ماذا بعد سقوط عفرين؟
وهناك من يرى بأن عواقب سقوط عفرين ستكون وخيمة، وستنعكس سلباً على مستقبل الكُرد بشكل عام وهذا ما يشير إليه الأتراك ليلاً نهاراً. منذ اليوم الأول من الهجوم كان واضحاً خذلان المجتمع الدولي، والدول التي طلبت من تركيا "ضبط النفس" كأمريكا وفرنسا ما كان لتقول لو كانت واثقة من رضا الرأي العام في البلدين لاقدام تركيا على هجوم على عفرين، والا ما كانت تقول ذلك أيضاً. مع انّ كان على الكُرد التفكير العميق بمقولة " ضبط النفس" كان عليهم من عليه ممارسة ضبط النفس، الأتراك أم الأكراد. من يهدد منْ؟ الكل تواطأ لصالح تركيا، مع انّ الأخيرة لا تقصر بحق الكل.
في كل خطاب يهدد مسؤولون الأتراك المسؤولين في أوربا، ويجاكرون أمريكا في تعميق علاقاتها مع روسيا، وتشتري السلاح على حساب كل حلفائها في ال"نيتو"، بمعنى ان تركيا هي التي تفرض أمراً واقعاً وليس غيرها خاصة في لعبتها في شمال سوريا.
ملحوظة: كان من الأفضل أن نترك الحديث عن الرأي العام الغربي، فهو لم يبال ما يحدث في مناطقنا كما لا يبالي مسؤولون الرسميون الغرب بأهميّة الرأي العام لديهم. القصة كما يبدو لا تنتهي عند عفرين، وبمعزل عن خطابات أردوغان عن تأديب الكُرد، وأشار أكثر من مرة إلى ان كيف أفشل "الاستفتاء" فانّ تركيا بالفعل تريد أن تقضي على دور الكُرد نهائياً، الأمر لا يتعلق بالوجود الكُردي المسلّح، فهذه كذبة كبرى، فالكُرد لا يهددون الأتراك وليس بمقدرتهم استفزاز تركيا على الأقل تحسباً لرد فعل الامريكي الذي يتواجد معهم في كل حدب وصوب!
وزير الخارجيّة التركيّة يتحدث عن اتفاق بينهم وبين الامريكان، وقبل ذلك تحدث عن موعد انتهاء عمليّة غصن الزيتون، وقال بأن عند حلول أيار ستنتهي "غصن الزيتون" وهذا يعني انّ الاتراك لا يقفون في حدود عفرين. وفي وقت لم نسمع رد فعل أمريكي على تصريح الوزير التركي والذي أشّر إلي تأسيس اللجان الفنيّة بين واشنطن وأنقرة على "الاستقرار" في منبج والقامشلي وكوباني وتل أبيض، فانّ مستقبل الكُرد يوضَعْ على صفيح من النار. والحق ان لسقوط عفرين عواقب وخيمة، في ظل وضع دولي متواطئ مع الرغبات التركيّة، وتبيّن حتى ان النظام ليس لديه ارادة الاتفاق مع متواطئ ربما قبل أي طرف آخر، وان اتفقوا معه فانه لا ينفع بشيء، ولعل الاتفاق الذي حصل قبل ايام دليل كاف على انّ النظام ليس لديه استعداد للدفاع عن الكرد أو غير الكُرد بقدر من انه شغوف بالحفاظ على نفسه!
بقي القول، ان مستقبلاً مجهولاً يواجهه الكُرد في هذه الأيام، وان اتخاذ أي خطوة يجب أن تكون حذرة ومحسوبة لكل العواقب، ليس لأجل شيء انما لأجل ان كان قد خسرنا المكاسب أن لا نخسر الوجود وخاصة ان عصار تغيير وجه مناطقنا سكانياً يرفعه المسؤولون الاتراك في كل لحظة. ماذا يعني اسكان ٣ ونصف ملايين سوري في عفرين!! وحكمة المقال تفيد بأنه" ما من صديق للكُرد، وحتى انّ الكُرد ليسوا أصدقاء بعضهم البعض"!