• Friday, 22 November 2024
logo

روجافا وانتخابات تركيا

روجافا وانتخابات تركيا
فاجئت تركيا الجميع بإعلانها لإجراء الإنتخابات، في وقت كان الأهالي في روجافا يعيشون في قلقٍ بالغٍ خوفاً من أنّ تركيا تنفذ تهديداتها وتقتحم المناطق الكُردية في كُردستان سوريا.
تماماً مثلما حدث في عفرين.
هذا وبدأ يسود القلق لدى الجميع في ظل أن العامل الدولي لا يبدي صراحة بحماية المناطق الكُردية، ومع أنّ أمريكا ما زالت تعزز مواقعها في منبج والمناطق الأخرى إلا أن تصريحها بالإنسحاب من الشمال زادت من وطأة الخوف من الهجوم التركي ومن التحديات الاخرى التي يوجهها كرد روجافا.
في الحقيقة ربما بعض من الكُرد تنفسوا الصعداء عندما أعلن الرئيس التركي إجراء الإنتخابات (ستجرى بعد شهرين من الآن)، ولعل سبب السرور الذي طغى على مزاج البعض بأن تركيا سوف لن تهاجم المنطقة الكُردية وهي تتحضر للإنتخابات لأنّه في الإنتخابات تكون مرحلة حساسة والحفاظ على التوازن وهو أحد شروط نجاح الإنتخابات.
بيد أن البعض لم ينظر إلى المشهد هكذا ويعزون سبب استمرار خوفهم القول بأنّ الهجوم على المناطق الكُردية قد يعزز موقع العدالة والتنمية وقد تجلب صوت القوميين الأتراك ..لكن أنصار هذه الرؤية (الاخيرة) لا يقتنعون تماما بأنّه تُرى هل ستكون الحرب فعلياً أم حرب إعلامية وذلك لأجل كسب الأصوات؟
بين التوجهين يلاحظ أنّ العامل الكُردي الداخلي لم يُحسب له الحساب مع أن غالبية أصوات العدالة والتنمية من المناطق الكُردية ،وما يعني بأن الهجوم الفعلي لروجافا قد يساهم بانفجار العامل الكًردي الداخلي بوجه العدالة والتنمية وبالتالي يخسر هذا الحزب الحاكم منذ السنوات أصوات مهمة من الجيب الكردي والتي تعادل ضعفي أصوات التي سيكسبه العدالة من القوميين الأتراك .
في العموم إنّ انتخابات تركيا وتقديمها تشكل الْيَوْمَ منعطفاً كبيراً في تركيا وسيكون له انعكاسات على مجمل الوضاومن يدري ربما شعور العدالة بأنه يعيش في مرحلة عدم الأوزان وأنّ الإنتخابات ستخرج الجميع من المأزق الشعاراتي والتهجين لسائر من يعارض سياسات تركيا وأنّ الإنتخابات ربما تعيد الإعتبارلنفسها وبالتالي إن تأجيل الهجوم على روجافا هو مهم لأنّه في السياسة قد يتحول التأجيل الى إبطال القرار بعينه لأنّ المعطيات السياسية تتبدل وتتغير فكيف سيكون الوضع اذاً في ظل دولة تجري الإنتخابات الرئيسيّة.
في الحقيقة إن تراجع تركيا في الأبام الأخيرة كان واضحاً والسبب يعود الى أنّها في أزمة حقيقية مع أوربا وأيضاً مع أمريكا ولذلك فإنها قد تكون سبب اختيارها لتقديم الإنتخابات هو الهروب من الوعود في ظل دخول فرنسا بشكل قوي في الشمال!
بقي القول إن رمال الأزمة في سوريا متحركة، وعليه فإن الواقع الكُردي عليه أن يتبدل ويتغير فالصراخ الداخلي المنادي لاستفادة من تجربة عفرين يضعف الكُرد ولا يقويهم.
وحكمة المقال تفيد بأنّه"مهما كان خصمك منشغلاً فعليك الحذر، لأن الإنشغال قد يكون لأجلك"!
Top