ملاحظات حول تصريحات النائبة آلاء الطالباني حول الرئيس البارزاني.
في الآونة الأخيرة وبين الفينة والأخرى نرى على شاشات التلفاز وفي الخطوط العريضة من الصحف تصريحات طائشة ومستفزة من هنا وهناك وخاصة من قبل بعض نواب الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي ضد الرئيس البارزاني، وآخرها مقابلة النائبة آلاء الطالباني في قناة دجلة الفضائية، حيث كدأبها تحاول دوما أن تظهر بلبوس الوطنية، وتبدو للأخوة العرب أنها هي وحزبها الحريصان الوحيدان على مصالح العراق وكردستان، وأن الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه البارزاني هما سبب المشاكل والقلاقل، ولولا خشية العذال لقالت أن البارزاني سبب الزلزال, على أية حال، لقد فرح الحاقدون والأعداء والمتآمرون على تجربة كردستان الرائعة بمثل هذه التصريحات المزرية، حيث سارع موقع ملتقى البشائر التابع لنوري المالكي إلى نشرها مستبشرا وفرحا ومسرورا، ومن ثم جاءت النائبة المريضة نفسيا والحاقدة على الكرد وكردستان جبليا حنان الفتلاوي لتزف الخبر على موقعها لجميع الحاقدين وأعداء كردستان، قائلة: وشهد شاهد من أهلها، نقول للنائبة آلاء ومن يحذو حذوها، هذه التصريحات وأخواتها لا تزيد الرئيس البارزاني إلا عظمة وقوة وصلابة ووشموخا، فهو كالصخرة تتحطم عليها تصريحاتكم ومؤامراتكم وضغائنكم، كفاه فخرا أنه قصم ظهر الدواعش، كفاه شرفا أنه يعتز بقومه ووطنه، كفاه نبلا أنه يقضي جل وقته مع البيشمركة، كفاه عزة أنه لم يركع لأعداءه، ولم يساوم على مصير شعبه، إنه سطر تاريخا مكتظا بالتضحيات والمواقف الوطنية والقومية، وهذا قد شهد به الغربيون وكثير من قادة العرب، ثم لعلمكم إن الرئيس البارزاني لم ولن يتراجع قيد أنملة عن استقلال كردستان، كما ذكرتم في مقابلتكم، لأن ذلك حق قومي ودستوري وقانوني، فهو ليس صدقة يتصدق بها غيرنا.
ثم لنسأل العقلاء والحكماء من الاخوة العرب، من الذي أوقع العراق في هذا المأزق الخطير، من الذي أدخل داعش إلى العراق؟ من الذي حرض على الحرب الطائفية؟ من الذي هدر المال العراقي وخاصة موازنة 2014؟ من الذي أعاد العراق إلى عهود التخلف والتقهقر والتضعضع؟ ما علاقة البارزاني بهذه القضايا؟ ثم تأتي النائبة المذكورة ودون حياء وخجل فتتهم الرئيس البارزاني بأنه سبب المشاكل؟ ثم تأتي لتضيف تهمة أخرى قائلة: إن إقليم كردستان هو الذي خرق الاتفاق النفطي، من الذي خرق الاتفاق؟ من الذي عطل تسليح البيشمركة؟ من الذي لم يدفع الرواتب؟ أتريدين أن نركع لبغداد - وهذه أمنياتكم فبغداد أحب إليكم من أربيل، وعندما تعودون لبغداد تتهللون وكأنكم إلى بلادكم الحقيقية تعودون- نعم إنها تريد أن نستسلم لبغداد، لكي تتعامل مع كردستان حسب ذوقها ومزاجها ورغبتها، إن رضيت أعطت، وإن غضبت منعت، كان ينبغي للنائبة المذكورة أن تذوب عن حياض كردستان، فكردستان تقاتل أشرس منظمة إرهابية، وتأوي مليون وثمانمائة ألف نازح، ولم تستلم فلسا من موازنة 2014 الاتحادية التي ابتلعها أحبابها وخلانها وأصدقائها ومعجبوها ومحبوها المعروفون.
إن الذي أبى أن يستسلم لمن كان أقوى من هؤلاء جيشا وأسلحة وقوة وصلابة وشوكة وهيبة وشراسة وعداوة وقسوة وجفاء وهم البعث، لن يستسلم لمن لا يستطيع الذود عن أراضيه من الدواعش، إن الرئيس البارزاني يا سيدتي النائبة قضى حياته كلها في سبيل قضية عادلة وهي القضية الكردية، وهو مستعد أن يضحى بحياته من أجل كردستان، فمثل هذه التصريحات منك ومن غيرك لا تزيده إلا قناعة وصلابة في المضي في هذا الطريق المبارك، إنه طريق الأحرار والأبطال الذين لا يركعون لمن يريد لشعبه الذل والهوان، ولا يستسلمون لمن يعادي قومه ووطنه آناء الليل والنهار، لذا نصيحتنا لكم أن تكفوا عن مثل هذه التصريحات المشينة والمزرية، ولقد تجاوزتم وتخطيتم الحدود، أليس من العار والشنار أن تعادوا قادتكم وشعبكم ووطنكم من أجل أن يثني عليكم من لا يحمل في قلبه إلا الحقد والضغينة والعداء تجاهنا، دعنا نتوحد ونتكاتف من أجل بناء وطننا، وخدمة شعبنا، لأنه قد عانى شعبنا الكثير الكثير من هذه الحكومات المتعاقبة، التي كادت تتشابه في عقليتها وسلوكها وتعاملها ومواقفها.