• Friday, 22 November 2024
logo

لماذا امريكا باردة بخصوص سوتشي وجنيف؟

لماذا امريكا باردة بخصوص سوتشي وجنيف؟
لوحظ في السنة الأخيرة، وحتى الآن، على إن الامريكان لا يعيرون الاهتمام الكافي لمسار جنيف، وحتى انهم يهملون إلى حد بعيد آستانة، -حيث تجر ي مباحثات بين المعارضة السورية والنظام وبمراقبة ورعاية روسيا وتركيا وإيران من الجانب الأمني-العسكري، وأحدثت لقاءات آستانة تطورات أمنية كبيرة وضاقت مساحة العراك إلى حد كبير بين المتعاركيين من النظام وحلفائه والمعارضة وداعمتها تركيا- ولا نستغرب بأن الامريكان يهملون كما آستانة سوتشي أيضاً.
وسوتشي هو محل لعقد مؤتمر الحوار بين السوريين والذي سيعقد في آواخر الشهر الجاري، وسبق شهد هذا المنتجع لقاءات بين رؤساء الراعيين لاستانة تركيا، إيران، وروسيا، ويقال بانهم -أي الرؤساء- اتفقوا على عقد هذا اللقاد الكبير والذي سيحضر من السوريين أكثر من ١٧٠٠ شخص من المعارضة والنظام وحتى الكرد .
قبل دخول في مفاصل ما قيل وقال عن سوتشي وكيف انه ييكون منصة لشرعنة النظام السوري واحيائه من جديد، وكيف انه تحول من كونه مؤتمر لشعوب سوريا إلى مؤتمر "الحوار الوطني السوريّ" فان دور الدول الاقليميّة واضحة في مسار سوتشي؛ ومن الغرابة بمكان أن تقبل روسيا مقترح الاتراك والايرانيين بقفز على واقعية تواجد أكثر من شعب في سوريا والقبول باختزال الكل في سوريا ظاهرة والعرب السوريين باطنة فضلاً عن تدخل هذه الدول الاقليمية في من عليه الحضور ومن لا يحضر!
ولكن ليس هذا السبب في برودة الحماس الامريكي تجاه سوتشي، وحتى لقاءات جنيف بالرغم من اهميته ودور الامم المتحدة لرعاية الحوار؛ ويبدو ان هناك أسباب مباشرة وغير مباشرة وراء موضوع برودة ازمريكان!
مباشرة: يُحكى بان الامريكان هم على الخلاف مع كل الدول الراعية لآستانة وتالياً سوتشي، بمعنى ان الامريكان لم يتفقوا مع أي طرف اقليمي حول مستقبل سوريا، وفوق كل ذلك يقال ان الامريكان في اولوياتهم يندرج ملف الارهاب وخاصة قضية داعش ما يشير الى ان قضية تصالح بين المعارضة والنظام من قضايا ثانوية أمام ازالة داعش من المشهد السوري وايضاً جبهة نصرة والجند الاقصى وكتيبة خراسان، وبرأي الامريكان بان الذي أجلب الويلات للسوريين والعالم ليس هو الخلاف او النزاع المسلح النظام والمعارضة بقدر من ان الخطر الاداهم هم من المتطرفيين داعش ونصرة والاقصى وغيرهم . هذه التنظيمات التي اتخذت من أرض الصراع في سوريا وأرهب السوريين والعالم ما يضع الجميع أمام جملة من المهمات هو كيفية قضاء على الارهاب ومصدره وتضييق مساحة التفريخ من جديد!
غير مباشرة: يشير عدد من المتابعيين إلي قضية وضع الادارة الامريكية والخلافات بين مؤسساتها الامنية والعسكرية وبين الرئاسة ما يعزلهم عن التطورات السورية التحاورية والحامية مضاف اليه عامل آخر وهو ان الامريكان لا يرون مثلما نرى نحن على ان روسيا ان ظهرت على السطح وتمسكت بزمام كل الامور يعني ان سوريا أصبحت لها. الامريكان يرون غير ذلك حيث حضور الروسي في سوريا سوف لا يتكثف أكثر من زمن حافظ الاسد حيث الروس والاسد كانا حليفين ولم يزاحم على هذا الحلف أي طرف اقليمي على غير ما نشهده الآن حيث إيران في صلب الموضوع وتزاحم ليس روسيا فحسب انما كل الاطراف. وبالرغم من ضخامة الحضور الروسي في ذاك الوقت استطاعت امريكا ان تنتزع من حافظ الاسد ولاحقا بشار الاسد اتفاقيات امنية لها اهمية جدا كبيرة على مستوى الامني، فكيف اذاً الحال مع روسيا الذي يزاحمها إيران في النفوذ حتى مستوى قصر الرئاسة وقراره ما يثير الانتباه ان الامريكان لا يخافون من نفوذهم ان كانت روسيا قوية أو في حالة الضعف!!
وهناك نظرية بين السببين وهو ان الامريكان لا يرى ان سوتشي يهمهم لكون ان سوتشي هو صحيح حوار السوري بشكل عام لكنه محصور بين النظام وتالمعارضة انما هي تفرض وجودها على فوق ٣٠ بالمائة من المساحة السورية وتتواجد في حدود أربع دول كردستان والعراق، الاردن، اسرائيل، وأخيراً تركيا ما يعني ان مصير سوريا يحددها الامريكان وليس أي طرف آخر ، انما روسيا يحدد مصير بشار الاسد وليس سوريا!!
بقي القول إن الامريكان يكثفون حضورهم بشكل أكثر قوة فهم وفي وقت كان فقط العسكر يتواجد في مناطق سوريا زاد من الوجود ووزعوا السياسيين والمستشاريين والدبلوماسيين على طول مساحة روجافا وشمال وشمال شرق سوريا، وان برودة امريكان مصدره انهم ياواجدون على الارض كما لو انهم في واشنطن ولماذا الجعجعة إذاً!؟
حكمة المقال تفيد" الوجود لا يعني دائما أن تكون بيّناً، حيث قوة الشيطان تكمن في عدم رؤيته!!".
Top