• Friday, 22 November 2024
logo

الانسان البدائي العاقل

الانسان البدائي العاقل
انعدام الوعي و الغاء العقل مع سبق الاصرار والترصد لاي مجتمع، یکون بسبب قمع حکوماتهم او لاسباب سیاسیة او الحروب او انعدام القانون او لاي سبب اخرکان، فهویؤدي الی العیش وفق الغریزة، دون استخدام العقل او الفهم، اي کما عاش الانسان البدائي العاقل قبل الاف السنین متبعا غریزته الذاتية ضمن قانون الطبیعة، مع اختلاف بسیط وهو اتباعه للدین دون الفهم لما یحتویه هذا الدین، بغض النظرعن ماهو دینه او لأي طائفة یعود، فیتبع هذا الانسان البدائي العاقل، المعدوم الوعي، اتباع اعمی لدینه والذي یستخدمه کمجرد وسیلة للدفاع عن ما لا یستطیع الدفاع عنه بقوة الجسد، ثم اختیار ما یناسبه من هذا الدین، لیمکنه من الاستمرار في الحیاة والتمتع به.
هذا الانسان البدائي العاقل قد قرر ان لا یستخدم عقله لمعرفته معرفة تامة، عند استخدام هذا الجزء المهم من البدن سوف یسیر به الی طریق مسدود ولا یستطیع الوصول الی مبتغاه، ولا یجني من استخدامه غير التعب النفسي و الجسدي او في بعض الاحیان یؤدي به الی الهلاك.
حیث یتوجه هذا الانسان البدائي العاقل الی حصوله علی ما یساعد علی دیمومته حسب غریزته وهي:
المآکل و المشرب
ممارسة الجنس
الترفیه
المأکل و المشرب:
فاذا قارننا هذا الذي يصعب علیه استخدام عقله او قد قرر ان لا یستخدمه او قد اجبر علی ذلك، بمجتمعات الانسان القدیمة الغیر عاقلة کنیاندرتال او الجاو، فهو شبیه بهم الی درجة کبیرة إلا في أشیاء بسیطة غیر اساسیة، واضحة انها اثار لحضارة قدیمة مضت کالمدارس و المستشفیات و ارتداء الملابس و الاکل المطبوخ.
فهو یناضل و یقاتل من اجل حصوله علی ماکله و مشربه و یاخذ اللقمة من فم الضعیف،دون اللفت لتبعیات سرقة هذه اللقمة، رغم معرفته بأن هذا الکائن الضعيف الذي امامه یحتاج کذلك لتلك اللقمة لدیمومته، ولا یبالي بموت الاخر مادام حیاته و حیاة عائلته مستمرة.
ثم اذا زاد کمیة الاکل سوف یقوم بتخزینه لئلا یستطیع تأمینه مستقبلا، رغم معرفته ان الانسان الاضعف منه لیس لدیه قوت الیوم و قد یموت جوعا.
ثم یقوم هذا الانسان البدائي العاقل برعایة صغاره وجلب قوتهم الیومي الی مغارتهم او جحورهم، حتی ان یکبروا ثم ینفصل عنهم غیر آبه بمستقبلهم او تربیتهم تربیة مثمرة یساعدهم علی التطور إلا ضمن حدود الغریزة.

ممارسة الجنس:
هذا الانسان البدائي العاقل حسب الغریزة یقوم بممارسة الجنس مع الجنس الاخر سواء کان محرما او غیر محرم، کما نسمع في الاونة الاخیرة او ما لانسمعه في الاخبار المعلنة، حیث انتشر مؤخرا الاعتداء علی المحارم او العلاقات الغیر شرعية بین الجنسین، لاجل دیمومته او متطلباته الغریزیة، دون اهتمامه بالدین الذي يدافع عن نصوصه، والتي هي في الاخریستخدمه لاجل مصلحته فقط، او القوانین و الاحکام، وهذا السلوك یؤدي الی الفساد الاخلاقي و انتشاره من السلف الی الخلف.

الترفیه:
بما ان هذا النوع من الانسان یعتبر من مجامیع الانسان العاقلة، فهو یرفه عن نفسه للهروب من مشقات الحیاة التي یسببه الانسان الواعي المستخدم لعقله من حوله، اللذین هم قلة قلیلة ویعتبرون عالة علی هذا المجتمع البدائي المعدوم الوعي، حیث یفرض هذا الواعي الذی یعتبر عالة علیهم رآیه و یطالب الاکثرية المشلولة فکریا بآستخدام عقولهم للنهوض بالمجتمع المتخلف، الغیر مفید و المدمر للاجیال و عدم الانسیاق وراء غرائزهم.
فالترفیه بالنسبة له هروب من واقع مریر لا یستطیع ان یفعل معه شئ الا باستخدام العقل المسلوب منه.
فیکون الترفیه إما علی شکل العاب القوی و تجمیل الجسد و اللعب بالکرة و اللتي هي جمیعها في الاخر لتخدیر عقولهم لا للاستفادة، او متابعة المسلسلات و ذلك للهروب من واقعهم المریر الی عالم خرافي آخر لا یفیدهم الا لسیرهم نحو الاسوأ، حیث ان العقل البشري یساعد الانسان علی تخطیه للمشاکل او التعب حتی و ان لن یستخدمه، علی سبیل المثال لا الحصر (الترفیه).

أما کیفية معرفة الانسان البدائي العاقل، یکون بالنظر الی تأریخهم و حکامهم القدامی و حکوماتهم التي حکمتهم عبر السنین، کذلك فهو واضح جدا من طریقة محادثاتهم و احادیثهم و کیفیة التعامل مع القانون و الاحکام و العلم.
ان هذا الانسان البدائي العاقل یتعلم دون معرفة استخدامه لما تعلمه، فهو لا یعرف ان یسوق في الشوارع رغم تعلمه قوانین السیاقة، اولا یمکنه ان یفرق بین السئ و الجید، فهو یعبر الشارع من مناطق الغیر مخصصة للعبور ببطئ، دون ان یتبع قوانین المرور المعروفة لدیه، لعدم امکانیته استخدام عقله، او لانعدام قانون معاقبة المخطئ، فهذه الطریقة الاسهل له لعبور الشارع.
کما یمکن ان نراه بأن یتشاجر او یرفع صوته لاتفه الاسباب و ربما تصل به الحالة الی ان یقتل دون التفکیر بالعواقب اما لعدم استخدامه العقل او معرفته التامة بمساندة افراد عائلته له رغم الخطأ الفادح الذي ارتکبه او بسبب انعدام القانون، او استخدام منصبه او نفوذ سلطته.
کما نری صغارهم لا یأبهون بالاخلاق الحمیدة و احترام الاخر و یسیرون کما اسلافهم، و الذین بدورهم غیر مهتمین بالتأثير السلبي علی نسلهم بل و یتاعبون فساد صغارهم وهم سعداء، لیس لانهم یریدون ذلك بل لانهم غير واعين بما یجري حولهم.
ولکن ما هو الحل؟ و کیف یمکننا تفادي هذه الحالة ؟
انها حالة فتاکة ان لم تعالج، فهي اذا ترسخت في ایة مجتمع فیجب ان تقرأ علیه السلام.
انها انهیار المجتمع و اندثار تأریخهم و تحطیم مستقبلهم و محوهم من الوجود مع الزمن، حیث ان قانون الطبیعة یرمي بتلك المجتمعات الی خارج نطاقه کما فعلت من قبل.
و اترك حل هذه المشکلة لاصحاب الاختصاص.....
Top