لكل منا درجة في المضمار الذي يسير فيه بحسب ما يمتلكه من ادوات تؤهله للسير في ذلك المضمار فتجعل من درجته ترتفع او تنخفض وفق امكانياته المتاحة، حتى العاهرة قد يرتفع شأنها اويقل وسط بيئتها بما تقدم او لا تقدم لتلك البيئة. ان لمعان اسم الراحلة (حسنة ملص) لم يأتي من فراغ فقد جدت واجتهدت ليكون إسمها ايقونة وتكون قدوة لكل الباحثات والباحثين عن مكانة مرموقة في هذا المستنقع . عراقيا ماتزال وريثاتها يكافحن من أجل احتلال ارفع الأماكن في عالم "العهر" فهناك الكثير من القوادين واشباههم يحاولون تسييد شذوذهم على واقع الحال وتلوييث أكبر عدد ممكن من الانقياء. ان الكثير من رجالات الطبقة الحاكمة اليوم يقيمون "ارفع" العلاقات مع بيوت الدعارة (والديسكوات) حيث يسهرون على راحة الوطن والمواطن هناك من أجل تقديم أفضل الخدمات لهذا الشعب الذي وصفه نائبُ ذات يوم بأنه (بائس) لكن تلك الكلمة أقل ما يمكن أن تقال بحقه فهو يستحق ان يوصف بالمفجوع او المنكوب او كل مايرمز للوجع والسوء فالبائس هو من إصابته بلية وها نحن العراقيون قد اصابتنا بلايا مزمنة متججدة منذ عقد ونصف . قصص واقع الحال تشير إلى امتلاك مسؤولنا لأكثر من عشيقة تنسيهم تعب نهارهم في كل ليل لتكون هذه المحطة "رفرش" لهم من أجل أن يعطونا أفضل ما لديهم وكما يقول عادل امام (نحن لازم ناخذ عشان نئدر ندي) فمن الضروري أن يأخذوا لكي "يدونا" الكثير الكثير من ما تجود به جهودهم المضنية . ان تلك العشيقات لهن كلمة مسموعة لدى عشاقهم وبأمكانهن تحريك ساكن وتسكين متحرك ورفع أقوام وخفض اخرين حيث ان طلباتهن تنفذ بكل حذافيرها وبرمشة عين، هذا الأمر لا يقتصر على نقل أو تعيين موظفين صغار في المؤسسات الحكومية بل ان طلبات بعضهن اي العشيقات تجاوزت حدود تعيين مدراء عامين وتكليف قادة عسكريين بمهام جسيمة وكأن "فروجهن" باتت مؤسسات اكاديمة تخرج نماذج فذة لعراق اليوم. ان مصائرنا باتت بيد العاهرات والقوادين الذين لديهم القدرة على اختراق المحظور في ظل وجودة مسؤولين همهم الأول هو إشباع غرائزهم بدل من إشباع جياع الوطن. ان إدارة المؤسسات الحكومية واتخاذ القرارات المفصلية لا يتم في مكاتب المسؤولين بل في الغرف الحمراء والسهر في الحانات على أنغام الموسيقى وقرع الكؤوس واحتضان الحسناوات. اذا استمرت الحالة على ماهي عليه اليوم سنجد حفيدة الراحلة حسنة ملص تعتلي سدة الحكم رئيسة للوزراء كأول امرأة تصل لهكذا منصب في البلاد وبمساعدة بنات الليل في محاولة لرد جميل الراحلة وعرفانا ووفاءً للمهنة.