بعد عام عجاف... وصايا حمورابي للسيد العبادي
ولعل في ذلك مختصر لتأريخ الكورد في دولة عراق اليوم والذي رغم حداثته فإن أحقاب من تأريخيه المكتوب والغير مكتوب يعج بأوزار ظلم الحاكم للرعية. وفي آخر لقاء صحفي له إختصر زعيم الكورد مصطفى البارزاني محنة شعبه قائلا: "الأصالة هي من سمات شعبي ورغم أنه خذل إلا أنه يستحق الكرامة والعزة شأنه في ذلك شان كل شعوب الأرض". إلا أنه ورغم تبرير تأسيس العراق الحديث وعلى لسان مس بيل بأنه ضرورة مؤسفة (at best a regrettable necessity) إلا أن حالة التأسف الشديدة على هذه الضرورة التأريخية لم تسعف المواطن العراقي المسكين من آلام الشعور بالمواطنة من الدرجة الثانية. وكما لم تفلح الأنظمة المتعاقبة في العراق (ملكيا كان أو جمهوريا) من معالجة هذا الغبن المفرط والذي ما زال المواطن يرزح تحت وطأته الثقيلة. ولقد كانت ولا زالت براعة الحكام في العراق تكمن في زخرفة وتبرير الظلم ذاته وبألوان عدة مرة بالطائفية وأخرى بالمذهبية وهم نسوا وتناسوا سمو حكمة حمورابي في حكم الرعية. وقد يفسر ذلك لنا لماذا أخفقت عائدات النفط الهائلة من إنتشال المواطن من محنته مع حاكم اليوم والأمس. فالحكاية تعيد نفسها ولكن بفصول مبتكرة وبما يخدم هيمنة الحاكم المطلقة وتحجيم متقن لدور المواطن وفي ذلك محنة العباد الآن في طول وعرض البلاد. فثورة الرعية المظلومة في العراق لم تقم الآن لمجرد إستباحة المال العام فقط ولكن لإستباحة كرامة هذا المواطن المسحوق في بلاد النفط والمعادن والمياه والخيرات. وبعد عام عجاف أما آن الأوان في أن نتأمل فيما يمكن أن تحتويه رسالة أبو الدساتير حمورابي الى والي العراق السيد العبادي:-
• اللإلتزام بالأبوة الحقيقية لآبناء البلاد والذين يعانون من أزمة المواطنة المتفاقمة في عقول العباد
• الألتزام بأنهاء دولة السلطة في البلاد وبناء دولة المواطنة لكافة العباد
• الألتزام السياسي والأخلاقي بتطبيق العدالة الأجتماعية للعباد في طول وعرض البلاد
• تعليم الأجيال روح المعايشة في البلاد وعلو القانون فوق رؤوس كل العباد
• ترسيخ روح الأيمان في الأجيال للذود عن انسانية العباد قبل تراب البلاد
• تبني الديمقراطية لحفظ كرامة العباد والتنمية لأعمار وتطوير البلاد
• المسؤول هو مسؤول أمام العباد وحسب لوائح البلاد