون كثيرا من اجل ان يكون الغد أكثر إشراقا من الامس واليوم الذيّن اذاقا جميع من يسكن تحت سقف خيمة الوطن الويلات بسبب سياسات خاطئة لإدارة دفة الحكم في بلد يغلي على صفيح ساخن منذ أكثر من (15) عشر عاما. الإنتخابات البرلمانية التي جرت في منتصف أيار/ مايو الماضي كانت الحافلة الأخيرة في محطة الإصلاح التي ستقل العراقيين إلى بر الأمان في تجربة برلمانية رابعة بعد ثلاث لم نجنِ منها سوى تضييق حلقات الطائفية حتى عادت تداهمنا في منازلنا. بدأت العملية الاقتراعية في مسرحية شهدت الكثير من فصول الضحك على الذقون وتجاوزت عمليات الخرق حدود المألوف وصولا إلى الكشف عن عمليات تزوير ممنهجة أودت لوصول شخصيات إلى قبة البرلمان الجديد في نسخته الرابعة غير مؤهلة اي تلك الشخصيات على كافة الأصعدة وستحظى بالحصانة البرلمانية فيما ستسهم في اختيار الحكومة المرتقبة في خطوة تحدد مصير العراقيين لأربعة أعوام مقبلة . مشاورات كثيرة ولقاءات مكثفة تعقد سرا او في العلن من اجل الوصول إلى توافقات سياسية بغية امساك البرلمانيين الجدد بغايتهم الكبرى وهي خلق (الكتلة الأكبر) داخل البرلمان التي ستتولى تشكيل الحكومة وتوزيع الغنائم على مستحقيها من أجل رد جميل من أسهم في تكوينها. البرلمان هو حجر الزاوية للعملية السياسية والمراقب لأداء الحكومة بعد تفويض الشعب له، فبه ومن خلاله سيجري صناعة أدوات النجاح أو الفشل للدورة البرلمانية الجديدة. برلمان 2018 جاء يسير أعرجا كون الطريقة التي تشكل بها تشوبها الكثير من الانتقادات والملاحظات، فكيف له أن يصنع حكومة يطلب منها ان تجري بسرعة الضوء لتحقيق رغبات قرابة (40) مليون عراقي تتمثل تلك الرغبات في صناعة الأمن وتوفير الخدمات وإيجاد فرص عمل ولاننسى مكافحة الفساد واستئصاله من رحم المؤسسات الحكومية كافة؟ هذا التساؤل سيقودنا إلى اخر مفاده : كيف يستطيع هذا البرلمان مراقبة عمل حكومة ولدت من رحمه ؟ ومن باب توريث العاهات ستكون تلك الحكومة مقعدة مادام ابوها "أعرجا" فهي لا تقوى على الحراك امام طموحات من جاء بها . ومن جانب الافتراض لا التأكيد، إذا اتهم نائبُ جديد وزيرا ما بالفساد فسيكون رد ذلك الوزير للنائب "انت مُزور" عندها سيردد العراقيون مثلهم الشهير (غراب يگل لغراب وجهك اسود )