• Friday, 22 November 2024
logo

مؤتمر ميونخ 2018 و المشاركة المثالية للكورد فيها .

مؤتمر ميونخ 2018 و المشاركة المثالية للكورد فيها .
في دورته الرابعة و الخمسين بدأ مؤتمر ميونيخ للامن اعماله تحت عنوان (الى حافة الهاوية – والعودة) و بمشاركة اكثر 21 رئيس دولة و حكومة و 80 وزير خارجية و وزير دفاع و بمشاركة اكثر من 600 اكاديمي و متخصصين و منظمات المجتمع المدني ويأتي مشاركة الكورد فيها على اعلى مستوى و مثالي بمشاركة رئيس الحكومة السيد نيجيرفان البارزاني و مستشار مجلس الامن لاقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني و هذه هي المرة الاولى الذي يشارك فيها الكورد في مؤتمر بوفد رفيع المستوى كالذي يشارك الان في مؤتمر ميونيخ و هنا يظهر مدى قوة المؤتمر الذي يشارك فيه اغلب القوى المضادة و المتحالفة و خاصة في ظل الصراعات الحالية التي يعاني منها العالم بشكل عام و منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص.
تاريخ المؤتمر يعود الى عام 1963 وكان اسم المؤتمر في بادأ الامر مؤتمر ( الدبابات و الصواريخ المضادة) و مؤسسه هما الناشر الالماني (ايفالد فون كلايست) و هو كان احد اكبر المعارضين لسياسات هتلر و الفيزيائي ( ادوارد تيلر) المجري ذو الاصول اليهودية الذي اصبح من رواد صناعة القنبلة الهدروجينية في الولايات المتحدة الامريكية و بعدها بسنوات عدة قام المؤتمر بتغيير اسمه الى ( مؤتمر العلوم العسكرية) و تم تغيير اسمه ايضا الى ( المؤتمر الدولي للعلوم الدفاعية ) ليسمي بعد ذلك بمؤتمر ( ميونيخ للامن ) و تتوسع اجندة اعماله.
اجندة مؤتمر ميونيخ لهذا العام و نقاشاته تتمحور حول (التطورات الجارية في سوريا و ازمة الخليج و علاقات الاتحاد الاوربي مع كل من روسيا و الولايات المتحدة الامريكية و برنامج كوريا الشمالية النووي فضلا عن ملامح سياسات الدفاعية لامريكا في المستقبل و ملفات اخرى كثيرة كالارهاب الالكتروني و موضوع شبه جزيرة القرم بين اوربا و روسيا و التنظيمات الارهابية وغيرها من ملفات ) .
يبدوا واضحا من عنوان المؤتمر (الى حافة الهاوية – و العودة ) ان النظام العالمي و مقررات المجتمع الدولي اصبحت على حافة الهاوية بسبب الصراعات الدائرة و التجاذبات الاقليمية و الدولية لها خاصة الصراعات الدائرة في منطقة الشرق الاوسط و التهديدات المستمرة بين الدول التي تمتلك السلاح النووي ككوريا الشمالية و انتشار التنظيمات الارهابية بشكل خطير خاصة في افغانستان و ليبيا و الفليبين فضلا عن العراق و سوريا و اليمن و مناطق شبه جزيرة سيناء في مصر و الاعداد الهائلة للنازحين و المهاجرين الذين ارهقوا كاهل منظمة الامم المتحدة و لم تعود باستطاعتها تحمل اعباء اخرى لذا جل نقاشات المؤتمر و اعماله ستتمحور حول وقف اطلاق النار و خلق جو لمنع الهجرة و النزوح من مناطق الصراع و الوصول الى تفاهمات مشتركة و بعدها لتتحول الى اتفاقات و منع الصدامات الدولية و النووية بين الدول العظمى ولكن هل يستطيع المؤتمر الوصول الى هكذا نتائج في ظل ماوصل الية الاوضاع لاعلى درجات الخطورة و العودة بالنظام الدولي الى سكته الصحيحة ام ستقع في الهاوية ؟؟ هذا هو المغزى من عنوان المؤتمر والذي يبدوا انها ستقع في الهاوية في ظل هذه المؤشرات و المعطيات .
يأتي مشاركة وفد اقليم كوردستان الرفيع المستوى و المثالي في هذه الدورة من المؤتمر بقرائتهم المميزة لاجندات المؤتمر و استعداهم لها بشكل ممتازو مايعانية النظام الدولي من مشاكل و صراعات و مصير منطقة شرق الاوسط في ظل تلك الصراعات و قسمت ملفاته مابين سياسية و اقتصادية ليتحرك بها رئيس الحكومة السيد نيجيرفان بارزاني و بين ملفات امنية و عسكرية ليتحرك بها مستشار مجلس الامني لاقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني والكل الجهود ستنصب في اعادة وضع قدم اقليم كوردستان في المعادلات الدولية و حجز موقعه فيها بعد ان اضعفته احداث 16 اكتوبر من العام الماضي و كان اقليم كوردستان قاب قوسين او ادنى من الزوال لولا السياسات الحكيمة التي تبناها حكومة كوردستان و قيادة الاقليم من صد هجمات الحشد في كل من منطقة سحيلا و بردى و محمودية و مخمور و زومار و تلسقوف و تجنب الصراع المسلح مع بغداد و ادارة الازمات بشكل سلس و سياسي كبير ليوضع بغداد في موقف دولي محرج للغاية بعد ان فرضت على الشعب الكوردي سلسلة من الاجراءات القمعية و الطائيفية و وضعته في عزلة تامة و قطعت عنة كل سبل التواصل و استمر في قطع الميزانية و الرواتب عن الاقليم ويبدوا ان هذا المؤتمر سيكون الفرصة الاخيرة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يشارك هو ايضا في المؤتمر للجلوس على طاولة الحوار و اجراء المفاوضات و حل المشاكل وفق الدستور مع كوردستان او ستضطر المجتمع الدولي الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي اجراه اقليم كوردستان في 25-9-2017 و ستفرض نتائجه على بغداد . و هذا هو سر المشاركة المثالية لوفد كوردستان في مؤتمر ميونيخ.
Top