خطورة تسليح عرب السنة على كوردستان
اولا: هو ذكر عرب السنة مع الكورد في هذا القرار, في تصوري هذا إجحاف كبير في حق الكورد من قبل أمريكا.
ثانيا: إن تسليح العرب السنة مسألة خطيرة جدا وسيهدد الكورد في القريب العاجل.
أما أولا قد يعتقد بعض الناس أن هذا مبالغ فيه وأنه ليس إجحاف كما اتصور. وخاصة في هذه الأيام التي يصطف فيه عرب السنة مع الكورد وتربطهم الآن علاقات قوية. ولكن أقول لهؤلاء نعم أنه ظلم في حق الكورد من قبل أمريكا وذلك لأن الكورد تعرضوا خلال فترة نضالهم الطويل من أجل نيل حريته واستقلاله الى القتل والتهجير والكيمياوي ودمر أكثر من 4500 قرية عن بكرة أبيها في حين كان قيادات السنة التي كانت تحكم بغداد حينذك السبب المباشر لهذه المعانات.
الكل يعلم أن الكورد كان ولا يزال الحليف الإستراتيجي لأمريكا واستطيع القول أن كوردستان هي المكان الوحيد في العالم لم يتعرض فيه الجنود الأمريكان للتهديد والقتل والخطر, فلو نظرنا إلى العراق بعد 2003 استقبل الكورد القوات الأمريكية بالورود في حين استقبلهم عرب السنة بالرصاص. فهل كان من العدل أن يذكر مشروع القرار الكورد والسنة في هذا القرار معا؟؟!!
وأما الجانب الخطير في هذا القرار هو تسليح عرب السنة, لان الأخير حتى الآن ليس له جيش منظم ولا قيادة منظمة ولكن إن صدر هذا القرار واصبح في حيّز التنفيذ سيكون للسنة جيش منظم ومسلح ومدرب من قبل الجيش الأمريكي وسيكون مهمة هذا الجيش بعد داعش هو الوقوف أمام تطلعات الكورد في نيل استقلاله وذلك لاننا لا نجير الشيعة بل نجير السنة ويعتبر الأخير أن الكورد يحتلون ارآضيهم وهذا واضح من خلال تصريحات قادتهم هنا وهناك. وكذلك فإن الكثير من النخب السنية ما زالوا يعيشون في الماضي ولم يستعبوا عراق ما بعد صدام. لهذا فأنا لست متفائلا من تسليح السنة.
إلا إذا إشترطت أمريكا على السنة عدم الوقوف أمام تطلعات الكورد في نيل استقلالهم في المستقبل القريب وبذلك سيكون القرار 100% في صالح كوردستان.
وأخيرا أقول نعم الكورد باعتباره كلاعب صغير في الشرق الأوسط لا يستطيع أن يملي شروطه على أمريكا وفيما تتخذه من قرارت لصالحها ولكن تستطيع القيادات الكوردية أن تستنكر هذا أو أن تعبر عن قلقها إزاء تسليح السنة كما يفعل مسؤولي الشيعة في بغداد. واعتقد أن زيارة الرئيس البارزاني إلى أمريكا فرصة لا تعوض لتبليغ المسؤولين في أمريكا عن قلق الكورد. وارجو أن يعود البارزاني هذه المرة ببشرى ساره إلى الشعب الكورد.