حماية مصادر الطاقة من أبرز أسرار اهتمام امريكا بالخليج
2- ان تنامي المتغير النفطي في السياسة العالمية وجعله المصدر الاهم في ميدان الطاقة، اكتسب منطقة الخليج ثقلآ اضافيآ وميزة استراتيجية لم يعد من السهولة التخلي على منطقة الخليج ، لاسيما بعد اشتداد ازمة الطاقة عام 1973،وفقدان الشركات الاجنبية دورها من اشرافها المباشر على انتاج النفط على أثر تصاعد حركات التحرر الوطني في البلدان المنتجة للنفط، وتأميم الامتيازات النفطية في( الكويت، الامارات العربية ، العراق، قطر وايران)، وتأمين شركة آرامكو من قبل السعودية ، الوقت الذي كان امريكا تعتمد على على ايران والسعودية لتوفير الأمن في الخليج ،وانهيار حليفه عام 1979 في ايران ، مما توجه انظار امريكا الى العراق ليحل محل ايران من اجل مواصلة دعم التوازن في المنطقة.وكانت النفط انذاك ضرورة اقتصادية مهمة لها ولحلفائها في اوربا واليابان ، مما تسارعوا في تقديم مساعدا الاقتصادية والعسكرية لحكومات دول حوض الخليج ،من اجل صد أي عدوان عليها داخليآ أم خارجيآ.
3-كان وسيكون مبدأ تامين نفط الخليج لدى امريكا هدفآ استراتيجيآ يضمن لها تحقيق ثلاثة مكاسب( استمرار القدرة على تحصيل الواردات النفطية ، وبأسعار معقولة ، وبكميات كافية للوفاء بالاحتياجات الامريكية المتنامية واحتياجات اصدقائهم وحلفائهم في العالم )،وعليه اعلن امريكا على استعدادها في استعمال القوة العسكرية في حال خلاف حول سعر النفط ، وحتى في ضرب منتجيي النفط انفسهم في حال اتباعهم لسياسات حيال السعر أو الكمية الذي تؤدي الى اختناق الدول الصناعية الغربية وعلى راسها امريكا ، اضافة الى وضع خطة امريكية ترمي الى احتلال حقول النفط في السعودية في حال نشوب حرب ينجم عنها خطر عربي للنفط مرة اخرى ( كما حدث عام 1973) المعروفة بصدمة النفط الثانية.
4-سقطت عام 1979 نظام الشاه في ايران ،وسقطت جراء ذلك احدآ اهم الاعمدة الاستراتيجية الامريكية التي كانت تقوم على قاعدتي اسرائيل وايران، وبعد نجاح الثورة الايرانية تم توف تصدير النفط الى اسرائيل والغاء اتفاق التبادل التجاري معها، الى جانب خفظ الانتاج النفطي ثم قطعه تمامآ عن الغرب ،وتهديد ايران بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي بوجه الملاحة البحرية والجوية.ادت تلك الاحداث الى ارتفاع سعر النفط الخام م 17 دولار/برميل الى43 دولار/ برميل في نهاية عام 1979،وكان لها الاثر المباشر على الاقتصاد العالمي.
5- تسارعت امريكا في عهد كاتر عام 1980 على ضم منطقة الخليج الى حدود المناطق الحيوية لأمن امريكا ،واعطت لها حق التدخل العسكري اذا ما تعرضت مصالحها في المنطقة للخطر ، وعليه تم انشأئت قوات التدخل السريع التي تعمل لمواجهة ثلاثة احتمالات ( أحتواء الاخطار الأقليمية ، مواجهة محاولات ايرانية بأغلاق مضيق هرمز ، ومواجهة ثورة داخية تكون خطرآ على نظم الحكم الموالية لها في احدى دول الخليج قد يعرقل أمدادات النفط الى الغرب ).تلتها بعد احداث الخليج الى تبنى امريكا مبدأ المحافظة على الشرعية الدولية، واستخدمت القوة العسكرية في عملة تحرير الكويت، وتلتها استخدام القوة بشكل واسع في اسقاط نظام صدام عام2003 لحماية مصالها الحيوية والسيطرة على مصادر الطاقة ،وتأمين طرق وصول النفط للدول الغربية المستهلكة.
6- تحكمت امريكا على مصادر الطاقة كاملة في منطقة الخليج بعد احداث عام 2003 لضمان السطرة الكاملة على هذه المنطقة التي تشكل مركز الثقل النفطي العالمي من حيث الاحتياط والانتاج ، حيث تحتوي المنطقة على ما يقرب من 715 مليار برميل من احتياطي النفط الرسمي التي تمثل حوالي 62% من المجمل العالمي واكثر زيادة من قدرة الانتاج العالمي، اضافة الى تواجد ما يقرب من 40% من احياطي العالم من الغاز الطبيعي في منطقة الخليج.
7- ركزت امريكا على تأمين حاجاته من النفط في منطقة الخليج، حيث ان67% من مجمل استيرادات الدول الصناعية الغربية تستورد من الخليج،وان 92% من مجمل واردات اليابان النفطية،وان حوالي 40% من مجمل واردات امريكا للنفط تستورد من الخليج ،ومن هنا تظهر اهمية الحفاظ على أمدادات نفط منطقة الخليج من خلال تنامي الاستهلاك وتأثيره على الدول الصناعية( امريكا ، اوربا ، واليابان) ، وعجز تلك الدول من قدرتها الانتاجية على تلبية احتياجاتها النفطية ، في الوقت الذي يتراجع ويناقص انتاج النفط في اغلب الدول المنتجة للنفط بأستثناء دول حوض الخليج،ويتزامن ذلك مؤشرات من مركز الطاقة العالمي على قرب نضوب النفط في العالم في عضون 40-50 سنة المقبلة ، وعليه ستعمل امريكا على ضمان امنها الاقتصادي والعسكري من خلال الاعتماد خلال 50 سنة القادمة على احتياجات نفط الخليج، مما يعد الحفاط على امدادات نفط الخليج لآمريكا هدفآ حيويا في غاية الاهمية.
8- انتقلت منطقة الخليج بعد احداث ايول 2001 الى تحولها الى احد مركز ا القلب للأستراتيجية الامريكية، والتي تعنى ان الساسة الامريكيين على استعداد لأي نوع من انواع الحروب،بما في ذلك الصراع النووي لمنع تلك المنطقة من السقوط بأيدي خصومها، لأن سيطرة خصومها على منطقة الخليج سيغير من موازين القوى الدولية لصالح خصومها بحكم الوزن الاستراتيجي والنفطي للخليج ،ومن هذا المنطلق اندلعت حرب تحرير الكويت وحرب اسقاط نظام صدام من اجل( احتواء العراق، ،تامين المصالح الامريكية الحيوية في الخليج وضمان الانسياق الدولي وراء امريكا).
9- اعلن امريكا في عهد كلينتون اهداف دولته في الخليج، بأنها تشمل في الحاضر والمستقبل على النفط وادامة تدفقه، ومنع بروز اي قوى اقليمية او دولية يكون بمقدورها تهديد أو منافسة النفوذ والمصالح الامريكية في منطقة الخليج ، واكد امريكا في عهد بوش على استراتيجية جديدة (اساسها الهجمات الوقائية والتواجد العسكري المباشر) في الخليج لردع اي قوة توسعية تحاول السيطرة على النفط من خلال( الحرب على الارهاب، القضاء على دول محور الشر،ودعم سياسة بناء انظمة الحكم الديمقراطية في الشرق الاوسط بدْآ بالعراق.
10- أن الاهتمام المكثف للقيادة السياسية والعسكرية الامريكية بمنطقة الخليج برهن على كونها تحتوي على احتياطات هائلة من النفط، وكونها تعد اهم واكبر قاعدة للوقود ومواد الطاقة لآقتصاديات امريكا وحلفائها ،ولمجمل الماكنة العسكرية الامريكية، فنفط الخليج يزود الأساطيل البحرية والقواعد اللعسكرية في البحر الابيض المتوسط والمحيطين الهندي والهادي، وتشددهاأزاء الملف النووي الايراني، لكونها تهديدآ على مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
11-من مصلحة امريكا ان تعيش منطقة الخليج في حالة عدم الاستقرار المتحكم فيه، لانه لو تححق الاستقرار ،لا تكون هناك حاجة الى التدخل العسكري الامريكي، وعليه تريد امريكا بقاء المنطقة في حالة من التأزم لكي تبرر وجودها فيها،بأستخدامها ما يسمى بتجارة التهديد والحماية ، اي توفر الحماية مقابل النفط ،وتعميق اهدافها المتمثلة( معالجة عجزها النفطي ، تامين حركة التجارة ورؤوس الاموال وتصريف البضائع والسلع ، والتحكم بالسياسة السعرية للنفط للحصول على نفط رخيص ، التحكم بالاحتياطات النفطية لدول الغرب الصناعية ومنها اليابان، واتخاذ قواعد عسكرية تؤمن لها القدرة على التحكم على المنطقة ،والتحكم على طرق الملاحة البرية والبحرية والجوية التي تربط الجنوب الآسيوي والجنوب الاوربي عبر ( المحيط الهندي، بحر العرب ، البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط).
12- تبنت امريكا استراتيجية الضربات الاستباقية في التعامل مع العدو الجديد( الارهاب) وعدم الانتظار حتى تتجمع الاخطار ، وتبني مبدأ نشر الديمقراطية في المنطقة بأعتبارها من أهم الادوات التي تساعد على تخفيف منابع الارهاب ودوافعه، بهدف حماية مصالحها الاقتصادية وضمان تدفق النفط اليها