كُرداغ مرة أخرى!
ومنذ أسبوع أستطاعت تركيا أن تجمع ١٥ ألف عسكري مدججين بالسلاح الثقيل وعدد من المشافي المتنقلة عدا قوات المعارضة المدعومة من تركيا، وكان الحدث الأخير هو تقوم تركيا بتركيب أجهزة مراقبة على عدد من المواقع تحيط هذه المنطقةوالتي تعرف بأنها منطقة ذات غالبية الكرديّة أي بنسبة ٩٨ بالمائة من الكُرد.
وما أن يلقي مسؤول تركي خطاب أو تصريح اعلاميّ حتى يذكر عفرين، ولعل مسألة عفرين عدا إنها تستحوذ كل الاهتمام التركيّ فان التهديدات المسؤوليين أشد قوة من كل القال والقيل.
ومن الغرابة بمكان انّ الروس وحتى النظام لم يعلنا موقفهما الصريح من هذا التطور على محيط كُرداغ ما يثير المخاوف جمّة لدى الأهالي بالرغم من انهم يمارسون حياتهم الطبيعيّة في مدينتهم التي طالما بقيت آمنة وملاذاً لعشرات الالاف من النازحينمن حلب وريفها وحتى من إدلب.
يُحكى انّ النظام يريد أن تجازف تركيا وتدخل عفرين وذلك لأمريين:
اولاً- يريد النظام ان تصبح عفرين سببا جديّا لافتعال المشكل بين تركيا والجانب الدوليّ وذلك لأن الجانب الدولي لم تدرج في روزنامها محاربة أي طرف غير الطرف الارهابي في سوريا ولعل قائمة الامم المتحدة للارهابيين في سوريا تشمل جبهةنصرة وداعش وأشبههمها ولا علاقة الكرد بكل هذه القائمة ما يعني ان دخول تركيا في عفرين وهي مدينة مسالمة لا تهدد تركيا فعليّا غير ان المقاتلون هم من العمال الكردستاني يشكل خرقا فاضحاً بنسبة للقانون الدولي.
ثانيًا: ان دخول تركيا في عفرين بنظر النظام وغيره يعني ان تركيا تثير مشكلة عويصة على مسألة تواجدها في الاراضي السوريّة حيث عفرين ستشكل نقطة الخلل في انتشار التركي في شمال سوري بشكل عامل، ما يريد النظام هو افلاس تركيا وذلكليس بادواته لان بادواته قد سيكون مكلفاً بنسبة لحليفتها روسيا انما بادوات الكرديّة والتي ستتخذ مشروعيّة محاربة الاتراك بحجة المقاومة وهذه الحجة لها مشروعيتها وتكسب عطفاً سياسياً دوليّا أيضاً.
بين الأمرين ثمّة القول بأن روسيا لحد الأآن لم تعطي لتركيا ضوءا أخضر بقدر من انها عهدت أمام الوفد من ب ي د في الشهر الاخير بأن عفرين ستكون آمنة وان روسيا تدعم التواجد الكُردي في عفرين فضلا ان ممثلوا عفرين سيكونون مدعويين إلىمؤتمر سوتشي والذي من المزمع عقده في شباط.
ولا نستغرب وفي حين كان يُقال بان عفرين هي من نصيب روسيا ومنطقة شرق الفرات من نصيب أمريكا فان التقارير تحدثت عن وجود خطة امريكيّة من عشر نقاط لاعمار وبناء شمال شرق سوريا وتشمل شرق الفرات مضافا اليه منبج وعفرين وانالامريكان سيرسلون عناصر دبلوماسية ومدنية والمنظمات لاجل بدأ بعملية اعادة اعمار المنطقة، وبالفعل وفي لحظة كتابة المقال حيث يتواجد بعثة مدنية ودبلوماسية امريكية في كوباني والتقت مع مسووليية من ب ي د وقوات سوريا الديمقراطية توازيّامع زمن القصف التركي لمنطقة جنوب وجتوب غرب عفرين.
كُرداغ في لحظة حرجة بينما الامريكان يعززون تواجدهم بالصبر فيما تركيا تقول سترى امريكا ماذا ستفعل في شمال سوريا.. ملفات تتجه على نحو أكثر تعقيداً لكن الصبر الكرديّ لمواجهة الخصوم كفيل بتجاوز المحنة مثلما تجاوز الكرد كل المحن فقطبصبرهم وتحملهم للمقاومة!
وحكمة المقال تفيد بأن" لا خوف على الكردي ان واجههم عدو لهم لأن الكرد يعرفونهم حتى وان كان العدو يدخل من نافذتهم في الظلام الحالك!".
•