• Friday, 22 November 2024
logo

عفرين المحطة الاخيرة من الكارثة

عفرين المحطة الاخيرة من الكارثة
ما كنا نخاف منه أصبح واقعاً، عفرين شهدت القصف الجوي وكانت نتيجة القصف في الساعة الأولى ٢٥ جريحاً، وحالات الفزع من قبل الناس والادنات من قبل الشباب وبعض من الأحزاب.
قال خارجية تركيا بأن القصف تم بعلم النظام السوري، في لحظة القصف على عفرين سيطر النظام على مطار ابو الظهور في ريف ادلب. السوريون يتركون أرضهم لارضاء حبيبهم الاقليمي. هكذا السوريون دائما في خدمة الحبيب. ليست هنا المشكلة! المشكلة الأساسية هو رضا المجتمع الدوليّ على اقتحام أو هجوم أو قصف أو اثارة الحرب في مدينة طالما حافظت على نفسها صفة مدينة السلام. ثلاثمائة عربي من ريف ادلب وحلب يعيشون الان في عفرين-كُرداغ- ويقدم لهم الخدمات والمعونات وافساح امامهم للانخراط في كل المجالات الصناعة والتجارة الخ.
وبينما كان الحلم ان كرداغ ستصبح مربط استراتيجي لابناء جلدتهم بحكم موقعها الاستراتيجي اللصيق لسلسلة الجبل الامانوس والذيب يطل على البحر الابيض يخسر الكرد الحلم ويعيشون في حالات الفزع. زمن سيء يمر على الكرد في هذه الايام مثل الازمان الاخرى مرت على الكرد.
الامريكان وهم محل الرهان الكبير لم ينطقوا بعد ما ينتظره الكرد وربما الكل. وليس صحيحا ان عفرين لا تقع من ضمن الاهتمام الامريكي أو انها ليست مدينة يمكن الركن عليها لمحاربة الارهاب.. كرداغ هي محل الاهتمام الامريكي وعندما هددوا الامريكان جبهة نصرة في ادلب هددوا لانهم متواجدين في عفرين او ان الكرد وهم حلفاد الاستراتيجيين لأي جهة من جبهة مكافحة الارهاب هناك . من يدري ربما الموقف الذي يجب اتخاذه لم ينضج بعد. ودائما الامريكان يركزون على مفصليّة " اللعبة الاخيرة" سواء اكان اللعبة مع خصومهم أو مع حلفائهم. في طيلة العذاب البوسني الكل قالوا عن الامريكان بانهم باردون وغير متحمسون وان الصرب كذا وكذا بينما في في مشوار اللعبة الاخيرة فاز خيار الامريكي على كل من زاودها في الدفاع عن الضحايا في بوسنة.
استطراداً..عفرين هي الان تعيش في لحظات حرجة، ولا يمكن الخوف عليها بشكل كلي بحكم جغرافيتها وامكانية المقاومة من خلال " حرب الانصار" اي جبال عصيّ وان اهلها فق يستطيعون المشي في كثير من الجبال وحتى السهول الان الواقع الكردي هو الاكثر احراجاً، التشرزم سيد الموقف. وصدور بيانات في لحظة سيلان الدم لا ينفع والبكاء على الاطلال يزيد من الاحباط
من خلال ضربات الاولى من قبل الجيش التركي الجويّ ان استهدام شمل كل محيط عفرين وضربتين بقرب من المركز ما يعني حسب استراتيجة الفهم العسكري ان لاتراك يريدون في الخطة الاولى خلق حالات الفزع وثم استنزاف وثم كسر شوكة الاطراف وثم الدخول البطيء للمركز وتاليا احكام بشكل تام على على المقدرات ما يضعنا امام تصورات:
ان المشوار طويل وفي اي مشوار طويل يمكن العمل على كثير من الاشياء
ان هذا التدخل التدرجي له تبعات قد تنعكس سلباً على تركيا نفسها لان في ذلك يفسح الوقت امام انضاج النمواقف وثم مع تفاقم الازمات الانسانيّة قد يخرج موقف اللعبة الاخيرة
هلاك الناس ربما يصبح سببا لتضييق الخلاف الكردي
بقي القول ان للكرد مشاوير طويلة وللاسف ان اي مشوار كردي له اثمان الكثير منها باهظة. الضحايا، الاحباط والخسارات الاستراتيجية لكنهم لا يقعون في نهاية المطاف انهم يحيون على احباطهم المقيت!
وحكمة المقال تفيد بانه "ليس هناك كرديّ وقع من صيت الرصاص "!!
Top