سوتشي وتهديدات بشار الأسد وحال الكرد
في سوتشي وبينما كان هناك رغبة روسية في إحضار الكرد وخاصة (ب ي د) في سوتشي إلى درجة تم دعوة (ب ي د) في وقت سابق إلا انّ تغيير الوضع الآن، حيث انّ تركيا اعلنت بأنها رشحت بعض الأسماء الكرديّة من قبلها وترفض حضور (ب ي د) في وقت انّ روسيا لم تبدي برأيها بعد ولم تقل ان كانت توافق على رأي تركيا أم ترفضها في وضع لم يعرف (ب ي د) ان كان سيحضر أم لا.
سبق ونشر الخبر بأن روسيا سترسل الدعوات بأسماء الشخصيات أو أسماء ممثلو بلديات في روجافا وذلك درءاً للحساسيّة التركيّة وهؤلاء الممثلون هم نفسهم من جماعة (ب ي د) وتم تصديق هذا الخبر لأن روسيا تريد أن تبلور مسألة البلديّات بالأصل وانّ مسودة الدستور الذي قدمها قبل أكثر من عام تشير إلى إعطاء أهمية للبلديّات على حساب الفئات المجتمعيّة قومية أكانت أم طائفيّة وإن روسيا ترغب بشكل من الأشكال أن تحرر سوريا من عبئ المشاكل القوميّة والطائفية حتى تتمكن لبلورة الحل السهل في المسألة السوريّة، وهذا ينسجم إلى حد بعيد مع نهج (ب ي د) والذي يعمل منذ السنين على "الأمة الديمقراطيّة" وهو مفهوم الذي يؤسس لجمع الفئات المجتمعيّة من الخلفيّات المختلفة في بوتقة الجغرافيّة تسمى مجازا أو غيرذلك بـ"الأمة الديمقراطيّة"!
بيد أن هذا المفهوم المجتمعي غير القوميّ لم يسد الطريق أمام أي الطرف الذي يُنظر إلى (ب ي د) على أنه تيار قوميّ وما فوق وطنيّ في لحظة ان الأخير لا يترك فرصة على أنه فصيل ديمقراطيّ مجتمعيّ وان فيدراليّة الشمال وتغيير أسماء الأقاليم مندلالته القوميّة إلى أسماء تحمل دلالة جغرافيّة ما يعني إن وجود الاإدارة في الخط الشماليّ وشمال الشرقي من سوريا تعبّر عن الحالة المجتمعيّة الجامعة أي الكرد والعرب والسريان والأرمن والتركمان!
ولعل تهديد بشار الأسد للكرد وأعتبرهم كخونة لأنهم يتعاملون مع الأمريكان، مؤشر على ان الاستبداد لا يرفض مشاريع قوميّة في روجافا فحسب إنما يرفض أيضاً مشاريع مجتمعيّة كمشروع (ب ي د)!
استطراداً.. إن الكرد الآن في وضع صعب، وبينما تدخل الحالة السوريّة إلى مرحلة الأخيرة من الصراع الدمويّ ودخول إلى مرحلة السياسة والتحاور والمفاوضات تطل الخلاف الكردي برأسها من بين المشهد السياسيّ السوريّ. ويبدو إن الخلاف الكرديّ الكرديّ أكثر وطأةً من الخلاف الطائفي والمصلحيّ بين تركيا وإيران وأيضاً بين إيران والعرب وتركيا والعرب، ففي حين يتفق الكل على الكرد يختلف الكرد مع ان الكرد هم طلاب الحقوق وانّ الرحلة الحاليّة هي مرحلة مطالبة بالحقوق!
وفي لحظة إن المعلومات تشير إلى حضور ٢٧ كرديّا من السياسيين والمثقفيين وموظفوا البلديّات ونشطاء المجتمع المدني لم يفكر المكون السياسيّ الكرديّ عقد مؤتمر عام وليكن الدعوة مرة الأخرة من قبل الرئيس البارزاني أو يتم اللقاء في هوليروليكن الاتفاقات السابقة كمحاور للنقاش وذلك لتحقيق غايتين:
الأول: تقديم صورة المسؤولة عن أنفسهم أمام الرأي العام الغربي والمحلي الشعبيّ وهذا سيكون له وقع ايجابي لدى الشارع الكرديّ.
الثاني: ان وحدة الكرد تحسن من آداء الكرد على مستوى العملياتي النضالي من جهة، وقد يكون أحد العوامل الرادعة لبشار الأسد وغيره لأن الخصوم عادة يفوزون في حالة الشقاق أو الفرقة.
وبين الغايتين ان الكرد أمام استحقاق وحدة الخطاب والرسالة وهو ما يضع الجميع أمام المسؤوليّة التاريخيّة؛ وكما يعلم الجميع إنّ التاريخ لا يرحم!
وحكمة المقال تفيد إنه "ما من قوى سياسيّة أكانت أو عسكريّة تحقق النصر ان لم تكن أدائها منسجماً مع تطلعات ناسها"!