• Friday, 22 November 2024
logo

أهمية الدين عند البارزاني الخالد

أهمية الدين عند البارزاني الخالد
ولد ملا مصطفى البارزاني في 14/3/1903 في قرية بارزان، وكان عمره ثلاث سنوات عندما دخل السجن، أنهى دراسته الإبتدائية الست سنوات في بارزان، ثم درس الفقه والشريعة لأربع سنوات في القرية نفسها، وعندما نفي إلى السليمانية استمر على هذا المضمار، وركز على دراسة الفقه الإسلامي إلى أن نال الإجازة العلمية في التفسير والحديث، درس البارزاني العلوم الإسلامية على يد علماء الدين في مدينة السليمانية أمثال ملا عبد الله جروستاني وآخرين. ودرس كذلك شرح التفتازاني في علم البلاغة على يد والد الدكتور عز الدين مصطفى، وعلى يد الشيخ محمد خال، ويعود سبب اهتمام البارزاني بهذه العلوم أن بيئته ربته على هذا السلوك، فإنه ينتمي إلى عائلة عريقة أنجبت علماء أجلاء، وعلى رأسهم الشيخ عبد الله البارزاني تلميذ العلامة يحيى المزوري، يبدو أن الظروف القاسية والمضطربة والمتقلبة غيرت مسار البارزاني من الانشغال بالعلوم الشرعية إلى الاهتمام بالجوانب السياسية، خدمة لأمته ووطنه، ولو تهيأت له الظروف، ولم تحدث تلك الاضطرابات في العراق لربما وجدناه عالما متمكنا في العلوم الشرعية يشار إليه بالبنان كأسلافه، ولكن الظروف والأحوال والأحداث والوقائع المتقلبة في العراق جعلته قائدا ثوريا وزعيما وطنيا لم يلق راحة في حياته، ولا يأسا في نضاله، في سبيل توحيد الكرد وتحرير كردستان من ظلم المستبدين واستبداد الظالمين، وقد يسأل القاريء لماذا عرف البارزاني بلقب (ملا مصطفى)؟ أليس ذلك دليلا على أن البارزاني كان عالما دينيا لا علاقة له بالسياسة؟. لا شك أن بعض المهتمين بالعلوم الدينية الشرعية يصور ملا مصطفى البارزاني في صورة عالم ديني ممتاز، بمجرد هذه الضميمة والإضافة، وهي لقب(ملا)، وتشير بعض المصادر الموثوقة أن البارزاني سمي (ملا مصطفى) لأمر آخر، يقول أحد معاصريه، وهو يسأله":

في سنة 1966 قلت للبارزاني، لماذا يطلقون على والدك وإخوانك لقب الشيخ أمثال الشيخ محمد والشيخ عبد السلام والشيخ أحمد والشيخ بابو؟ ولا يطلقون عليك لقب الشيخ، فقال: قبل أن أولد، كان في قريتنا عالم (ملا) تقي ومخلص، يحبه أهالي القرية ويحترمونه، فلما ولدت سموني باسمه ملا مصطفى". وهذه شهادة تاريخية من معاصر له للأحداث تثبت حقيقة هذا اللقب، وكيف جاء، ومتى أطلقه الناس على البارزاني، وعليه، فإن البارزاني لم يكن عالما دينيا كما يتصوره البعض، بل كان له اطلاع متواضع على العلوم الإسلامية، وصاحب خبرة وتجربة مصقولة في السياسة والقتال والنضال، ولقد اهتم البارزاني بالجوانب الدينية، وبعلماء الدين، لقناعته المطلقة أن هذه الشريحة مهمة للغاية، وإهمالها يعني إضعاف الثورة، ولا ريب أن علماء الدين آنذاك كانوا قوة لا يستهان بها في الثورات الكردية، بعد (11) من آذار عام(1970م) وبناء على طلب البارزاني عين مجموعة كبيرة من علماء الدين في (12) اثني عشر فوجا من حرس الحدود. وفي السنة نفسها أي بعد الحادي عشر من آذار أسس البارزاني اتحاد علماء الدين في كردستان. لذلك طلب من (محمد ملا قادر، فارس باوه، علي هةذار) بالتنسيق ومساعدة علماء الدين أمثال(ملا علي مفتي، ملا طلحة سعد، ملا قادر سكتاني، ملا سعيد ويسي، ملا محمد خان، وملا حمدي السلفي، في 21/10/1970 عقد مؤتمر لإعلانه، وقد حضر المؤتمر البارزاني نفسه، مع أربعمائة شخصية دينية في جامع طةلالة.

وهذا الاتحاد لا يزال قائما، ولكن دوره الريادي تضاءل وانكمش، بالرغم من دعم القيادة الكردية له، من الناحية المادية والمعنوية، وفي ثورة أيلول عين البارزاني مجموعة من القضاة بين البيشمركه، خذ مثلا(ملا مصطفى الهيراتي، ملا قادر سكتاني، ملا ويسي روستي وآخرين). وفي فترة من الفترات كان ملا محمد الباليساني قاضي الثورة، وعضوا في مجلس قيادة ثورة أيلول، يقول الرئيس البارزاني": عندما كان البارزاني في أعالي الجبال يحمل معه القرآن الكريم، وديوان أحمد الجزيري، بصورة دائمية، ولم يبعد عن نفسه هذين الشيئين أبدا". ولا ريب الجمع بين القرآن الكريم وديوان الجزيري له دلالات قوية، لكونه جمع بين الشعور الديني المستمد من القرآن الكريم، وبين الحس القومي والوطني المستقى من ديوان الجزري، وبهما تكتمل المعادلة، وهي معادلة واقعية قل من يتنبه لها من القادة في الحياة السياسية، قلّ أن تجد قائدا في تاريخ الكرد استطاع أن يوفق بين الدين والدنيا في مسيرة نضاله القومي والوطني، فقد تجد قائدا كرديا يطغى عليه الجانب الديني على الجانب الدنيوي حتى يصنف في قائمة علماء الدين، وتجد في المقابل من طغى عليه الجانب الدنيوي على الجانب الديني حتى يتم تجريده من كل ما صلة بالدين، بينما البارزاني الخالد استطاع أن يوفق بين الجانبين، فلا السلك الديني طغى على السلك الدنيوي، ولا العكس، ومن هنا جاءت كاريزماه الحقيقية التي جعلت الأمة الكردية تحبه وتعظمه وتقدره حيا وميتا، وسيبقى في ذاكرة الكرد دوما.
وعندما زار عبد الرحمن عارف رئيس جمهورية العراق مدينة ديانا، والتقى بالبارزاني، وبعد أن تناولوا الغذاء، تبادلا الهدايا، وكانت هديتهما عبارة عن المصحف الشريف، وعندما سأل عبد الرحمن عارف البارزاني عن مطالب الكرد، وماذا تريدون منا؟ رفع البارزاني المصحف الشريف، فقال له: نحن نريد منكم أن تطبقوا هذا القرآن، وتجعلوا منه منهج الحياة، وليس لنا مطلب آخر سواه، ولا نريد منكم شيئا، ولقد كان البارزاني يحول كلماته، والتزامه بالدين إلى واقع عملي، يذكر الرئيس البارزاني أنه في سنة1963 وصل البارزاني قرية (بناظى)، وكنت معه، فوقفت فتاة لم تتجاوز العشرين من عمرها في طريقنا وقاطعتنا، وهي تبكي وتصرخ، دلوني على البارزاني، فقال لها البارزاني: ماذا تشكين؟ فقالت: زوجني والدي بعجوز يبلغ السبعين من عمره عن طريق الشغار، فاستدعاه البارزاني ونصحه بالعدول عن ذلك، لأن ذلك مخالف لتعاليم الإسلام، ومخالف للقانون.

بقي البارزاني مع أتباعه في روسيا ما يقارب اثنتي عشرة سنة، إلا أنه بقي على عقيدته الدينية، ولم يتأثر من الناحية الدينية بالأجواء اللادينية، يقول آدمز:" إن البارزاني مع كثير من أتباعه في روسيا بقوا على عقيدتهم الدينية، واستمروا على ذلك إلى أن عادوا إلى وطنهم"، ولقد أفهم البارزاني القيادة السوفياتية، بأنه لا هو ولا الحزب الديمقراطي الكردستاني شيوعيون. وقال لهم بصريح العبارة:" نحن مسلمون، والمسلم المستقيم لا يتحول إلى شيوعي، ولقد مضى على غربتي في روسيا اثنتي عشرة سنة، ولم أتحول إلى شيوعي، وعندما قام البارزاني في عام1956 بزيارة أرمينيا للقاء الكرد، قال له نادوي خدو محمودوف: إن طريق تحرير الشعب الكردي يمر عبر الماركسية اللينينية، والأيدولوجية الشيوعية، استاء البارزاني علنا من كلامه هذا، كعادته شد فكيه على بعضها البعض، قائلا له: نادو، نادو، نحن أيضا نعرف الماركسية – اللينينية، ونعرف الأيدولوجية الشيوعية، ونعرف أيضا الطرق والوسائل الأفضل لنيل حقوق الشعب الكردي، والحقيقة أن البارزاني كان متمسكا بعقيدته، فإنه بالرغم من معاناة الغربة، غربة الوطن والدين واللغة والثقافة، فإنه لم يتخل عن عقيدته، ولو كان رجلا يتطلع إلى المناصب وحب الظهور وملذات الدنيا، لتنازل عن عقيدته في سبيل ذلك، علما أن روسيا كانت لها كلمتها في المحافل الدولية، وفي القرار السياسي الدولي، ومع موقف البارزاني الصارم تجاه الشيوعية، فإنه رضي بالدعم الروسي، وأن يكون حليفا له في سبيل دعم القضية الكردية، لذلك قال للقيادة السوفيتية:" لو يدعم الاتحاد السوفيتي الشعب الكردي وحركته التحررية أسوة ببقية شعوب الشرق الأوسط، فإن الكرد مستعدون وبشكل صريح، وبكل الوفاء الارتباط معه، واعتبار نفسه حليفا له".

أما الحديث عن موقف البارزاني من التعايش الديني (التعددية) Pluralism فإنه سيجرنا إلى الحديث عن قرية بارزان، فقد كانت القرية تحتضن بين دفتيها المسجد والكنيسة والمعبد (الكنيس) لليهود، وبرز علماء أجلاء مسلمون أمثال الحافظ العراقي، وحاخامات عظام أمثال أهارون هاليفي كبير حاخامات كردستان في عهد السلطة العثمانية، ورهبان وقسس أمثال القس داؤد البارزاني، عاش هؤلاء مع بعضهم البعض في وئام وسلام وتضامن وأمان على مر العصور والدهور، ولا ريب أن هذا التعايش الديني الناجح بين أتباع الديانات المختلفة مما يفتخر به أبناء كردستان، وسبب هذا الاستمرار في العيش معا بسلام وأمان يرتد إلى دور شيوخ بارزان، وقد اتهموا بشتى التهم العقدية الخطيرة لمواقفهم الطيبة تجاه أشياع الديانات الأخرى، وبهذه المواقف، وبهذه الفلسفة الأخلاقية بقيت المنطقة آمنة مطمئنة من آفات التعصب الديني والمذهبي، ويحاول بعض الباحثين أن يعزو نجاح هذه التعددية الدينية والتعايش الديني إلى عادات القوم وتقاليدهم وثقافتهم التي رسخت هذه الفلسفة، ويجرد شيوخ بارزان من أي تأثير لهم في ترسيخ هذه المباديء، والذي يراه الباحث أن هذه الفلسفة غدت راسخة في هذه المنطقة بفضل دور علماء الدين، وخاصة من قبل شيوخ بارزان، الذي استمدوا هذه المباديء من فلسفة الإسلام الصريحة، ففلسفة الإسلام قائمة على حرية الدين والاعتقاد، فلو تتبعنا نصوص القرآن الكريم والسنة البنوية، لوجدنا كما هائلا من النصوص الدينية الدالة على ما نحن بصدده، لقد سلك البارزاني مسلك سابقيه من شيوخ بارزان في التركيز على مبدأ الحرية الدينية، وقبول الآخر وعدم رفضه، لأن إرساء هذه الفلسفة في المجتمعات الإنسانية خير وسيلة لحفظها وصيانتها من الاضطراب والفوضى، وخاصة عندما يهددها خطر التعصب الديني والمذهبـي والعنصرية القومية، ففي 19/1/1948 في باكو في مؤتمر ممثلي كردستان إيران والعراق ألقى البارزاني كلمة، قال فيها": ينبغي أن نسعى لأجل أن يتحسن حال الشعب الكردي، ويسير نحو حياة مدنية... يجب أن تحظى اللغة والعلم والدين والمعتقدات عدا الفاشية بالحرية، وفي سنة 1974 أجرت جريدة الإطلاعات الإيرانية لقاء مع البارزاني سألته:

هل كرد العراق مسلمون؟ فقال البارزاني: الأكثرية مسلمون، وسكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني مسلم شيعي، وهناك آلاف المسيحيين يناضلون معنا ضد حكومة بغداد وبساندوننا، نحن لا نفرق بين السني والشيعي وغير المسلم، كلهم إخوة، نناضل من أجل هدف واحد، وهو تحقيق العدالة والديمقراطية للعراق، وعندما زار الصحفي الفرنسي (رينيه موريس) كردستان سنة 1966، توصل إلى قناعة بعد أن اطلع على أحوال المسيحيين، أن المسيحيين في كردستان لا يعانون من أي مشكلة، ولقد شاركوا بجد في الثورات الكردية بقيادة ملا مصطفى البارزاني... ولقد سأل الصحفي المذكور البارزاني عن المسيحيين، فقال له البارزاني: المسيحيون والمسلمون عاهدوا معا بإرادتهم ورغبتهم المشاركة في النضال، من أجل الحقوق المهضومة، ولقد وقف البارزاني بصرامة تجاه أطماع المعتدين على المسيحيين، فعندما تم مهاجمة قرى المسيحيين التي كانت تحت حماية البارزاني من قبل بعض الأغوات، مثل قرية(دولا نهلا، كليسا مزن للدومينيكان (مار ياقو) Mar Yacu وأجلوا أهلها، فر من المسيحيين ما يقارب خمسة آلاف إلى الحدود التركية سنة 1961، فغضب البارزاني من هذا التصرف الطائش، وقرر مهاجمة المعتدين ودحرهم، ثم لجأ الأغوات إلى الاستعانة بالجيش العراقي. وفي سنة 1963 هاجم الجيش قرية بارزان وما جاورها، مما دفع بالمسيحيين إلى الهجرة من قراهم إلى أربيل والموصل وبغداد، كان البارزاني ينظر بعين المساواة إلى موطنيه، سواء كان كرديا أو تركمانيا، مسلما أو مسيحيا، سنيا أو شيعيا، لكن تركيزه كان أكثر على المسيحيين، لأن بعض زعماء القبائل والعشائر كانوا يحاولون إشعال الفتنة الدينية بين المسلمين والمسيحيين، لذا كان همه أن يشعر المسيحيون دائما أنهم اخوة للمسلمين، أبناء وطن واحد، وأن مصيرهم مرتبط بمصير إخوانهم من أبناء الديانات الأخرى، وخاصة المسلمين، ولا غرابة أن نجد من أبناء الثورة من هم مسيحيون أمثال(فرنسو الحريري، هرمز ملك جكو، آدم قيصر، لاوكو)، ونجد أشهر امرأة مسيحية تناضل في سبيل كردستان، وهي (مارطريت جورج)، حيث كانت في عقرة مضمدة، ترأس خلية من خلايا التنظيم السري الكردي، وقد قتلت بيد (معاوية عبد الكريم إسماعيل جولوبك).

بل نجد في مجلس قيادة ثورة أيلول القس الكلداني(بولس بيدار) عينه البارزاني ممثلا عن مسيحي كردستان، وفي خطوة غير مسبوقة طلب البارزاني من حكومة بغداد تعيين (فرنسو الحريري) قائمقاما لقضاء بعد اتفاقية 11 آذار عام 1970، ولقد رفضت حكومة بغداد طلبه، لكونه مخالفا للقانون العراقي الذي ينص على عدم السماح للمسيحي تبوأ هذا المنصب، لكن إصرار البارزاني رضخ حكومة بغداد، وخرق قانونها، علما أن فرنسو الحريري كان مسؤولا عن اللجنة المحلية لمنطقة بالك، ومعاونا لقائد قوات منطقة بالك. وفي قضاء العمادية طلب البارزاني من حكومة بغداد تعيين الملازم المسيحي يوسف بطرس قائمقاما للقضاء، لأنه كان من أبناء المنطقة، لكن الحكومة لم تلب طلبه، وفي إذاعة صوت كردستان تم تحديد فترة معينة للبرامج السريانية والتركمانية، تحقيقا لمبدأ المساواة والعدالة، وقد كان وكيل وزارة الشمال قبل (11) آذار رجلا تركمانيا، وبعد الحادي عشر من الاتفاقية، بقي الرجل في منصبه، ولم يغيره البارزاني. مع أن أحدا لا يتبوأ ذلك المنصب في تلك الفترة إلا بعد أن يتصف بصفات تقر عين الحكومة، وتكون حجر عثرة في طريق معارضيها، أمثال البارزاني وحركته التحررية الثورية، ومع ذلك أبقاه البارزاني في منصبه، وذلك من أجل الحفاظ على الاخوة الوطنية، وبالرغم من الأزمة المالية التي كانت تعصف بالثورة الكردية في مراحلها وأطوارها المختلفة، فقد عمر البارزاني بعض الكنائس على حسابه الخاص، خذ مثلا كنيسة (مار أوراهام) في هوديان في السبعينيات، وكنيسة (مارطورطيس) في قرية بيديال في منطقة بارزان، وكان في بعض الأحايين يحدد أماكن مسيحية للقاء الشخصيات المهمة، فعندما وصل الكابتن (ستوكس) ممثل السفارة البريطانية في العراق بتأريخ 25-3-1945 هوديان، كان البارزاني بانتظاره في بيت (ريحانه شيخو) حيث كان مترجما، بقي البارزاني في هوديان لثلاثة أيام، وكان الذين يحرسونه من المسيحيين، وهم(زيا منصور، يوآروش توما، آدم باويد، خزيران نيسان، شمشون سركيز)، هذه النظرة العادلة والمتساوية لأبناء الوطن على اختلافهم الديني والمذهبي والقومي نفخت في ثورات البارزاني الكثيرة روح الإخلاص والصدق والأمانة من قبل أبناءها، ولقد عظم الرجل في نفوسهم، فكانوا مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل تحقيق ما يصبو إليه البارزاني، لقد كان البارزاني يتألم لأمته وشعبه ووطنه، عاش عزيزا كريما أبيا جريئا صريحا، لا يقبل الذل والصغار والهوان، إلى أن فارق الحياة، وجه وزير الثقافة والإعلام عبد الله السامرائي كلمات مهينة إلى الكرد، لما كان المذكور مع الوفد الحكومي المفاوض سنة 1968، فأطبق البارزاني على مقبض خنجره قائلا: لو لم احترم حصانة وفدكم لقطعت لسانك، توفي البارزاني الخالد في مستشفى بأمريكا في 1/3/1979، توفي ولم تقر عينه براحة، ولا طمأنينة، ولا استقرار، بل عاش متنقلا في فسيح كردستان، ثم التنقل في أرض الغربة بين الفينة والأخرى، مات ولكن نضاله وجهاده لم يذهب سدى، فقد أعطى ثمارا يانعة، نجدها الآن في كردستان، وهي حرة عزيزة متطورة، تضارع البلاد المتقدمة من النواحي الحضارية والمدنية والتكنولوجية.
Top