بين جنيف وسوتشي
-النظام لا يأبه بشيء غير سوتشي، بمعنى انه يراهن فقط على مخرجات لقاء سوتشي الذي سينعقد في فبراير المقبل؛ وقدلا يكون السبب هو فقط ان الروس يرعون هذا اللقاء وبالتالي سوف لا يسمح لأحد التطرق الى رحيل بشار الأسد، بقدر من ان لدى النظام نية اخرى وهو الحسم العسكري وبالتالي ترك المعارضة بلا معطيات او إنجازات العسكرية، هو يتقدم في ريف أدلب والاتراك الذين يتواجدون هناك لا يتحركون ساكنا وايضاً وضعه في حماه جيد وديرالزور حسم امرها على الأقل على الأمل القريب؛ ومع انه يحاصر الغوطة ويقصفها فانه ليس هناك من يدينه.
-المعارضة ايضا تتحمل شيء من مسؤولية الفشل، فهي تعاملت مع صيحات جعفري والأخير هو سفير سوريا بالأمم المتحدة ورئيس وفد النظام في جنيف، ومعروف ان لهجته باتت ممجوجة خاصة في الجولة الاخيرة حتى مع القضية الكردية،اذ شاكس مراسل (روداو) واعتبر ان الكرد هم سوريين وليس هناك منطقة كردية في سوريا وهكذا.
المهم وكون ان الوضع في المنطقة وضع آخر بعد قصة القدس اذ لقاءات ومؤتمرات وتهديدات لامريكا الامر الذي اسأل لعاب المعارضة وأصرت على موقفها من رحيل الأسد مراهنة على انه ربما لقاءات الدول حول القدس تنتج معطيات سياسية وبالتالي تتحسن وضع المعارضة على نحو أحسن.
في العموم ان المعارضة نسيت ان سوتشي ربما يكون قاتلا بنسبة لها وان الروس يتواصلون مع 1500 شخص معارض معتدل للبقاء على النظام واحداث التغيير الطفيف في بنيته، كم ان المعارضة نسيت بان تيار الإيراني ركب على موجة القدس ويستغل كل شارد وارد ما يعني ان المعطيات مهما تكون لصالح فلسطين فإنها لا تغير من وضع المعارضة.
من يتعامل بالقرب من جنيف يضل الى نتيجة مفادها ان جنيف بنسبة للمعارضة أفضل من سوتشي، وواضح ان الأمريكان وديمستورا يخافان من ان تسحب الروس البساط والشروع في الصفقة على حساب الرعاية الدولية للحل في سوريا.
والحق ان وضع الكرد في هذه المعادلة ليس احسن من المعارضة ومع ان ديمستورا ردا على كلام كاتب السطور في الجولة الاخيرة اخرج الخريطة من جيبه اليمنى وإيحاء بل قال فصاحة ان الكرد يسيطرون على 33 بالمائة من الاراضي فكيف بِنَا نتجاهلهم او نقصيهم في المشورات الا ان الحالك الانقسامي بات تحديا كبيرا بنسبة للكرد، فهم موزعون على عدد من التوجهات وليس هناك طرف يقدر الوجود الكرد ويعتني بهم ما يثير التساؤل الكبير متى يتحد الكرد على موقف موحد ويثير رغبة الراعون اللقاءات سواء في جنيف او سوتشي.
وحكمة المقال تفيد" من لا يزال الغشاوة بنفسه عن أعينه لا يجد احد بمساعدته في النظر"!