شركة كردستان للغاز الطبيعي
أحتياطات النفط والغاز الطبيعي في كردستان:
بموجب نتائج اعمال البحث والتنقيب التي جرت في كردستان من قبل الشركات الاجنبية خلال السنوات السبعة الاخيرة ، تشير الى ان حجم االاحتياط النفطي المؤكد تقدر ب 45 مليار برميل من النفط الخام ضمن(57بلوك) حدود نشاط وزارة الثروات الطبيعية ما عدا احتياطي النفط في ( كركوك ، منطقة خانقين ، ومنطقة غرب نهر دجلة). وهذا الاحتياط المؤكد تشكل 4.5% من حجم الاحتياط العالمي للنفط المقدرة بحوالي 1138 مليار برميل.
توجد في اقليم كردستان حوالي 5.7 تريلون متر مكعب من الغاز الطبيعي ضمن حدود ( 57 بلوك) الواقعة تحت ادارة وزارة الثروات الطبيعية ، وهذا يشكل 3% من حجم الاحتياط العالمي للغاز في العالم المقدرة بحوالي 169 تريلون م3 من الغاز في عام(2005) وارتفع الي 187 تريلون م3 من الغاز في عام ( 2013).
تشير المعلومات بان الاحتياط النفطي في العالم يكفي لمدة حوالي 40 -45 سنة المقبلة(2056-2061)، بينما حجم احتياطي الغاز الطبيعي تكفي بحدود 60-65 سنة المقبلة (2076-2081). طول عمر انتاج النفط والغاز في كردستان( أطول من العمر العالمي) المتوقع لهما.
لو يتم أنتاج 1 مليون برميل في اليوم، فأن احياط النفط الاقليم يكفي لمدة 135 سنة، لغاية عام (2141). بينما ، لو يتم انتاج 20 مليارمتر مكعب من حجم الغاز الطبيعي، سيكفي لمدة (265 سنة) ، اي لغاية عام(2281).
الوارد المالي المتوقع من بيع النفط والغاز الموجود في كردستان:
لو نقدر بان حجم الاحتياط النفطي البالغ 45 مليار برميل يباع بمعدل بمعدل 50$م برميل ، ستصل وارداتها الى حوالي(2250 مليار دولار) ، ولو يتم اعتماد الاقليم بمعدل 20 مليار دولار في السنة ، سيكفي هذا الوارد النفطي لمدة أكثر من 112 سنة المقبلة ، اي يكفي لغاية عام(2138)بدلآ من عام(2056-2061).
لو نقدر حجم احتياط الغاز الطبيعي البلغ 5.7 تريلون متر مكعب ، ويباع بمعدل 2$/ متر مكعب ،ستصل وارداتها الى(11400 مليار دولار ) . لو يتم اعتماد الاقليم في ميزانتها على الغاز سنويا 20 مليار دولار في السنة ، سيكفي هذا الوارد من الغاز لمدة(570سنة) المقبلة ، أي يكفي لغاية عام(2586)بدلآ من عام (2281). هذا يعني بأن طول عمر انتاج النفط والغاز في كردستان (اكبر بكثير من طول العمر العالمي) المتوقع من انتاج النفط والغاز.
مقارنة حجم واردا ت النفط والغاز المبيهة اعلان ، تشير بأن حجم واردات الاقليم من النفط تشكل 16.7% ، بينما حجم واردات الغاز الطبيعي تشكل 83.3% من مجمل واردات النفط والغاز المتوقع بموجب حجم احتياطي النفط والغاز الموجود في اقليم كردستان .كل هذه الارقام التقريبة ،تؤكد على (أهمية موقع اقليم كردستان على خارطة الطاقة و على الصناعة النفطية والغازية في العالم).
سترتفع حجم أحتياطي النفط والغازالطبيعي في المستقبل بعد ان يتم الحالق المناطق المستقطعة من كردستان ( حقول النفط والغاز ) في المناطق الكردية الاخرى ، مثل ( خانفين ، كركوك ، منطقة غرب نهر دجلة ) ، سيرفع (حجم واردات النفط والغازالى حوالي ضعف الاحتياطي المعروف من النفط والغاز) في كردستان،و(ستطول عمر انتهاء انتاج النفط والغاز) في كردستان على الارقام المبينه أعلاه ،وعليه ستكون (أهمية الغاز في المستقبل أكبر من اهمية النفط الخام) في كردستان .
المشاكل التي تواجهه قطاع النفط والغاز الطبيعي في كردستان:
تكمن ذلك بجملة من المشاكل المتمثلة بالمشاكل ( القانونية ، المؤسسات النفطية ،الجيولوجية والتكنولوجية ، علاقة الاقليم بالعراق- حصة الاقليم من ميزانية العراق وغيرها).ونظرآ لربط المقالة بالغاز الطبيعي ، نركز على المشاكل التي تعرقل تطوير الغاز الطبيعي في كردستان .
آ-القانونية:
1- قانون النفط المرقم 22 لسنة 2007 ، تشيرالمادة (38) المكونة من 3 فقرات ، تشير الى ( تحدد في العقد النفطي الشروط المتبعة التي تتعلق بالغاز الطبيعي والغاز غير المصاحب بحيث تسهل تطوير صناعة الغاز الطبيعي في الاقليم). ولكن عمليآ لا يمكن تقييم الغاز الطبيعي حسب العقد النفطي (آلآ) بعد عمليات البحث والتنقيب و(تحديد حجم ونوع الغاز الطبيعي) في كل عقد نفطي( بلوك النفط ).
2- لايوجد مادة خاصة في قانون 22 لسنة 2007 حول انشاء ( مؤسسة خاصة للغاز الطبيعي ) على غرار انشاء ( 5 مؤسسات دستورية) مكلفة في ادارة قطاع النفط في الاقليم ، مثل (كيبكو ، كومو ، كودو كوتو،كي ئين ئو سي)، هذا من جهة، ومن جهة ثانية ، تشير المواد الدستورية المتعلقة بأنشاء تلك المؤسسات الخمسة الى مهامهم المتعلقة بالنفط ( دون الاشارة الى الغاز الطبيعي) .، مثل – شركة كيبكو للتنقيب وانتاج النفط ، شركة كومو – لتصدير النفط ، شركة كوتو – صندوق كردستان لعائدات النفط ، شركة كودو - مخصص لعمليات تكرير وتوابعها.
3-لم يتم تشكيل(لجنة تقييم العقود) بموجب الماة 25 من قانون النفط المرقم 22 لسنة 2007، بهدف متابعة نتائج اعمال شركات النفط وما تم اكتشافه في كل منطقة (بلوك) على حدى ،ومن (تقييم حجم الاحتياط النفط والغاز وكمية ونوعيةالانتاج ومعدل عمر الانتاج الطبيعي للمكامن النفطية والغازية) ، كلها مؤشرات يمكن الاستناد عليها في اتخاذ اجراءات (تعديلات في عقود النفط ) التي أبرمت مع الشركات النفطية الاجنبية العامللة في الاقليم.
ب- المؤسسات النفطية :
1-لم يتم لحد الآن أنشاء المؤسسات النفطية الخمسة المبية اعلاة والمبية في مواد (10،11،12،13،15،) (من قانون النفط المرقم 22 لسنة 2007) ، رغم ان قانون صندوق كردستان للعائدات النفط تم مصادقتها من قبل البرلمان وصادق عليه من قبل رئيس اقليم كردستان في آب عام 2015.
2-قلة القيادات والكوادر الفنية في مجال النفط والغاز في اقليم كردستان في ادارة قطاع النفط والغاز، وعدم تنفيد المادة(47) المتعلقة بأعداد برامج واضحة لتدريب الكوادر المحلية وتنفيذها في الاقليم والمناطق الاخرى في العراق او في الخارج مما ادت الى اعاقة عمليات تطوير وتنمية قطاع النفط والرقابة عليه في الاقليم.
ج- المشاكل الجيولوجية والتكنولوجية:
1-يوجد الغاز الطبيعي بنوعيين من حيث مكوناته الفيزيائية والكيميائية ، وهي الغاز ( الحلو-شرين) الذي يحتوي على اقل من 0.5-1.5 % من الكبريت ، والغاز (المور-الحامض) الذي يحتوي على أكثر من 1.5 % من الكبريت .عملية فصل وتنقية والصناعة البتروكيميائية للغاز ( الحلو) أفضل واسهل وارخص من الغاز (المور) . اغلب حقول الغاز في وسط وجنوب العراق من نوع الغاز الحلو، مثل حقل العكاز وحقل المنصورية ، ، بينما حقول الغاز في كردستان من نوع الغاز المور،مثل( حقل خورمور وحقل جمجمال) .
2- يوجد ثلاثة انواع من الغاز الطبيعي المتواجدة في مكامن النفط والغاز ، وهي 1-(حقول الغاز الطبيعي الحر ، مثل حقل العكاز وحقل خورمور).2- الغاز المصاحب للنفط التي تظهر على شكل قبات غازية فوق طبقة او طبقات النفط الخام، مثل حقل اللحفاوية في جنوب العراق ،وحقل الخباز في كركوك.3- الغاز المذاب في النفط الخام داخل المكامن النفطية ، مثل( حقل كركوك ، باي حسن ، حقل شيخان في كردستان وحقل الرميلة في البصرة .
3- تختلف معدل الغاز المذاب في النفط الخام من حقل الى آخر ، تقدر معدل الغاز المصاحب في حقول كركوك بحوالي 230 قدم/ برميل من النفط الخام ، بحوالي 150 قدم مكعب/ برميل في حقل بطمة وبحوالي 50 قدم مكعب للغاز / برميل في حقل القيارة ، وبحوالي 1400 قدم3/ برميل في حقل الخباز. عليه تعتمد معدل استخراج الغاز الطبيعي في حقول النفط التي تحتوي على الغاز المذاب على كمية استخراج النفط الخام ، اضافة الى نوعية الغاز وماتحتوية من الشوائب التي تحدد كلفة تكرير النفط الخام وتنقية وتصفية الغاز الطبعي.من منطلق مفهوم المشاكل الجيولوجية والفنيية – التكنولوجية ، فأن (ادارة قطاع الغاز الطبيعي والصناعة الغازية والنفطية في كردستان أصعب مما هو في وسط وجنوب العراق) .
4- بسبب خصوصيات الغاز الطبيعي واهمال الحكومة الاتحادية من استثمار الغاز ادت الى حرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في حقول العراق ومنها في حقول كركوك ، وتقدر كمية الغاز المحترق يوميآ بحوالي 10 مليون دولار في اليوم ، والجدير بالذكر أشرننا عددة مرات على اهمية الغاز الطبيعي والدعوة من الجهات المعنية في اتخاذ كافة الاجراءآت لتوقيف حرق الغاز ، بل واستغلاله بشكل يخدم الدولة العراقية ، كما يتم لحد الآن بحرق الغاز الطبيعي من حقول كركوك ، وتقدر كمية الغاز المحترق بحوالي 6 مليون دولار في اليوم، في الوقت التي تحتاج محافظة كركوك بأمس الحاجة الى تنويع وارداتها ومنها واردات النفط والغاز من حصة البترودولار من بيع النفط والغاز الطبيعي وبعمليات التكرير في مصفى نفط كركوك .
1- د-حصة الاقليم من ميزانية العراق:
1- 1- تعتمد العراق الفيدرالي ومنها اقليم كردستان على أكثر من 93% من النفط الغاز.
2-عدم التزام الحكومة الاتحادية من ارسال حصة الاقليم شهريآ الى الاقليم منذعام 2014، لا سيما بعد تراجع اسعار النفط في العالم وانعاكاسها على ميزانية العراق والاقليم بحوالي 70% من الميزانية قبل 2014 ، واتساع رقعة الحرب الارهابية من داعش في العراق وفي اقليم كرستان وزيادة ضغط المهاجريين على حكومة الاقليم، كل ذلك ادت الى تسارع ونهوض حكومة الاقليم في مراجعة وتقييم الموارد المالية والاقتصادية في الاقليم بهدف اخراج الاقليم من الازمة المالية و من تداعيات الاحداث والازمة المالية على اقليم كردستان والعراق.
3- الخلافات المالية والنفطية وغياب الثقة بين بغداد واربيل ،كانت من احدى العوامل التي ادت الى غياب ،اوضعف( الشفافية) حول المعلومات النفطية في اقليم كردستان،مما انعكس سلبآ على الشارع الكردستاني ، ولاسيما في ظل غياب الاتفاق والقناعة بين القوى السياسية الرئيسية حول ادارة قطاع النفط في الاقليم .
واقع انتاج الغاز الطبيعي في كردستان :
الخصوصيات الفيزيائية والكيميئية وما تحملها مكامن النفط من الغاز الطبيعي بانواعه الثلاية ،تمكنت وزارة الثروات الطبيعية وعن طريق الشركات الاجنية من استثمار الغاز الطبيعي حاليآ ما هو مبين ادناه.
1-استخراج الغاز الطبيعي من حقل خورمور بمقدار 335 مليون قدم مكعب من الغاز لتوليد حوالي 70% من الطاقة الكهربائية في الاقليم . وهذه الكمية من الغاز تعادل بحوالي 9.8 مليون متر مكعب / يوم ، ولو نقدر سعر المتر المكعب من الغاز 2$ / م3 من الغاز، ستصل قيمتها المالية بحوالي 18 مليون $ / يوم ، وبحوالي 558 مليون دولار في الشهر ،وبحوالي 6.7 مليار دولار في السنة.
2-تزويد سوق كردستان يوميآ ( معامل الغاز المسال في كردستان) بحوالي 1500طن من الغاز المسال من شركة غاز الشمال في كركوك وبعضها من حقول الغاز في كردستان، وبسبب 1-عدم تأميين الغاز المسال ( حاجة السكن والمشاريع الاخرى) في كردستان ،2- وسوء الادارة والتوزيع والضعط المتزايد على الغاز، 3-( (المهاجرين ، 4-جبهة قوات البيشمركة بطول أكثر من 1050 كيلومتر بوجه الارهابين ( داعش) ،كل ذلك ادت وستؤدي بين الحين والآخر الى تذبذب اسعار قناني الغاز الطبيعي في كردستان .
2- 3-تجري الحديث في الآونة الاخيرة حول موضوع تصدير الغاز الطبيعي والنفط الى ايران عبر انشاء شبكة من خطوط تصدير النفط والغاز الى ايران ، اضافة الى برنامج حكومة الاقليم حول ارسال الغاز الطبيعي الى تركيا بحلول عام 2018-2020، ومنها الى اوربا عبر تركيا. تزامنت وأثارة هذا الموضوع بعد ان تعمقت الخلافات بين روسيا وتركيا وتهديدات روسيا على قطع تزويد الغاز الطبيعي الى تركيا التي تعتمد على58% من الغاز الروسي، وتوقف او انقطاع بين الحين والآخر من تصدير الغاز الطبيعي الايراني والاذربيجاني الى تركيا. كلها مؤشرات على أن (تسد الغاز الطبيعي في كردستان جزآ من الفراغ التي تنجم من انقطاع ،او تخفيض كميات الغاز التي تباع الى تركيا ) من قبل الدول الثلاثة ( روسيا ، ايران واذربيجان ).
الحلول والمقترحات:
ادارة وتطوير وتنمية استخراج والصناعة الغازية بحاجة الى انظمة وبرامج وتكنولوجيا صناعة الغاز الطبيعي – صناعة البتروكيميات والاستفادة من الخبرة العالمية في كافة المجالات ذات العلاقة بالغاز وبالصناعات الغازية (بدلآ) من تصدير الغاز الطبيعي، سيؤدي ذلك الى (1-تحول كردستان الى منطقة وسوق للصناعية وللصناعات النفطية والغازية ،2-يوفر عشرات بل ومئات المواد الاولية التي تدخل الغاز الطبيعي في صناعتها ،3-توفير آلآف من فرص العمل للمواطنيين في كردستان ،4- يوفر مداخل وتنويع الروافد المالية والاقتصادية في كردستان ،5-تنمية وتطور قطاعات الاخرى في الاقليم( الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات والطاقة البشرية ) من خلال تخصيص جزء من واردات النفط والغاز في دعم تلك القطاعات الاخرى ،6 - أضافة الى جعلها وسيلة في تنمية وتطوير مقومات بناء دولة كردستان وفي تعزيزالتعاون والعلاقات الكردستانية مع الدول الاقليمية والعالمية ).
عليه نناشد حكومة الاقليم والجهات المعنية ( شعبآ وحكومة) بتوجيه جهود العمل في قطاع صناعة النفط والغاز في كردستان وتسخير اهدافها وبرامجها نحو الهدف المنشود ( دولة كردستان ) وذلك من خلال :
1- تشكل عمليات الاسراع في انشاء المؤسسات الدستورية في ادارة النفط في كردستان كفيلة في ادارة هذا القطاع بشكل (افضل اكثر أدائآ من الناحية المالية وفي التوزيع العادل وفي ضمان تاميين ميزانية متواضعة ) لدى حكومة الاقليم في مواجهة المنعطفات والخواطر والازمات التي تواجة الاقليم والمنطقة ضمانآ في مواصلة مسيرة التقدم والبناء نحو الهدف المنشود وباقل الخسائر .
2-ـتآسيس شركة كردستان للغاز الطبيعي في كردستان بسبب أغناء كردستان بأحتياط كبير للغاز الطبيعي ، وتزايد دور الغاز الطبيعي محليآ واقليميآ ودوليآ كأفضل مصدر للطاقة النظيفة وصديقة البيئة ،ودورها في المجالات الصناعية المتنوعة ، ستفتح( روافد متنوعة مالية واقتصادية للأقليم ويوفر مقومات بناء دولة كردستان ).
3-تأسيس شركة كردستان للغاز الطبيعي (قبل عقد اية اتفاقية اوعقد غازي) مع أية جهة ستكون (مسؤولة في ادارة قطاع الغاز الطبيعي في الأقليم) وستكون كيفلة من تجاوز( النواقص والاخطاء والسلبيات التي نجمت من ابرام عقود النفط مع الشركات قبل تأسيس المؤسسات المعنية) في ادارة قطاع النفط في كردستان
4- الاهتمام (بصناعة النفط والغاز )سيرفع (واردات الاقليم للنفط والغاز الطبيعي) بحوالي( 3- الى 8 أضعاف) من واردات بيع النفط الخام والغاز الطبيعي، وستنعم مواطني كردستان بهذا التحول في حالة (ضمان التوزيع العادل وفي ضمان التنمية العادلة الجغرافية) على كافة المدن والقصبات والقرى في كردستان .
اربيل 14 تموز2016