• Friday, 22 November 2024
logo

مانديلا.....مسيرة بيضاء في قارة سوداء

مانديلا.....مسيرة بيضاء في قارة سوداء
ترجمة/بهاءالدين جلال

عندما حل ضيفاً على الدنيا ،كان العالم ينفض عن نفسه للتو غبار اربع سنوات من الحرب العالمية الأولى،تزامنت ولادته مع انتهاء الحرب و احلال السلام.
عندما جاء قال بأعلى صوت: (لا) لعبودية الأنسان و حبس الحرية.
وقال: (لا) للعنصرية و لأي فكر اضطهادي،(لا)لسياسة التضليل، و الظلم و الأحتلال و التهميش و التعصب و سفك الدماء.
كان همه الأكبر هم الأنسانية،و كان يرى أنّ العالم لايستمع الى صراخ المضطهدين،كان يقول: ( انا واقف بين عالمين، عالم ميت، وعالم لايستطيع الولادة ودخول الدنيا )
كان يعتقد انّ افضل معيار لعدالة أية سلطة هو كيف تتمكن من التعامل الأنساني مع مواطني المجتمع،و لهذا كان يقف ضد اضطهاد الأنسان من قبل الأنسان،و بالنسبة له لايختلف الظالمون مَنْ كانوا ومِن أي لون،لذا كان يقول: ( انا اكره كثيراً العنصرية و العنصريين سواء كانوا بيض أم ملونين)
كان نيلسون مانديلا صديق الحرية و الأحرار، وكان يعلم انّ الحرية حق مشروع لكل الأفراد و المجتمع، والحرية هي معيار لأظهار جرأة أي سلطة من ناحية الحريات العامة،لأن السلطة تكون جريئة عندما لاتغتصب حرية الأفراد.
كان يدعي بأنّ الحرية حق رئيس منّها الله على كل البشرية،فهي تولد مع الأنسان و تعيش معه،و الأنسان يفهم و يقرر عندما يكون حراً،البشر يموت و السلطات تتهاوى تحت القبضات القوية و الجيش و الشرطة كما انّ الدول تصاب بالدمار.
لذا كان يقول: (طريق الحرية ليس سهلاً، علينا قطع الوديان والصعاب مراراً حتى نصل الى قمة الحرية،و الأنسان الحر عندما يصل الى قمة الأنتصار،يرى قمم اخرى يقصدها و لايتوقف).
كان يعتقد أنّ ( لايتبغي انْ تمنح البشرية الحرية قطرة تلو قطرة، و انما يجب انْ يتحرر الأنسان كاملاَ و و نهائياً).
ولضمان الحرية كان مانديلا يهتم كثيراً بعملية تربية وتعليم المواطنين ، وكان يقول بهذا الشأن: (التربية و التعليم هما اقوى سلاح لتغيير العالم).
(نيلسون مانديلا)كان قائداً وطنياً و صادقاً و شهماً، ويقول بصدد القيادة:
(يجب انْ يكون القائد الناجح صادقاً في الحوار و المباحثات لكي يقرّب المسافات بين الأطراف المتنازعة).
كان يقول: (افضل عمل يؤديه القائد عند الأنتصار هو وضع نفسه في المؤخرة و الشعب في المقدمة،أما عند الأخطار فعليه أن يتقدمهم و يضع الشعب في المؤخرة،و بهذا سوف يحترم الشعب قيادته).
لقد علّم مانديلا الأنسانية درساً في الشجاعة عندما قال: ( الشجاعة لاتعني فقط اللاّخوف، بل انها الأنتصار على الخوف،والشجاع ليس منْ لايشعر بالخوف، بل ان الشجاع هو الذي يُقهر الخوف).
و بما انّ مانديلا تعرض كثيراً الى مرارة الظلم و الأضطهاد لذا فإنّه كان يحمل في ثناياه هموم الشعوب المضطهدة الأخرى،وكان يطالب دائماً بأن تتكلم الشعوب و تكتب و تقرأ بلغتها الأم، وكان يقول: ( عندما تخاطب شخصاً بلغة يفهمها انما تصل الى عقله،لأنها ليست لغته، ولكن عندما تخاطبه باللغة الأم فأنك تصل الى قلبه).
كان مانديلا يعرف الشعب الكوردي ، وبسبب الكورد رفض جائزة اتاتورك عام 1992،وكان قبل أنْ يودعنا، أسمع العالم الكثير من الأحلام و التوقعات الكبيرة،و منها التوقع بأنشاء دولة كوردستان في المستقبل.
ولد مانديلا مع السلام و انتهاء الحرب العلمية الأولى و رحل الى ربه في اسبوع احياء الذكرى ال(65) لأصدار الأعلان العالمي لحقوق الأنسان،حيث قضى 95 عاماً من العمر بين السلام و حقوق الأنسان.
Top