• Saturday, 23 November 2024
logo

كرد سوريا بعد داعش

كرد سوريا بعد داعش
كما كان متوقعاً٫ فإن الكل بدأ يوجه أنظاره إلى الكرد٫ البعض منه تنفّس الصعداء ظناً منه أنه وما أن ينتهي داعش حتى يزال غطاء الدعم عن الكرد ،والجزء الآخر كان ينتظر بفارغ الصبر أن يحرر الكرد المناطق العربية حتى يعود ويصبح سيداً فيها دون أن يكلف نفسه عناء طرد داعش.
وما إن طُرد الداعش من الرقة حتى تعالى صوت تركيا٫ اشترطت على روسيا عدم حضور ب ي د٫ واتصلت مع ترامب وادعت بأنها أخذت وعداً بعدم تسليح الكرد٫ وأن ترامب سيعيد حساباته بخصوص الكرد وبَدَت فرحة. المعارضة أمهلت نفسها لتتحدث أكثر وبوقت أكثر ارتياحا لتعلو صوتها ، وبنظرها أن قوات قسد ستترك كل المقرات والمحلات والأراضي والمناطق لها حتى دون مقاومة.
تركيا تعتمد وتثق بنفسها مراهنا على علاقتها الروسية والإيرانية وهي ترى بأنّ الطرفين سيتنازلان لها مقابل تمديد عمر النظام وعلى حساب الكرد.
المعارضة تراهن على دور تركيا وترى بأن تركيا باتت قوية في ظل صمت أمريكي وأيضا الدور الذي لعبته تركيا في تعزيز حدة التوتر في مناطق أستانة أو خفضها.
الكل ينسى أن يستخف بموقف أمريكا .
بالمقابل نرى أنه قبل يومين من اتصال أردوغان بـ ترامب زودت بنتاغون قوات قسد بالسلاح والعتاد والخبراء٫ صحيفة واشنطن بوست تحدثت عن تطورات مهمة بين قسد وأمريكا وأن أمريكا تنوي على بقاء قواتها في شمال وشمال شرق سوريا على المدى الطويل. والمراقبون أكدوا على أن هناك ألفا عسكري أمريكي يتواجدون وسيتواجدون في شمال شرق سوريا.
وكان ردّ الناطق باسم بيت الأبيض على البيان التركي وعلى أن أمريكا لم توعد تركيا بإيقاف ضخ السلاح لقوات ي ب ك مفصلا مهما بنسبة للمشهد السياسي الكردي.
كرديا الوضع سيء في كل الأحوال ، خاصة وأنّ إمكانية المساومة بين الدول وارد ، وربما يؤكد الكل على مصلحته على حسابات الكرد ، لأن الكل فعلوا ذلك من قبل ، ما يعني أن الوضع صعب لكن ليس كما يتوقع المتربصون بالكرد.
اكتسب الكرد خبرة التواصل مع الشعوب المتواجدة في المنطقة الشمالية٫ وهناك شعور لدى هذه الشعوب بأنه إن تم خذلان الكرد فربما يأتي يوم ويتم خذلانهم أيضاً٫ وفي بعض الشرائح من هذه الشعوب لم ترى فرصة في ظل النظام السابق ، وكذلك في المعارضة ، بينما وجدت نفسها في المشهد الكردي. بين كل هذا وذاك فإن لأمريكا ( ١٢) قاعدة عسكرية في الشمال وروجآفا ، إنّ هذا المعطى سيكون مفيدا للواقع الكردي حتى لو تم خذلان الكرد سياسياً٫ ما يعني أن الكرد مهددون سياسيا٫ ففي مفاوضات المعارضة مع النظام في جنيف شخص واحد فقط في حين كانوا (٤ ) قبل انعقاد رياض (٢ ) إلا أن أمنيا لن يكون هناك اختراق كبير.
حكمة المقال تفيد بأنّ" الشمس ستشرق(حتماً) لكن ما لم ندركه هل سيكون النهار مشمساً أم مغيّماً!"
Top