• Sunday, 05 May 2024
logo

حول الحزب الديمقراطي الكوردستاني و( القائمة السوداء الأمريكية)!!!

حول الحزب الديمقراطي الكوردستاني و( القائمة السوداء الأمريكية)!!!
ترجمة/بهاءالدين جلال

في اطار العلاقات بين اقليم كوردستان و الولايات المتحدة الأمريكية و بدعوة رسمية من البيت الأبيض كان من المقرر أنْ يجتمع الرئيس البارزاني يوم 31/1/2014 مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما و نائبه جوزيف بايدن،وكان لألغاء الرئيس البارزاني زيارته الى واشنطن هذه صدى واسع،وكما تم اعلانه انّ قرارالرئيس البارزاني هذا كان بسبب عدم تمكن الأدارة الأمريكية- وللأسف- كما تعهدت في وقت سابق لرئاسة اقليم كوردستان بأخراج اسمي الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الأتحاد الوطني الكوردستاني من(القائمة السوداء الأمريكية)!!
كان قرار الرئيس البارزاني بمثابة رسالة الى الكونغرس و الأدارة الأمريكية، بأنّه لايمكن مطلقاً قبول مثل هذا التعامل مع اقليم كوردستان،جرت بعد ذلك قراءات مختلفة حول القائمة السوداء الأمريكية، لماذا تضمنت القائمة اسمي البارتي و الأتحاد؟ وماهي الأسباب و العوامل وراء هذا الموضوع؟
هنا نوجز للقراء الأعزاء المعلومات الضرورية و المتعلقة بهذه المسألة المهمة:
USA PATRIOT ACT
بعد احداث 11من سيبتيمبر،اعادت الولايات المتحدة الأمريكية النظر في عدد من قوانينها و انظمتها الأمنية،و كان الهدف وراء ذلك هو منع تكرار مثل هذا الحدث،ومن هذا المنطلق مرّر مجلس النواب الأمريكي بتأريخ 26-10-2001 و ب 357 صوتاً مقابل 66 صوتاً مسودة قانون USA PATRIOT ACT ،و تمت المصادقة على القانون فيما بعد من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي ب 98 صوتاً مقابل صوت واحد،و بهذا فقد بدأت ادارة جورج بوش تنفيذ القانون المذكور.
قانونUSA PATRIOT ACT/2001 وهو مختصرلـ Uniting and Strengthening America by Providing Appropriate Tools Required to Intercept and Obstruct Terrorists
أي قانون اعادة تنظيم و تعزيز الولايات المتحدة بتأمين الأدوات و المستلزمات الضرورية للدفاع و مناهضة الأرهاب.و بموجب القانون تم اجراء تغييرات في عدد من المؤسسات و التعديلات في القوانين الأمريكية الأخرى،ومنها القانون الوطني للمهجرين.
لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية و عام 2001 مواجهة احداث 11 من سيبتيمبر،والأستفادة القصوى من قانون Patrio Act ، لذا فقد لجأت الى تأسيس وزارة جديدة بأسم وزارة أمن الدولة Homeland Security Department،والهدف من ذلك هو بناء المزيد من التنسيق بين المؤسسات الأستخبارية الأمريكية الست عشرة،لأن الأدارة الأمريكية كانت قد وصلت الى قناعة تامة أنّ منظمة القاعدة تمكنت من الأستفادة من انعدام التنسيق بين تلك المؤسسات،وعلى إثر ذلك تم انشاء مديرية الأستخبارات الوطنيةDNI،و عدا ذلك لقد تم ضبط الأمن الحدودي و تبادل المعلومات بواسطة قانون Patriot Act،و مراجعة مسألة منح تأشيرات الدخول و الخروج من البلاد وكذلك في المسائل المتعلقة بالحوالات المالية و النقل الجوي،فضلاَ عن التغييرات التي شملت الأجراءات المرتبطة بتعويض ضحايا الهجمات الارهابية.
وفي خطوة لاحقة وبغية اعطاء التفاصيل حول روح القانون المذكور اعلاه ابرمتْ وزارة امن الدولة عقداً مع مركز البحوث الأمني الوطني في جامعة ميريلاند و المعروف ب Center for Excellence of Home Land Security.و الهدف من العقد هو قيام المركز المذكور بأعداد قاعدة للبيانات الدقيقة تتضمن معلومات عن اسماء المؤسسات و المنظمات المسلحة و الأرهابية في عموم مناطق العالم،و سبب ذلك هو انّ قانونPatriot Act يشير فقط في فحواه الى المنظمات الأرهابية و المجاميع المسلحة،دون ذكر اي طرف معين،ولمعلومات القراء الأعزاء لم يرد ابداَ اسما البارتي و الأتحاد الوطني في Patriot Act،انّ مركز ميريلاند الأمريكي يبرم هو الآخر عقداَ مع مؤسسة اخرى و المعروف ب START و هو مختصرلـ National Consortium For Studying Terrorism and Responses for Terrorism، و استناداً الى قاعدة البيانات التي يعدها START، تقوم الوزارة و امن الدولة و المؤسسات ذات العلاقة بتنظيم مشكلة المهجرين و عملية الدخول الى الولايات المتحدة الأمريكية و امن الحدود و منح التأشيرات،وعلى هذا الأساس تجري وزارة الخارجية الأمريكية تعديلات في استمارة منح التأشيرات تتضمن عدداً من النقاط الخاصة بالمعلومات و معرفة خلفيات الأشخاص الراغبين بالحصول على تأشيرات الدخول الأمريكية،ولم ترد قبل احداث 11 سيبتيمبر 2001 في استمارة الحصول على التأشيرة اسئلة منها:هل كنتَ في السابق احد اعضاء اية جماعة مسلحة؟وهل كانت لك علاقة بأي مجموعة ارهابية؟و هل شاركتَ في تدريب عسكري؟و لكن تمت اضافة هذه الأسئلة الى استمارات تاشيرات الدخول عن طريق Patriot Act و تعليمات وزارة امن الدولة.
وسوف يقوم STARTبعد ذلك بأعداد قائمة على مستوى العالم حول عموم المجاميع الأرهابية،وعن العمليات الأرهابية الفردية الى جانب القوى و الأحزاب و المجاميع المسلحة التي خاضتْ النضال المسلح ضد حكومات بلدانها و ادى ذلك الى وقوع ضحايا وعندما تتحقق من المصادر التي اعتمد عليها START في الحصول على المعلومات و كذلك المعايير المتبعة ، تجد انه لم يقم بأخفاءها ، بل اعلن انه اعتمد و لو على مصدر واحد و حتى ان الكثير من تلك المعلومات كانت من ارشيف صحف تلك الدول.
لقد جعل START المدة بين سنوات 1970 حتى 2007 مقياساً لأي منظمة أو مؤسسة،و بعد 2001،وما يتعلق بالعراق اعتمد المركز على الفترة المنحصرة بين 1976 وبين 2001 و 2002 ثم ادخل معلومات خاطئة اخرى في قاعدة البيانات، ووفق ذلك يقومSTART باعداد احصائية تتضمن 80000 حادث ارهابي المعلن و غير المعلن تم تنفيذه على الصعيد العالمي،مع ادخال اسماء 800 منظمة و حزب و جماعات مختلفة الى الأحصائية،و حسب START فإنّ تلك المنظمات تم ادراجها على القائمة السوداء الأمريكية هي(منظمة التحرير الفلسطينية، الجيش الجمهوري الأيرلنديIRA،بوليساريو،الحزب الشيوعي النيبالي،حركتاFRETILIN، FALINTIL في التيمور الشرقية،المؤتمر الوطني الأفريقي- حزب مانديللا......).وعلى صعيد العراق ، ووفق معايرهم،فإنّ البارتي و الأتحاد الوطني و المؤتمر الوطني العراقيINCبرئاسة احمد الجلبي تندرج ضمن القائمة السوداء باعتبار ان تلك القوى قد قاتلت و خاضت نضالاً مسلحاً ضد الحكومة العراقية،وما يتعلق منها بالحزب الديمقراطي الكوردستاني، فقد اشاروا الى عشرة احداث كنماذج والتي كانت سبباً في درج اسمه على القائمة السوداء الأمريكية،وتلك الأحداث وفق قاعدة بيانات START تعود الى اعوام 1976،1984،1988،1989،1995،1997 و حتى 2007!!! و لقد اتضح انّ تلك المعلومات لا اساس لها من الصحة مطلقاً.
وعلى سبيل المثال يتحدثون عن يوم 12/6/2007 على أنّ قوة من البارتي داهمت في قرتبة وحدة عسكرية عراقية و قتلت 7 جنود كورد العراقيين!!! ولو اخذنا هذا الحادث على سبيل المثال لأتضح لدينا انّ البيروقراطية و الأعتماد على المعلومات الخاطئة جعلت امريكا امام موقف محرج،ان شعب كوردستان على دراية من أنّ سبعة من افراد البيشمركة الكورد استشهدوا على يد الأرهابيين في قرتبة،و لكن START يحمّل البارتي مسؤولية الحادث،كما انه يعتبر مواجهتنا للبعث و التعريب و الأنفال و القصف الكيميائي(احداثاً ارهابياَ ضد حكومة ذات سيادة)ما جعله يدرجنا على القائمة السوداء.
ولأول مرة ظهر في عام 2004 و بعده في 2005أنّ البارتي و الأتحاد مدرجان على قائمة السوداء،و قد سافر احد المواطنين الكورد الى امريكا في 1996 وكان لديه البطاقة الخضراء و عمل فيما بعد مع وحدة امريكية في الرمادي،و اراد تجديد بطاقته بسبب زواجه، وسأله الأمريكيون :من الناحية السياسية تنتمي الى أي حزب كوردي؟فأجابهم بكل اعتزاز وفخر : انا احد أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكان لهذا الموضوع صدى واسع في صحيفة واشنطن بوست، ونُشر في حينها تقرير مفصل منتقداَ هذا النظام و هكذا تعامل.وبعد 2004عملت القيادة السياسية و ممثلية حكومة اقليم كوردستان بكل جدية من اجل اخراج اسمي البارتي و الأتحاد من هذه القائمة،وتم عرض الموضوع مرات عدة مع ادارتي جورج بوش و باراك اوباما،و قد تعهد المسؤولون الأمريكيون مراراً بحل المسألة، حيث اعتبروا افتتاح القنصلية الأمريكية في اربيا جزءاً من الحل، ولكنهم لم يتوصلوا الى حل نهائي حتى قبل يوم 31/1/2014 أي موعد اجتماع اوباما مع الرئيس البارزاني،وكان هذا سبباُ في الغاء زيارته الى امريكا الى أنْ يتم حل المسألة نهائياً.

• مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني
Top