• Friday, 01 November 2024
logo

الثروة المعدنية في كردستان

الثروة المعدنية في كردستان
عرض تاريخي مختصر عن الثروات الطبيعية في العالم :
كان الصيد أو القنص أو البحث عن الماء تشكل من اهم اعمال الانسان منذ القدم ،وكانت ادوات ادوات الانسان في الصيد هي الادوات التي تقدمها الطبيعة بنفسها اليه فيختار منها ما يلائم اغراضه، وكانت اولى تلك الاودوات هي الاحجار ولذلك سمبت هذا العصر بالعصر الحجري،وقد دام هذا العصر حوالي 7000سنة ، حيث تم خلال تلك الفترة انتاج بعض السلع من الطين ، وتم كشف الكثير من الاواني الطينية تحت الارض تعود الى الآف السنين قبل الميلاد، تلتها مرحلة اكتشاف المعادن مما اتيحت للنسان بعض الامكانيات التي ساعدته على تطوير وتحسين طرق صنع الاسلحة والادوات التي كانت تستعملها في العصر الحجري. كانت معدن الحديد من اولى المعادن التي عرفت الانسان ، لانه يسقط بصورة نقية تقريبآ من السماء في شكل نيازك ، واستغلت بعدها الكثير من الشعوب القديمة والامبراطوريات بعض الخامات المعدنية ( خامات الذهب، والنحاس واحجاز الزينة وخامات الالوان).
الموارد الطبيعية:
هي تلك اللموارد والظااهرات الطبيعية التي لا دخل للأنسان في وجودها، ولكنه يعتمد عليها في حياته ويتأثر بها ويؤثر فيها، وتشكل هذه الموارد الطبيعية الاساس المادي لعمليات الانتاج المختلفة وهي مهمة لوجود المجتمع البشري ومن اجل تحسين المستوى المادي والمعيشي للأنسان
اوجد الانسان منذ القدم ومنها ي كردستان العمل على استغلال الموارد الطبيعية والاستفادة منها تدريجيآ في تأمين غذائه وبناء مسكنه وتطوير حياته ، وتزايدت هذا الاستغلال حته وشدته وتركيزه مع الزمن الى ان وصلت الامور الى ما هو عليه اليوم من تدهور واستنزاف الموارد الطبيعية وتلوثها وتدهورهاز
إمكانية علوم الجيولوجيا في مجال التعدين:
تمكنت علوم الجيولوجيا من تحديد حالة تواجد الخامات، ووضعت نظريات عن نشاتها وطرق الكشف عن الخامات واستغلالها .، مما سهلت من اكتشاف مواقع تواجد الخامات المعدنية ، مما ساعدت الانسان انذاك لآ سيما في عصر الامبراطوريات القديمة من معرفة الكثير من المعادن ومنها ( الذهب، النحاس ، الرصاص، الزنك ، النيكل والكروم، الفوسفات ، خامات البناء وبعض احجار الزينة.)
تصنيف الثروات الطبيعية
تصنف الثروات الطبيعية بشكل عام الى ثلاثة مجموعات رئيسية:
1-خامات الطاقة( مواد بترولية ،مثل البترول السائل والغاز الطبيعي ) وخامات الطاقة الصلبة( الفحم، الطفلة الكربونية، الطفل الزيتي ، رمال القارة، يورانيوم ثوريوم)
2-الخامات الفلزية ،الحديدية(- حديد ،منغنيز ، تيتانيوم ، كروميوم ، نيكل ، كوبالت وغيرها) الغير الحديدية( نحاس ، رصاص ، زنك ، قصدير، زرنيخ وغيرها ) وفلزات نفيسة( بلاتين ، الذهب ، والفضة) .
3- الخامات اللافلزية ، مثل ( فوسفات ، كبريت ، ملح الطعام، بوتاسيوم، باريوم ، كوارتز ، رمال ، الاحجار ومن ابرزهم( كرنيت ، سربنتين ،) واحجار الكريمة( زمرد ،فيروز ، وغيرها).
استغلال خامات المعادن في كردستان
عاش الانسان القديم منذ القدم في مواقع كثيرة في كردستان، لاسيما في المغارات والكهوف الطبيعية( كهف شاندر ، كهف بيستون، هزار ميرد) وغيرها ، واستخدم الانسان انذاك النار لغرض التدفئة والانارة وفي الطبخ وفي حماية انفسهم من من الحيوانات المفترسة، تلتها مرحلة الاستقرار البدائي وبقيت الانسان تعتمد على الصيد والزراعة البدائية وفي تربية الحيواتان ( قرية جرمو) . انعكس ثقافة الانسان انذاك على التغييرات المتلعقةا بطبيعة الحياة السائدة المتمثلة بالاستقرار شبة اللبداني وصنع الادوات البسيطة وتطورها وفق حاجاتهم وامكانياتم وظروف معيشتهم.
أهم المقالع القديمة في كردستان:
آثار ومقالع الموارد الطبيعية القديمة في كردستان المتمثلة بمقالع احجار بناء الطواحين المائية ( مقالح الاحجار في جبل كارة)، خامات النفط والقير الفحم الحجري والملح ، واستخراج خام الحديد في جبال كردستان التي استخدمت بشكل عام في صناعة الادوات الزراعية والسلاح . تواجد بقايا خامات الحديد واكتشاف الادوات المصنوعة منها في العديد من المواقع الاثرية في كردستان ومنها( موقع تل جومل- قضاء السشخان) التي تعود تاريخ البعض منها الى الآف السنين ، اضافة الى تواجد مقالع حجر الصوان(جبل زاوا) في محافظة دهوك لغرض صناعة الادوات الحادة من حجر الصوان وفي صناعة التمائيل والاختام ، اضافة الى استخدامها لأغراض الزينة ، ويوجد الكثير من الادوات القديمة المصنوعة من حجر الصوان في بعض المتاحف الاثرية في كردستان، هناك العشرات من الامثلة عن استغلال الثروات الطبيعية في كردستان ، ولا مجال لنا لذكرهم هنا .
المرحلة المقبلة في استغلال المعادن في كردستان :
نشرت مؤخرآ وزارة الثروات الطبيعية دعوة الى الشركات الاجنبية في قطاع التعدين للأستثمار المعادن الفلزية في كردستان ، وتم تحديد سبعة بلوكان ( رقع استكشافية) للبحث والتنقيب واستخراج خامات المعادن الفلزية ،مثل ( الحديد، النيكل، النحاس، الكروم ، الرصاص ، الزنك، الفضة ) وغيرها. الرقعة الاستكشافية السبعة تقع على أمتداد حدود الاقليم مع تركيا وايران بطول أكثر من500 كيلو مترز
تقع بلوكان في محافظة دهوك- وهي بلوك زاخو وبلوك العمادية، وبلوكين في محافظة اربيل وثلأثة بلوكات في محافظة السليمانية ، وتم نشر معلومات عامة عن الخصوصيات الجيولوجية وما تحتوية كل منهم على خامات المعادن الفلزية .
تشكل مبادرة وزارة الثروات الطبيعية خطوة هامة في مجال استثمارالموارد المعدنية بهدف تنمية اقتصاد الاقليم وانعكاسها الايجابي على مجمل مرافق الحياة في كردستان .
أبرز معايير تنمية الموارد المعدنية في اقليم كردستان
1-ضرورة الادارة الواعية للموارد الطبيعية، وضرورة تحديد دور حكومة الاقليم في هذا المجال ، بدآ من الشعار الالماني القائل( على الدولة ان تقلل من تدخلها بقدر ما هو ممكن، وان تزيد من تدخلها بقدر ما هو لازم).
2-بحث امكان تحقيق التوازن بين قوة رأس المال وقوة العمل في كردستان .
3-بحث كيفية تجنب الخطر الاقتصادي في مجل التعدين مع تحقيق السلام الاجتماعي.
3-ادارة الموارد التعدينية بشكل يضمن منافع وخدمات ذات نفع اجتماعي واقتصادي مؤكد.
أبرز معايير رسم سياسة التعدين :
1-مشروعات التعدين يصاحبها مجازفة مالية كبيرة ، بدأ باالبحوث الجيولوجيىة وانتهائآ استخراج الخامات المجهزة لمرحلة التصنيع او السوق.
2-التعرف الجيد والحقيقي عن الخامات والثروة المعدينة الكامنة في الاقليم تمهيدآ لأختيار الصالح منها للأستغلال الاقتصادي طبقآ للأوليات المحددة.
3- يتميز التعدين بأنه احدى الصناعات التي لايمكن ان تنقل خبراتها بالكامل من اي مصدر من مصادر الخبرة العالمية، لانه لايوجد ظروف تكوين واحدة وخواص طبيعية وكيميائية وبيئية واحدة لخامة واحدة، وكل منجم هو حالة خاصة قائمة بذاته، مما تتطب ذلك تنمية الخبرات المحلية الواعية والاستفادة من التطور العلمي والعملي في التكنولوجيا ومعدات التعدين لحل المشاكل المحلية للخامات.
4- الاستخدام الامثل الموارد المعدينة وعدم هدرها،مع تقييم مدى تاثير النشاط التعديني على تلوث البيئة.
5-توضيح العلاقة بين معدل النمو الاقتصادي واحتياطي خامات المعادن المتاحة في الوقت الحاضر وفي المستقبل .
الصعوبات والعراقيل التي تواجه مشروع استثمار المعادن الفلزية في كردستان:
هنلك جملة من العوامل ( الطبيعية والقانونية والامنية والعمليمة) التي يجب العمل في معالجتها وتهيئة الارضية النتاسبة في كافة المجالات ذات العلاقة في استخراج المعادن في الرقع الآستكشافية السبعة قبل توقع العقود مع الشركات الاجنية (ضمانة لعدم تكرار بعض الاخطاء في مجال النفط والغاز وتداعياتها على مرفق الحياة في الاقليم) تم توقيع عقود النفط مع الشركات قبل تأسيس المؤسسات الدستورية في ادارة قطاع النفط.
1-تقع الرقع الاستكشافية السبعة على أمتداد حدود الاقليم مع كل من تركيا( 377 كيلو متر) و حوالي 125 كم مع ايران ، وتشكل تلك المنطقة من الناحية الجيولوجية جزآ رئيسيآ من ( المنطقة الزاحفة- ذات التركيب الجيولوجي والجيومورفوجي – تضاريس سطح الارض المعقدة )، وذات مناخ بارد في الشتاء التي لا تسهل العمل فيها بسهولة .
2- أغلب تلك الرقع السبعة الاستكشافية خالية من المواطنين بسبب الاوضاع الامنية ( قصف القرى من قبل القوات الايرانية والتركية ) ، ولاسيما خلال الفترة الأخيرة ،حيث توجد حوالي 650 قرية فارغة من سكانها نتيجة ضعف وحتى فقدان مقومات السكن والعيش والنقل والعمل وغيرها المرتبطة بحياة سكان تلك القرى .
2-لايوجد لحد الآن قانون ( التعدين والمناجم) – او قانون المعادن الفلزية لكي تصبح لكي تصبح اساسآ في تحديد أطار عمل للشركات الآجنية في مجال البحث والتنقيب والاستكشاف واستخراج والصناعة المعدينة في كردستان.الجدير بالذكر قدمت وزارة الثروات الطبيعية قبل أكثر من 4 سنوات ( مشروع قانون المعادن الفلزية ) الى برلمان كردستان، لكنه لم يتم التصديق علية.
3- غياب قانون المعادن الفزية في كردستان يصعب من الناحية الدستورية من ( تأسيس كردستان للمعادن الفلزية) المسؤولة المباشرة من الناحية الدستورية بعمليات النشاط التعديني في كردستان وبالنتسيق وربما بالعمل المشترك مع الشركات الاجنية في قطاع التعدين في كردستان .
4-عدم توفر المعلومات الدقيقة العلمية والعملية عن انواع ومواقع وحجم احتياطات خامات المعادن الفلزية والجدوى الاقتصادي لها ، اضافة الى قلبة الخبرة والمختصيين في مجال التعدين في كردستان
الحلول والمقترحات:
1-تشريع قانون المعادن الفلزية وأنشاء( شركة كردستان للمعادن الفلزية) قبل اية (عقد مع الشركات الاجنبية) في مجال استثمار المعادن الفلزية في الرقع السبعة في كردستان.
2-تفضيل الشركات الايرانية والتركية في العمل في هذا المجال على ( شرط ضمان اعادة الأمن والاستقرار المناطق الحدودية مع الدولنين) ومنها ضمن حدود الرقع الاستكشافية السبعة .
3- أنشاء (معهد او جامعة الثروات الطبيعية) في كردستان لغرض اعداد القياديين وتوفير المعلومات العلمية والعملية الدقيقة عن المعادن ومنها الفلزية في كردستان ومن ضمنها الموجود في الرقع الاستكشافية السبعة .
4- يفضل الاهتمام بالثروات الطبيعية الاخرى في اقليم كردستان( الاحجار، الاملاح ، مواد البناء م صناعة السمنت والحص ) لكونها موقع تواجدهم تتسم باللأستقرار والأمن و بعيدة من المناطق الحدودية ، اضافة الى كونها تنسجم مع خطو حكومة الاقليم في تنويع مصادر وروافد اقتصاد الاقليم عن طريق الاهتمام بلصناعة ومنها الثروات الطبيعية والزراعة والسياحة والطاقة البشرية ، والادارة الرشيدة .

* مستشار الأمن الاقتصادي في مؤسسة حماية الأقليم
Top