• Friday, 22 November 2024
logo

الأتحاد الأوربي والعراق والكورد (2)

الأتحاد الأوربي والعراق والكورد (2)
* جلسة اللجنة البرلمانية الأوربية بصدد العراق

عقدت اللجنة البرلمانية الخاصة بالعراق في البرلمان الأوربي يوم 4/12/2014 بمقر البرلمان الأوربي جلسة عمل أستمرت أكثر من(4) ساعات وأفتتحها ديفيد كامبل بانرمان رئيس مبعوثي البرلمان الأوربي للعلاقات مع العراق بكلمة(حضر الى جانبه همام باقر الجعفري نائب رئيس مجلس النواب العراقي بينما أعتذر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري عن الحضور لأرتباطه بإجتماع آخر في بروكسل) نوه بانرمان خلالها الى نقاط دعم البرلمان الأوربي للحكومة العراقية الجديدة وحثه للحوارات القائمة بين جميع مكونات البلاد أو التي يعقدها معهم من جهة والممارسات الوحشية لتنظيم داعش وأعلن مساندتهم للجيش العراقي و قوات بيشمه ركه كوردستان في الحرب ضد الأرهاب من جهة أخرى وأكد على أستمرار أرسال المساعدات الأنسانية للنازحين من مناطقهم و رحب بحرارة بالأتفاق الأخير بين الحكومة الفدرالية وبين أقليم كوردستان وأنه ليس من المقبول أن تحارب البيشمه ركة، و بدون رواتب، على جبهات القتال و بهذا الصدد فقد أكد بانرمان على مسألة الأطفال
والنساء المختطفين وبالأخص النساء والفتيات الأيزديات منوها الى عمليات القتل وتدمير المناطق الأثرية الأصلية، من جانبه فقد أشار همام حمودي الى مضامين كلمة رئيس الجلسة بهذا الشأن و قال: لقد كان التقرير واقعياً مستعرضاً في ذلك خلفيات القرارات التي أتخذتها حكومة العبادي ومنها(أقامة توازن بين القوى المذهبية داخل مؤسسات الدولة، إعادة بناء القوات المسلحة من جديد، أصدار قرارات العفو العام وأطلاق سراح أكثر من 3000 معتقل في السجون)، وواصل تنويهاته قائلاً(هناك عدو مشترك لنا ولا يقبل النقاش وهو عدو عقائدي و يتعامل بسياسات القتل والدمار وأستعباد الناس) واضاف: أنا في غاية الخجل عندما أتحدث بهذا الأسلوب عن عراق يعتبر بلد انطلاق الحضارات في التاريخ ثم وصف تنظيم داعش و ممارساته تلك بإنه سرطان خطير و صناعة أسلامية عربية وعلى العراق والمسلمين كافة مواجهة هذه الصناعة الدينية والتصدي لها وأضاف قد يكون فكر داعش عربياً أو اسلامياً إلا أن قوته قادمة من أوربا وتحولت بعد أحداث سوريا الى تحد عالمي وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولية التصدي لهذا التحدي بعدها نوه الى الأجتماع الأخير لمنظمة اليونسكو في 3/12/2014 تحت شعار( كيف نواجه داعش بأساليب ثقافية و حضارية) والتساؤل الوارد اليوم في البرلمان الأوربي:
كيف يتمكن العراق، و بدعم أوربي، من مواجهة هذا الموضوع) فداعش هو حالة جديدة في العراق وعلينا جميعاً أن نكون على أهبة الأستعداد لمواجهته ليس من الناحية السياسية فحسب بل ومن الناحية النفسية أيضاً لأن عدداً كبيراً من
مسلحي داعش قدموا من أوربا وأنضموا الى هذا التنظيم، فهناك على سبيل المثال أكثر من 1000مسلح من فرنسا و 400 مسلح من ألمانيا أنضموا اليهم واشار الى أن العراق يواجه هذه الأزمة على مستويين هما على مستوى الجيش والبيشمه ركة من جهة وعلى مستوى الحشد الشعبي من جهة أخرى..
* أولا: محاور الأجتماع.
1-التحديات العسكرية و مواجهة داعش: وقد تداول رئيس البعثة الأمريكية لدى الأتحاد الأوربي في هذا المحور .
2-الحوار السياسي حول المسائل الأقليمية ذات المصالح المشتركة، وتحدث فيه رئيس قسم شبه الجزيرة العربية و مسؤول ملف ايران والعراق في دائرة الخدمات الأساسية في الأتحاد الأوربي و رئيس هيئة التعاون الجغرافي لأواسط آسيا والشرق الأوسط.
3-مسائل حقوق الأنسان، المسائل الأنسانية وأزمة اللاجئين: وتحدث فيه عدد من الخبراء المختصين بهذه الحالات.
4-وتم تخصيص مايناهز ساعة واحدة من الوقت للتباحث بشأن تلك المحاور إلا أنه لم يسمح لغيرهم بتداول هذه المحاور بسبب ضيق الوقت.
* ويمكن تلخيص نقاط التباحث فيما يأتي:
* مساعدة العراق في الوضع السيئ الذي تعرض له هي من مصلحة الجميع .
* التعاون مع العراق في مسألة تدريب القوات الأمنية.
* أستعداد الأتحاد الأوربي لدعم أعمال مواجهة الأرهاب وأنهاء أفكار الأرهابيين.
* التأكيد على حقوق الأنسان.
* وضع برنامج العمل للفترة 2014- 2018.
* على مجلس النواب العراقي- أن يكون أكثر نشاطاً و معالجة النواقص ذات العلاقة ب(60) نصاً قانونياً وارد في دستور عام 2005 .
* التأكيد على أستقلال القضاء وأبعاده عن السياسة.
* التأكيد على عملية أعادة بناء الدولة العراقية والتي تتجسد في بناء المؤسسات المدنية حيث يتسم الأتحاد الأوربي، في هذا الحال و يتمتع بخبرات واسعة يمكن الأستفادة منها مع الأشارة الى منح مزيد من الأستقلالية للأقاليم و تطوير وتنمية روح المواطنة بعيدا عن الأسس الاتنية والطائفية.
* العراق بحاجة ماسة الى مصالحة عامة و تجسيد روح أحترام التعددية.
* وعلى المستوى الأقتصادي فقد تمت الأشارة الى الأزمة المالية التي يتعرض لها العراق بسبب أنخفاض اسعار النفط الخام مع تنويه دقيق بالأتفاق الأخير بين أقليم كوردستان و بين الحكومة الأتحادية ووصفوه بالأيجابي والأشارة الى مسألة التهريب غير القانوني للأموال الى خارج البلاد وأكدوا بهذا الشأن أن العراقيين هم وحدهم الجديرون بالأستفادة من ثروات بلادهم.
* بأمكان الأتحاد الأوربي أن يؤدي دور الحكم الى جانب اللاعبين الأقليميين لمعالجة مشكلات العراق.
* وسيتعاون الأتحاد الأوربي في وضع برنامج مقترح للأعوام 2013 - 2017 خاص بما يأتي: البرنامج الوطني العراقي- سيادة القانون و حقوق الأنسان، دعم الدراسة الأساسية والأعدادية والطاقة المتجددة.
* يرى الأتحاد الأوربي أن هناك ضرورة ملحة لأعتماد برنامج شامل يتضمن جميع الجوانب العسكرية والسياسية والتنموية.
* ثانياً: الملاحظات حول الأجتماع.
* ضم وفد مجلس النواب العراقي، فضلاً عن السيد حمودي، فيه السادة(يونادم كنة، آلاء طالباني، صلاح الجبوري، صادق روكايي، فيما ضم وفد وزارة الخارجية العراقية السفيرة صفية السهيل مسؤول الدائرة الأوربية في الوزارة والتي لم تكن عند مستوى تلك الخلافات والمشكلات والمسائل الجوهرية موضوعة البحث لأنه قد تم فيها، الى جانب المسائل العسكرية، تداول و مناقشة العديد من القضايا السياسية وذات العلاقة بشؤون الدولة والمسائل الفكرية العميقة حيث عرضت مجموعة ملاحظات ضعيفة جداً، ولم يكن أعضاء الوفد بأحسن منها ايضاً بحيث أضطر معها رئيس الجلسة الى مقاطعتهم طول المواضيع التي طرحوها و ضعفها و تلخصت كل مساعي الوفد العراقي في دعوة الأتحاد الوطني الأوربي لأرسال خيم الى اللاجئين في بلد(العراق) تتجاوز موازنته السنوية(100) مليار دولار.
* كما أن أعضاء الوفد الكوردي(الذين حشكو- داخل الوفد العراقي، لم يؤدوا هم الآخرون دورهم المفروض سيما في المسائل ذات العلاقة بالأمان التي تتعرض لها حكومة أقليم كوردستان بسبب الأهمال والتهميش المتعمد لها من قبل بغداد، وبالأخص ذات العلاقة بتسليح البيشمه ركه في مواجهة الأرهاب.
* ولم يقم ممثل حكومة أقليم كوردستان لدى الأتحاد الأوربي بواجبه المنتظر منه بل ظل ساكتاً على مدار الجلسة .
* ثالثاً: الأتحاد الأوربي وأقليم كوردستان:
لقد وجه الأتحاد الأوربي منذ عام 2003 ولاحقاً عنايته وأهتمامه بأوضاع العراق وأقليم كوردستان وكانت هناك مجموعة مناسبات مهمة لتنمية تلك العلاقات مع الأتحاد الأوربي ومنها زيارة الرئيس البارزاني لمقر الأتحاد في بروكسل يوم 10/11/2009 وكذلك لقاء سيادته مع خافير سولانا المنسق الأعلى للدفاع والأمن في أوربا، وأجتماعه مع لجنة الشؤون الخارجية في الأتحاد الأوربي وبحث التطورات السياسية العراقية والتحديات المستقبلية وكذلك زيارة الرئيس البارزاني الرسمية للبرلمان الأوربي بناء على دعوة من لجنة العلاقات الخارجية فيه يوم 21/1/2014 حيث قدم سيادته كلمة مهمة قال فيها: نحن في أقليم كوردستان أعتمدنا سياسة و ثقافة التسامح والتعايش وقبول الأخر، و يتمتع أقليم كوردستان بمستوى متقدم من الأمان والأستقرار في حين أننا نحتاج و نحن في بداية بناء مؤسساتنا الديمقراطية، الى تعاونكم و مساندتم
طريقاً لبناء تلك المؤسسات على أسس سليمة و معاصرة و نتطلع في ذلك الى مساندتكم و دعمكم لحقوق شعب كوردستان، وكلنا أمل أن تكون لنا مندوبية أو ممثلية خاصة داخل الأتحاد الأوربي، و يكون ذلك بمثابة تعاون جدي لتنمية العلاقات بين أقليم كوردستان وبين الدول الأوربية سيما في المجالات الأقتصادية و ندعوكم لدعم العملية السياسية في العراق على أساس الألتزام بالدستور والمبادئ الديمقراطية والفدرالية ومواجهة الأرهاب في العراق و والمنطقة بصورة عامة..
بعدها، و في يوم 6/11/2014 قام السيد مستشار مجلس أمن أقليم كوردستان مسرور بارزاني بزيارة مقر الأتحاد الأوربي و طالبا في كلمة له ألقاها أمام البرلمان الأوربي، بتسليح أقليم كوردستان و تزويده بأسلحة ثقيلة وأكد أن تنظيم داعش الذي يواجهه الأقليم، إنما يشكل خطراً على العالم كافة كونه لا يعترف بأية حدود وقال نصاً: لقد تصدى أقليم كوردستان لتنظيم داعش نيابة عن العالم جميعاً) منوها كذلك الى نزوح مئات الآلاف من المواطنين المدنيين اللاجئين من مناطق شمال العراق و المناطق الكوردستانية خارج إدارة الأقليم، وأضاف:
لقد تعرض أهالي شنكال(سنجار) الى إبادة جماعية وتم سوق الآلاف منهم الى الموت وأختطاف نسائهم و فتياتهم من قبل داعش وأستطرد قائلاً: إن حكومة أقليم كوردستان لم تتلق اية مساعدات مادية من الحكومة العراقية لمواجهة داعش، وأوضح(لم تتوقف بغداد عند عدم تزويدنا بالمساعدات الأنسانية والأسلحة فحسب، بل
قامت بقطع حصة الأقليم من الموازنة الفدرالية. ورواتب موظفينا.). و في يوم 27/3/2014 استقبل السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة أقليم كوردستان وفداً رفيعاً من الأتحاد الأوربي برئاسة السيدة كريستيان بيكر المبعوث الخاص للمفوضية العليا للشؤون الخارجية والسيدة يانا هابيان شكوفاً سفيرة الأتحاد الأوربي في العراق و تباحث معهما في الأوضاع الراهنة في العراق والأنتخابات القادمة في البلاد بصورة عامة (ونعنى بذلك أنتخابات نيسان 2014)، حيث أكد الوفد ألتزام الأتحاد الأوربي و دعمه الكامل لعملية الأنتخابات، و قام في ذلك بإرسال فريق خاص الى العراق وأقليم كوردستان في إطار الأستعداد لتلك الأنتخابات، من جانبه أشاد السيد نيجيرفان بارزاني بمبادرة الأتحاد الأوربي وألقى الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين في أقليم كوردستان و قام الوفد بدوره بتقييم نشاطات حكومة الأقليم عالياً، وبالأخص في موضوع أغاثة اللاجئيين وتأمين حياتهم والمساعدات الأنسانية لهم، و في أعقاب هذه الزيارة فقد أعلنت المفوضية العليا للأتحاد الأوربي عن أفتتاح مكتب خاص للتعاون الأنساني التابع للأتحاد الأوربي في اربيل خلال أسابيع قليلة و ذلك بهدف مساعدة الأقليم في استقبال اللاجئين السوريين والنازحين الأخرين الذين توجهوا الى الأقليم من سائر مناطق العراق و تهيئة الأجواء نحو تطبيع العلاقات بين بغداد وأربيل وأيجاد الحلول اللازمة لها عن طريق المباحثات نحو أنهاء الخلافات القائمة
بينهما بصدد الموازنة و ملف النفط من جهة وتطوير العلاقات بين أقليم كوردستان و بين دول الجوار من جهة ثانية و غيرها من المواضيع ذات الأهتمام المشترك.
وفي يوم 8/5/2014 ألتقى الرئيس البارزاني السيدة يانا هايبا سكوفاً مندوبة الأتحاد الأوربي في العراق يرافقها عدد من سفراء الأتحاد حيث قدمت الضيفة خلال اللقاء شكرها والأتحاد الأوربي للرئيس البارزاني على تحقيقه لتطوير العلاقات الستراتيجية بين العراق وأقليم كوردستان، وتهانيهم بنجاح الأنتخابات التي جرت في الأقليم ووصفها بالنزيهة والديمقراطية و نوهت بالتجربة الديمقراطية في أقليم كوردستان والفريدة في عموم الشرق الأوسط حيث زار ممثلو و سفراء دول الأتحاد الأوربي مراكز الأقتراع فيه وأعجابهم بحماس أبناء كوردستان في المنافسات الأنتخابية، من جانبه قيم الرئيس البارزاني عالياً خلال مراسيم الأستقبال أشادة الوفد الضيف بتلك الأنتخابات وعدها دليلاً على مدنية شعب كوردستان و حضارته، مبيناً دور الكورد في مستقبل العراق و مسألة الشراكة الوطنية فيه وأكد أنه: من أجل فهم مشكلات العراق، فإن الواجب هو أن يقيم التأريخ ماهية هذا البلد لأن العراق قد تم تأسيسه في أعقاب الحرب العالمية الأولى على أساس الشراكة بين القوميتين العربية والكوردية، إلا أن تلك الشراكة، وعلى مدى السنوات اللاحقة قد أصبحت ضحية الصراعات و ظلم الحكومات السابقة في العراق وأشار سيادته الى ضرورة ووجوب تنفيذ الدستور العراقي كي يشعر المواطنون العراقيون
بالأمان والمشاركة في الحياة السياسية وتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي وإعادة هيكلة الجيش العراقي على اساس وطني و معالجة مسألة البيشمه ركه وأصدار قانون النفط والغاز في العراق وأجراء أحصاء عام للسكان و رفض جميع الدوائر والهيئات المشكلة خارج الدستور، هذا وقد شارك في مباحثات الأجتماع سفراء الأتحاد الأوربي الذين قدموا طروحاتهم بشأن المسائل الخاصة بمستقبل العراق و دور الكورد فيه فضلاً عن العملية السياسية في الأقليم و أوضاع اللاجئين السوريين فيه.
وفي يوم 15/8/2014 أجتمع وزراء خارجية الأتحاد لمناقشة مسألة دعم العراق وأقليم كوردستان في مجال الأسلحة والذخائر إلا أنهم لم ينجحوا في التوصل الى أتفاق مشترك وتركوا هذا الخيار للدول الأوربية للتصرف وفق مقتضياتها و مصالحها لتزويد الكورد في العراق بالأسلحة و يقصد بذلك البيشمه ركه شريطة موافقة السلطات الأتحادية على ذلك، و في ذلك فقد رفض وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس ولم يوافق على ارسال الأسلحة للبيشمه ركه، و نوه الى أن بلاده تكتفي فقط بإرسال المساعدات الأنسانية للاجئين وقال كورتس:
نحن لسنا مستعدين للمشاركة في أرسال الأسلحة لأنها ليست مشكلتنا وتعلمون جيداً أننا لسنا مصدراً رئيساً لتوفير السلاح وليست لدينا قوة عسكرية كبيرة) إلا أن جمهورية الجيك وقد أعلنت أنها سوف تباشر بإرسال الأسلحة والأعتدة للكورد و ذكر ذلك في بيان وزاري دون تحديد نوع تلك الأسلحة أو كمياتها، فيما أعلن المتحدث
بإسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أن بلاده قد تحدثت بشكل أيجابي بإنها سوف تناقش أو تدرس أي طلب لكورد العراق بهذا الشأن وفي ذلك فقد باشرت بريطانيا بنقل المساعدات العسكرية التي قدمتها الدول الأخرى للكورد.
وفي تطور آخر فقد زارت المبعوثة العليا للامن والسياسية الخارجية فيدريكا موكريني يوم 22/12/2014، العراق وأقليم كوردستان وألتقت في بغداد مع رئيس الوزراء حيدر العبادي و وزير خارجيته أبراهيم الجعفري، و تباحثت معهما في دور أوربا المساعدة العراق في المجالات العسكرية والسياسية والأنسانية و قالت موكريني: الأتحاد الأوربي يرى أن أمن العراق و سلامته هما جزء من أمن أوربا و سلامتها لأن العراق هو بلد مهم بالنسبة للأتحاد الأوربي إذ أن مواجهة داعش هي ليست حرباً عسكرية فحسب، بل حرب ثقافية و فكرية ايضاَ ولها أهميتها وتداعياتها بالنسبة للعراقيين كافة وللعالم أجمع ما يحدو بالأتحاد الأوربي أن يولى أهتمامه بالعراق نحو جعله منطقة آمنة ومستقرة و متطورة وقد وصلت المساعدات الأوربية للعراق في هذا المجال(150) مليون يورو في 2014 ، ثم زارت موكريني اربيل وألتقت الرئيس البارزاني و تداولت معه عن كثب مسائل مساعدات و تعاون الأتحاد الأوربي ، لأقليم كوردستان ووصفت الأقليم بإنه ارض التعايش بين مختلف المكونات سواء على المستوى العسكري أم الأمني أو الأنساني، وقالت في ذلك، هناك مساعدة جيدة
لأقليم كوردستان في أطار الأتحاد الأوربي قريباً كما أننا سوف نقوم بإرسال مساعدات أخرى عن طريق دول الأتحاد الأوربي بشكل منفرد لأن داعش هو ليس تهديداً على العراق وأقليم كوردستان فحسب، بل تهديد على الأمن والأستقرار في العالم كافة، فالقتال البطولي الذي يحققه الأقليم ضدهم هو في الواقع حربنا نحن :
أيضاً ما يفرض التزامنا بمساعدة شعب و حكومة اقليم كوردستان مع تقديرنا وشكرنا لهم على المساعدات التي تقدمها، وأكثر من أمكانياتها لهذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين العراقيين والسوريين وإيوائها لهم فنحن نساعد اللاجئيين والفارين من الظلم والقتال فهناك اليوم أعداد كبيرة من اللاجئين و بمعناة كبرى أثقلت كاهل شعب و حكومة أقليم كوردستان وهي في الحقيقة مأساة كبرى).
من جانبه قل لها الرئيس البارزاني أن أقليم كوردستان سوف يستمر في مواجهة تنظيم داعش وأنه ليس لهذا التنظيم الأرهابي أي مستقبل منظور، و في رد له على سؤال لأحد الصحفيين قال الرئيس البارزاني أن تقرير المصير هو حق طبيعي للشعب الكوردي وأن القرار بشأنه، إنما يعود الى الشعب الكوردي ذاته...
وبعد عرض كل النشاطات واللقاءات يبدو أن الأتحاد الأوربي يولى أهمية جدية بتنمية علاقاته وتطويرها مع العراق ومع أقليم كوردستان وهو يحتاج الى أهتمام خاص من لدن حكومة أقليم كوردستان و لتطوير هذا الأهتمام بشكل نوعي أقدم المقترحات الآتية:
المقترحات لحكومة أقليم كوردستان:
* يضم الأتحاد الأوربي 28 دولة وهو أكبر تجمع أقتصادي و سياسي ما يجعل مساعي التقرب منه تقرباً من مصادر صنع القرار ويتطلب ذلك رداً أيجابياً على تلك العلاقات و لتحقيق هذا الهدف يجب تشكيل لجنة خاصة من الخبراء والمختصين في مجال الأتحاد الأوربي، لتقدم تقاريرها وآراءها وأستشارتها لحكومة الأقليم نحو تعزيز العلاقات المشتركة وتغيير هيكلية و طرق عمل ممثلي حكومة أقليم كوردستان داخل الأتحاد الأوربي لأن وجود ممثليات فيه يعتبر مكسباً في غاية الأهمية، نحو أجواء ملائمة للعمل المشترك وأثرائها وفق التقاليد والأعراف الدبلوماسية وبأراء الخبراء والعلماء المختصين بحيث تصبح تلك الممثليات في موقع حقيقي وليس شكلي فحسب، ويؤدي ذلك بالتالي الى خلق مجالات كبرى وفرص سانحة مستقاة من جميع نوعيات وتوجهات الأتحاد الأوربي.
* خاص لمجلة كولان
ترجمة / دارا صديق نورجان
Top