• Friday, 22 November 2024
logo

ظاهرة معاداة الرئيس البارزاني

ظاهرة معاداة الرئيس البارزاني
بقلم/ الدكتور عرفات كرم ستوني
نائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب العراقي
--------------------------
تفكرت مع نفسي، وتأملت كثيراً في هذه الظاهرة التي كادت تتحول الى ثقافة يتباهي بها كثير من الساسة في كردستان وفي العراق و خاصة من بعض الساسة الشيعة حصراً فتبين لي أنه لا يعادي الرئيس البارزاني إلا رجل جاهل بحقيقته، وأما حاقد مبغض أعمى الله بصيرته لرؤية الحقائق، و يخبرنا التأريخ أن كل من عادى هذا الرجل العظيم سقط في الهاوية، و دخل في مزبلة التأريخ بصورة مزرية، و سبب سقوط أعداءه ومبغضيه أن الرجل مستعد للتضحية بروحه من أجل أمته ووطنه ومبادئه التي يؤمن بها، أين تلك الحكومات التي أعلنت حربها عليه؟ أين أولئك الساسة والقادة الذبن تآمروا عليه؟، ذهب الجميع و بقى الرجل صامداً أبياً، لست هنا للكتابة من تأريخ الرجل، وإنما قصدى الدفاع عنه ضد تخرصات و ترهات و خزعبلات بعض الساسة الفاشلين في الحقل السياسي و ميدانه، والذي يؤسفنا ويؤلمنا أن إخواننا بغوا علينا من الأخوة الشيعة الذين كانوا بالأمس القريب معنا ضد الطاغية، فإذا بهم اليوم وراء حملة مسعورة ضد الرئيس البارزاني، والأدهى من ذلك الصمت الشيعي تجاه هذه الحملة الشرسة، والهجمة البربرية لبعض ساستهم، هل نسيتم أيام الشدة والبأساء في كردستان وفي المعارضة، سحقاً لشدة تجمعنا ولرخاء يفرقنا، أهذه هي أخلاق العرب وأشياع أهل البيت؟ هل تذكرون الأيام الخوالي عندما كنا نجاهد معاً ونعاني معا، ونصول معا، ونقاتل معا، ونفرح معا، ونحزن معا، وبين ليلة و ضحاها نسيتم ذلك كله، هل تتذكرون أخلاق البارزاني في تعاملهم مع الأسرى العراقيين من أبناءكم؟ من كان يجرأ أن يقول كلمة نابية لأولئك الأسرى؟ مع ما عاناه الكرد بإيديهم، وقد عاد الأسرى الى أهاليهم سالمين، حذاري أن تكونوا سبباً في كراهيتنا لكم، وبغضنا لكم، قلنا ولا نزال نقول: نحن و أياكم يجمعنا التأريخ المؤلم، هل نسيتم ذلك التأريخ؟
كان بأمكاننا أن نعلن دولة كردستان بعد سقوط صدام، وكان العراق هشاً ضعيفاً، وكنتم ضعفاء، ولكن أخلاقنا، وتعاهداتنا منعتنا أن نترككم وحدكم، لأننا كنا معاً في الشدة، وتعاهدنا معاً على بناء عراق جديد، وقد عاد البارزاني مع شدة معارضة شعب كردستان، الى بغداد وبقي شهوراً، وتحمل مخاطر الأرهابيين، وأستشهد اثنان من حمايته الشخصية و جرح آخرون، ولأول مرة شعر البارزاني أنه عراقي ينتمي الى هذا الوطن، وتمت كتابة الدستور الدائم للعراق ليجمعنا، ولكن مع الأسف الأسيف تحول إخواننا الى أعداء بعد أن قويت شوكتهم، و دخلوا في الرخاء و حبوحة العيش الرغيد، و بدأوا رويداً رويداً بمعادتنا، حتى بلغ الأمر الى درجة السحق و المحق، و قطع أرزاق الناس، وبقى الأخوة الشيعة في صمت عجيب، قلنا ربما سيراجع أخواننا أنفسهم، لكن تبين لنا أنه ما من يوم إلا والذي بعده أسوأ، ومن ثم بدأت التهم والإتهامات تترى، حيث أتهموا البارزاني ظلماً و جوراً بسقوط الموصل و دخول داعش، وما الى ذلك من التهم الخطيرة الباطلة، والتي كشف زيفها مجلس النواب العراقي من خلال لجنة تحقيقة نيابية، وبعد تحرير قضاء سنجار من براثن داعش جاءت التهمة الأشد، حيث وصفوا تحريره بالإحتلال، بدل أن يقدموا التهاني للرئيس البارزاني الذي أستطاع بنفسه الإشراف على هذه المعركة مع أن عمره لا يناسب هذه المواطن، والأخطر أنهم يريدون تحرير المدينة من البيشمركة، وكأن القوم يفضلون بقاءها تحت سيطرة داعش بدل البيشمركة، لذلك نطالب العقلاء من إخواننا الشيعة و خاصة المراجع الدينية بإسكات هذه الأصوات المحرضة على الفتنة، مرة بالأستهزاء باللباس الكردي، و مرة بوصف قادتنا بأوصاف غير حضارية، وهي تعبر عن مدى انهيار هذه العلاقة التاريخية بيننا،لقد تحملنا كثيراً وتوقعنا أن تكون هناك وقفة و صوت من جانب إخواننا لوأد هذه الفتنة، ولو استمرت هذه الأصوات بقذف هذه الإتهامات، فإن رد فعل الشارع الكردي سيكون عنيفاً وقاسياً، وكأن لسان حالهم أرحلوا فهذا ليس بلدكم، وإذا كان ذلك كذلك، فإننا مضطرون لفتح صفحات التأريخ، لأن التأريخ يخبرنا أن الإستعمار الغربي هو الذي جمعنا وأياكم في بلد اسمه العراق رغماً عن أنوفنا، فكفى تقديساً لشئ صنعه الإستعمار، إذا كنتم تريدون شراكة حقيقة فأهلا وسهلاً، وإذا بقيتم مصرين على هذه الإتهمات وثمة صمت شيعي، فهذا إن دلّ على شئ دلّ أن موعد الفراق قد حان، وسنعود الى أربيل، لكم تراثكم ولنا تراثنا، لكم ثقافتكم ولنا ثقافتنا، لكم تأريخكم ولنا تأريخنا، لكم حضارتكم ولنا حضارتنا، لكم دينكم ولنا ديننا، وكفى الله المؤمنين القتال.
Top