• Friday, 22 November 2024
logo

ماذا لو إنسحبت أمريكا؟

ماذا لو إنسحبت أمريكا؟
منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي تصريحه الناري، وقوله بأن امريكا ستنسحب بأقرب فرصة من سوريا وتركها للبقية التصرف بها، فإن الأوضاع في كُردستان سوريا ليست على ما يرام.
سياسيّاً، بدأت الأحزاب تعيد النظر في حالها وحال جمهورها ومستقبلها السياسيّ لأن الإنسحاب الأمريكي يعني إنه ثمة قوى ستحل محلها، وإن هذه القوى مهما تكون سوف تغير المشهد الحزبي والسياسي، فإذا كانت تركيا فإن الأحزاب الكُردية الرئيسية ستتحول من كونها أحزاب قومية-وطنيّة تعمل منذ تأسيسها بإستقلالية القرار الداخلي الكُردي ستصبح أداة لتحقيق مصلحة القوى الحاكمة الجديدة، وبهذا المعنى فإن تاريخ أكثر من ستون عاماً تذهب صدى بلا إنتاج ملموس. وإن كانت روسيا فإن الروس ستهيئ الوضع والمناخ أن تتحول من كونها أحزاب جماهيريّة إلى أحزاب شكلية تمثيلية؛ بالمحصلة فإن الأحزاب ستُفرَغ من محتواها ومن أهداف التي نشأت لأجلها.
شعبيّاً-مجتمعيّاً، فإن الكل خائفون من عواقب الرحيل الأمريكي من منطقتهم فحيث سيواجهون تحديات العيش، وأيضاً الخوف تدك بهم لأنه ربما الوضع الجديد تمهد لأحداث حرب أهلية تصفويّة خاصة وإن ثمة الثأر الشعبي وهناك قتلى بين المجتمعات أو المكونات المجتمعية مثلاً بين العرب والكُرد وأيضاً بين العرب الكُرد والتركمان، عدا عن ذلك ستحدث النزوح واللجوء فترى شعب روجافا إلى أين ستتجه؟
فحتى لو أن تصريح ترامب قد تكون لإستهلاك المحلي له غاية داخلية أمريكية أو أنها رسالة وجهت إلى الأطراف الدوليّة والإقليمية أو للنظام السوري والإيراني، ونحن نذكر إيران فالسؤال الذي يطرح نفسه إن كانت أمريكا تنوي في إجراء أعمال عسكرية ضد إيران فكيف بها تعمل ذلك وهي تترك المجال لها في سوريا؟
في الحقيقة إن عدد من تصريحات الرئيس الأمريكي بقيت في طور التصريح، وإنه لمرات عدة صرح ولكنه لم ينفذ، إلا أنّ التصريح الأخير تصريح الإنسحاب أثار لعاب عدد من الدول أاثار الخوف لدى شعوب سوريا!
ما يثير التساؤل هو أن أمريكا تصرح بانسحابها من سوريا وأن فرنسا تدخل على الخط بشكل مباشر هل يمعنى ذلك أن فرنسا ستحل محل أمريكا وتعبر عن مصلحتها ومصلحة أمريكا في المنطقة الكُرديّة؟ أم حدث تفاهمات حول توزع الأدوار، وللذكر إن غالبية الكُرد يفضلون الوجود الفرنسي في منطقتهم لأن لفرنسا تجربة كبيرة في إدارة المناطق والشعوب في سوريا حيث من العشرينيات القرن المنصرم أو الأربعينيات كانت قد طرحت فرنسا عدد من النماذج للإدارة ، فالمنطقة الكُردية شهدت إدارات ذاتية في زمن الفرنسي بين ١٩٢٤ الى ١٩٣٢ بيد أن الحال معها لم تكتمل ومن يدري ربما الوجود الفرنسي وفي ظل تراكم المعاناة الكُردية قد يمهد للعيش السياسي والحياة الجديدة سورياًبشكل مختلف عن السابق ،
بقي القول، مهما كان صدى التصريح وتبعاته وعواقبه، فإن ما جرى كان إيذاناً معمقاً للكُرد على أن يكونوا في حالة الإستعداد لأي طارئ، بمعنى أن يكون لهم خطة "ب"؟
حكمة المقال تفيد" في السياسة كل شيء ممكن حتى لو كان الدم سبيلاً لذلك!".
Top