• Friday, 22 November 2024
logo

الكورد وخطوات الاستقلال

الكورد وخطوات الاستقلال
تتكاثف الجهود وتزداد الزيارات كحركة النحل والنمل وأبناء القومية الكوردية يعملون ليل نهار ويتخذون خطوات دبلوماسية جدية من أجل كسب ود المجتمع الدولي أملا في تحقيق حلمه المنشود والهدف المرسوم له طيلة أكثر من قرن من النضال الدءوب طالما تم حرمانه بسبب المصالح الدولية، حيث انعقد في الأيام السابقة مؤتمراً في الجامعة الأمريكية بمحافظة دهوك حول (استقلال كوردستان الأسباب والتحديات) أستمر ليومين شارك فيه السفراء السابقين و الممثلين الدوليين وكبار المسؤولين الحكوميين و الحزبيين وأساتذة وأكاديميين والمتعاطفين مع قضية الشعب الكوردي وأن كل واحد منهم قد أدلى دلوه وأعلن عن موقفه المؤيد لنيل هذا الشعب لحقوقه في بناء كيان مستقل و لكن برؤى وأساليب مختلفة وأن جميع المشاركين أكدوا على أن الاستقلال حق قانوني و شرعي أن المناخ الدولي مناسب للإعلان عن الاستقلال و خاصة في إقليم كوردستان العراق لأن الدولة العراقية لم تستطيع حماية هذا المكون من شعبه وبعكسه ظلت الدولة العراقية تزرع هاجس الخوف لدى الفرد الكوردستاني وشكل في مراحل عديدة تهديداً واقعاً عليه بشتى أساليبه في سبيل أخفاء دوره وإثره من الوجود وعليه فان خطوات الكورد نحو الاستقلال تكمن في النقاط التالية:

- الحوار و الجلوس حول المستديرة من المتفق عليه بان ما يمكن تحقيقه بالتحاور لا يمكن الحصول عليه بالعنف وأن معالجة المشاكل والأزمات ترى النور حول المستديرة بالتفاوض و على كل المستويات و العنف لا يولد إلا العنف و الكراهية سيزيد الأمور سوءاً عليه فان الأسلوب الانجح في تحقيق المكاسب هو التفاوض سواء مع الداخل أو المحيط الإقليمي وتوضيح الرؤية الإستراتيجية للقيادة الكوردستانية وان طلب الاستقلال لا يعني التهديد وضرب المصالح الدول الاقليمية وإنما العيش بحسن الجوار والمصالح المتبادلة وكذلك فتح باب الحوار مع القوى السياسية الداخلية في سبيل الوصول الى معالجة المشاكل السياسية والمالية التي يعاني منه الإقليم والتي أثرت بشكل سلبي على حياة المواطنين و وصلت الى حد اليأس و التنازل عن هذا الحق المشروع بالاستقلال.

- تفعيل السلك الدبلوماسي و توسيع دائرة العلاقات الدولية مع الدول الاقليمية والدولية وان العزلة والانقطاع لا تأتي بالثمار و خاصة الدول العظمى والدائمة العضوية في مجلس الامن وزيادة التنسيق مع المنظمات الدولية ذات الشأن في مجال حقوق الإنسان وتقديم الدعم للمهاجرين والنازحين وجمع شمل الاكراد المهاجرين الى أمريكا وأوروبا وكندا واستراليا ودعمهم على أساس قومي وليس حزبي أو طائفي وتأسيس لوبي من الجالية الكوردية ليكون ورقة ضغط على القرار الدولي ويستطيع أن تؤثر في الرأي العام العالمي بضرورة دعم هذه القومية في استقلالها.

- توظيف ما يمر به الإقليم حكومة و شعباً من أحداث كمحاربة داعش التنظيم الذي يشكل اكبر تهديد لأمن العالم و سلمه وأن البيشمركة هم القوة الوحيدة التي تقاتلهم على الأرض وكذلك العدد الهائل من اللاجئين والنازحين بحيث بات الإقليم مأوى لهم و وجود غرفة عمليات التحالف الدولي الذي يحارب داعش في اربيل و كذلك المدربين و المستشارين العسكريين مع البيشمركة في جبهات القتال فتوظيف كل هذه الأمور سياسياً وإخراجه من الإطار الإنساني ومحاولة محاورة المجتمع الدولي سياسياً و طرح القضية الكوردية في المحافل الدولية من بوابة سياسية مطعمة بالبعد الإنساني بعيداً عن العاطفة و ليس العكس.

- الاستفادة من تجارب الدول الحديثة في التأسيس مثل تيمور الشرقية وجنوب السودان والبوسنة ودراسة الأوضاع والظروف السائدة في تلك الدول وبيان نقاط القوة والضعف مع الأخذ بنظر الاعتبار واقع إقليم كوردستان والظروف المحيطة به.

- وحدة الصف الداخلي بين الشعب والقوى السياسية واعتماده أساسا للانطلاق نحو اعلان الاستقلال ونشر الوعي الثقافي بين المواطنين بأن الاستقلال هي الضمان للحقوق لأنه مهما كان الدعم الدولي للاستقلال مع عدم تهيئة الأجواء الداخلية اللازمة لا تأتي بثمارها المرجوة ويكون قرار الاعلان عن الاستقلال ناقصاً قصير الاجل فان الاختلاف في الافكار لا يعني الخصام بل ان التنوع في الرؤى يجعل من المجتمع الكوردستاني قوياً كالبنيان المرصوص.

- اتخاذ القرار كل قرار يحمل بين جنباته جانباً مظلماً وآخر منوراً و يحتاج الى تضحية وجرأة وفي كثير من المراحل كان الخوف من اتخاذ القرار الصحيح سبب عدم الوصول الى الهدف لذا فالحياة فرص و قرار على القيادة السياسية المدعومة بقوة الجماهير الكوردستانية ان تكون حكيمة في اتخاذ القرار بالاعلان عن الاستقلال لكي لا تتكرر دروس الماضي المرير.

وكلنا امل باتخاذ هذه الخطوات و خطوات اخرى سنقترب من ساعة الحسم و النقطة المنتظرة طيلة الفترة السابقة ليسعد هذا الشعب بكيانه المستقل ويلعب دوره في بناء الحضارة الانسانية كما كان سابقاً وان جهود القيادة السياسية الكوردستانية مباركة ومثمرة وخاصة دور السيد الرئيس مسعود البارزانى ولكنها مطالب بالمزيد والمزيد.
Top