• Saturday, 23 November 2024
logo

كٌرداغ مرة أخرى

كٌرداغ مرة أخرى
ظهرت قضية عفرين- كٌرداغ مرة أخرى على السطح، سواء على مستوى مطالبة النظام- إيران لها، أو المعارضة وتركيا، أو على مستوى الاستقطاب الدولي روسيا وأمريكا. الكل توجه عينه نحو عفرين والكل يطلبها لغاية خاصة. النظام يريد عفرين لسببين: الأول: قطع الطريق أمام تركيا وحلفائها من المعارضة التي تنوي إيصال منطقة درع الفرات بمحافظة ادلب والتي تتواجد القطعات التركية العسكرية فيها – في 14 نقطة عسكرية. والثاني: رغبة النظام في توسيع سيطرته على الأراضي مضافا إليها سحب عفرين من يد الكرد والتقليص من نفوذهم.
أمّا تركيا فتطلبها لعدد من الأسباب، وأن إيصال منطقة السنة ببعضها وإيصالها إلى قرب من البحر أحد أعمق أسبابها.
- تطلب تركيا عفرين لطرد نفوذ الكرد السياسي والعسكري منها، و لهذا دلالة كبيرة، حيث عند طرد هذا النفوذ يخسر الكرد نافذة استراتيجية مهمة، عدا البحر، هناك موطئ قدم كردي في منطقة لها أهمية جيوبوليتكية حيث تقع عفرين في وسط جملة من المكونات وكذلك قربها من لواء اسكندرونة والبحر ، وإضافة إلى ذلك كونها موضع الربط بين الانتشار الكردي في وسط سوريا.
- تطلب تركيا عفرين لقطع آمال الكرد كليا وتفنيد كل الحجج لبناء كيان سياسي ذات بعد سيادي تخولهم ليكونوا شركاء حقيقيين في بناء الدولة وإداراتها.
- تطلب تركيا عفرين لأنها تدرك أهمية عفرين على المستوى الداخلي التركي حيث قربها من ولاية كلس وتالياً ربما تفكر بضم عفرين لها ، خاصة وأنه في السنين الأخيرة حولت تركيا كلس من كونها منطقة إلى ولاية مع أن عدد سكانها أقل من عدد السكان في أي ولاية تركية أخرى.
أمّا روسيا وأمريكا فهما ما زالتا على موقفهما، ويبدو أنّ التصريحات التركية لم تحرك من موقفها الساكنة، كل ما هنالك أن بوتين ما زال يصرّ على أنه بإمكان تركيا أن تبقى في الشمال أي في منطقة درع الفرات وادلب وتخويل تركيا للسيطرة على تلك المنطقة من موجبات اتفاق استانة و"خفض التوتر" ولكن روسيا لا تحبب مطلقاً أن تسيطر تركيا على عفرين وإطلاق يد تركيا والكتائب الإسلامية في طول الخط الشمالي، مع أن إيران وفي الأيام الأخيرة لا تتحمّس في سيطرة النظام على عفرين بقدر ما تسهل لتكون من حصة تركيا ولكي تكون هي صاحب اليد الطولى في البوكمال وبرضى السنة السوريين.
كل هذا يحدث بعيداً عن أي رد فعل أمريكي، والكل يشد الموقف ويمد بعيد عن الأمريكان ظناً منهم أنه ليس لأمريكا أي نفوذ في عفرين، وأن عفرين تقع من ضمن تفاهم الروسي- الكردي.
بقي القول: أنّ عفرين لها أهميتها الخاصة لدى الكرد، فهي مدينة لها أهميتها جيوبوليتيكية وكذلك هي مدينة تحمل أرضها ثلث سكان الكرد، وهي مربط الكرد من شمال غرب سوريا، وهناك شريحة كبيرة من الكرد تستخف من تصريحات تركيا ولا يعيرون أي اهتمام لها ولعل السبب أن ما تمخض عن لقاء سيݒان حمو والوزارة الخارجية التركية في موسكو قبل شهرين من الآن كان الأرفع من كل ما يدور في فلك أطماع أي طرف داخلي واقليمي، فعفرين هي مسألة دولية أكثر من كونها مسألة محلية أو اقليمية.
وحكمة المقال تفيد:" ليس دائما كلما يقال من قبل القويّ يحصل، إنما الضعيف يكسر شوكة القويّ بضعفه"!
Top