الرئيس مسعود بارزاني تقدم و نجاحات اقليم كوردستان خلال ال(8) سنوات المنصرمة
الحديث عن المكاسب السياسية و القومية و الدبلوماسية و الأقتصادية و العمرانية خلال الفترة الرئاسية للرئيس مسعود بارزاني و الذي ادى اليمين القانونية في 12/6/2005 بعيداَ عن المواقف الفكرية المبكرة،فهو للتأريخ يستحق التأمل و التقييم الأكاديمي و السياسي. و بما ان اقليم كوردستان يعيش حتى هذه اللحظة و في آن واحد بين مراحل حساسة و معقدة،لذا لايجوز الحديث عن رئاسة بارزاني لمنصب رئيس الأقليم خارج سياق الكلام
Context لتلك المراحل وهي:
1- مرحلة التحرر الوطني و القومي لشعب كوردستان.
2- المرحلة الأنتقالية Transition in to Democracyمن الدكتاتورية قبل 1991 الى الديمقراطية،و تنقسم هذه المرحلة على فترات منها انهاء المؤسسات الدكتاتورية و تأسيس المؤسسات و تعزيز المؤسسات الديمقراطية.
3- مرحلة انشاء الكيان القومي و الوطني و الديمقراطي State Building
ومن هذا المنطلق فأن رئاسة البارزاني لأنجاح تلك المراحل و الجهود المتواصلة في هذا المجال لاتبدأ فقط في 12/6/2013 ولاتنتهي بأنتهاء الفترة الرئاسية لسيادته في أي موعد كان.
يشير جين شارب في كتابه(From Dictatorship to Democracy)و بوضوح تام الى دور وجود قائد محنك و ذي توجهات ستراتيجية في انجاح ايصال المجتمع من الدكتاتورية الى الديمقراطية،الرئيس مسعود بارزاني في كلمته امام كوكبة من بيشمركة ملحمة خواكورك يتحدث برؤية ومعالم واضحة عن التحولات الكبيرة، وعندما القاء سيادته كلمة الى جماهير كوردستان في قضاء كويسنجق تحدث عن الديمقراطية و الحرية و الأنتخابات و حكم الشعب،وعندما يتخلى عن فوز حزبه في 1992 لأجل وحدة صفوف كوردستان ولايسمح بفرض فيدرالية المحافظات في 2004 على اقليم كوردستان،و لايسمح ان تطلق تسمية الميليشيات على البيشمركة، و يمنع دخول القوات التركية عندما يحرّم الأقتتال بين الكورد و يجعلها ثقافة لأجزاء كوردستان الأربعة،وعندما يعترض تقدم الجيش العراقي في كركوك و سنجار و خانقين و ينشر قوات البيشمركة فيها،وعندما يمنع استخدام مصطلح(الأقلية) مقابل التركمان و الأشور و الكلدان و السريان و الأرمن و يجعل من اسس المواطنة اساساً للحكم،كل هذه الأمور تشكل المنطلق الستراتيجي التي اشار اليها جين شارب في كتابه لوجود النظرة الستراتيجية.فضلاَ عن ذلك فإن صاموئيل هانكتون جعل ثلاثة شروط اساساَ لتحقيق الديمقراطية وهي( الغاء و ازالة مؤسسات النظام الدكتاتوري ، تأسيس المؤسسات الدستورية للنظام الديمقراطي ، الأستقرار و التقدم)و من هذا المنطلق فإن الدور الرئاسي للرئيس البارزاني منذ 1991 في تحقيق الشروط المسبقة للديمقراطية كان محورياً.
اذا استخدمنا الأسس العلمية وبالأخص في المجالات السياسية و الأدارية و الدبلوماسية و العلاقات الدولية بشأن اقليم كوردستان لمعرفة التقدم الذي شهده الأقليم خلال الفترة الرئاسية للرئيس البارزاني من عدمه، علينا الأشارة في البدء الى الأسس و المعاير التي يتم بموجبها قياس مفهوم الرئاسة و ادارة البلاد.
- المنهاج المقارن
يعتمد هذا المنهاج على اسس المقارنة الحالية لمكان بماضيه وبمقارنته بأماكن المجاورة له،و التعرف على مظاهر المكان الحالية Phenomenology و مقارنته مع المظاهر ذاتها في الماضي،ولو طبقنا هذا المنهاج على اقليم كوردستان في مجال التقييم الحالي للأقليم و مقارنته مع عام 2005 نجد تقدماً مستمراً و تحسناً ايجابياً على المستويات السياسية و القتصادية و الأجتماعية و الديمقراطية و الدبلوماسية.
2- منهج الحكم الرشيد Good Governance
وهذا هو معيار و منهاج مهم تُقيّم على اساسه منطقة أو اقليم في مجال ادارة تجمع بشري،و يستند ذلك على عدة اسس منها:
* سيادة القانون Rule of Law
*تأثير المؤسساتى و قدراتها Effective and Efficiency
* التعدد و المساواة Equitable and Inclusive
* الأستجابة Responsive
* الصراحة Transparency
* الشعور بالمسؤولية Accountable
* التوافق و الوئام
• الشراكة و المشاركة Partnership and Participation
و بالطريقة ذاتها لو تم استخدام هذا المنهاج و اسسها على اقليم كوردستان لمعرفة مستوى تقدم الأقليم في ظل رئاسة الرئيس مسعود بارزاني يمكن استخلاص النجاحات فيه، ولكي تكون الرؤى موضوعية و بعيدة عن المواقف الفكرية،لايمكن عدم حمل ما كان يتمناه الرئيس البارزاني خلال برنامج رئاسته و ماكان يريده شعب كوردستان محمل الجد في تحقيق ماكان يصبو اليه،ولكن كما يقول اولف بالمة(السياسة هي فن تطبيق ممارسة الأرادة)وكان البارزاني يتمتع بالأرادة الثابتة و القوية وكان عازماً على تحقيق اكثر المكاسب وفق معايير الحكم الرشيد خلال فترة رئاسته، و سوف نتطرق الى تلك المكاسب لاحقاً.
1- منهاج الدول الفاشلة States Failed
هذا المنهاج يستند على عدة اسس لتقييم منطقة او بلد للتأكد من فشلها أم لا، واسس المنهاج هي:
* هل هناك في الداخل نازحين؟
*ما مقدار اندفاع السكان؟
*كيف هو قلق الشعب و سوء معيشتهم؟
* مامقدار التقدم غير المتساوي؟أي التقدم الحاصل في منطقة دون غيرها.
* كيف هو سوء الوضع الأقتصادي و المعاشي؟
* ما مستوى علاقات و تردد الناس الى المكان؟
* كيف هي شرعية السلطة السياسية؟اي هل هناك انتخابات أم انقلاب عسكري؟
* ماهو مستوى الخدمات العامة؟
* ماهو مستوى حقوق الأنسان؟ هل يوجد معتقلون سياسيون أم لا؟
* هل انّ المؤسسات الأمنية هي في خدمة المواطنين أم تعمل في قمعهم؟
* ما مستوى انتشار المافيات؟
* هل هناك تدخلات خارجية؟ كيف هي؟
وعلى هذا النحو اذا طبقنا كل تلك المعايير على الفترة الرئاسية للرئيس البارزاني نجد ان اقليم كوردستان ليس فاشلاَ و انما يُعدّ من اكثر البلدان تقدماً،تنشر سنوياً في مجلة Foreign Policy قائمة باسماء الدول الفاشلة، ووفق القائمة فإن فنلندا و دانمارك و السويد تعتبر من الدول الناجحة لسنوات عدة،اما الدول الأخرى مثل الصومال و افغانستان و تشاد و السودان هي من الدول الفاشلة في العالم،اما العراق فإنه جاء في عام 2012 خامساَ من بين الدول الفاشلة،ولكن في اقليم كوردستان فإن السلطة جاءت عبر الأنتخابات و ليس من خلال الأنقلاب و لايوجد تدخل خارجي في شؤونه،وقد بُذلتْ جهود كبيرة من اجل اعمار سائر البلاد و لاينحسر ذلك على مراكز المدن وانما ليشمل قرابة 4000 قرية الى جانب الأقضية و النواحي و المجمعات فضلاً عن افتتاح العديد من الجامعات أو الكليات التابعة لها في حلبجة و كلار و رانية و سوران و اكرى و زاخو و كويسنجق،مع ارتفاع مستوى المعيشة،اتساع سفر المواطنين الى الخارج،و قدوم الكثير من الشركات الأجنبية الى الأقليم للعمل و الأستثمار فيه،وجود العديد من الخطوط الجوية و مطارين دوليين في اربيل و السليمانية،الى جانب مشروع بناء مطار دهوك الدولي،والأهم من كل ذلك هو عدم وجود معتقلات سياسية في اقليم كوردستان،أي عدم اعتقال اي شخص بسبب الأنتماء السياسي، قد يقول البعض ان مؤيدي الأطراف الأسلامية أو اعضاء من الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الأتحاد الوطني الكوردستاني معتقلين،ولكن انهم اعتقلوا بسبب ارتكابهم جرائم أو المشاركة في شبكات ارهابية أو تجسسية و ليس بسبب الأنتماء السياسي.
لدى مشاركة الرئيس البارزاني في اعمال منتدى دافوس في 23-27/1/2013 قال Peter Maurer رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي ICRC لدى لقائه الرئيس البارزاني قال:اننا بأسم ICRC نتقدم بالشكر الجزيل للرئيس البارزاني على الدعم و التسهيلات التي تم تقديمها لفرقهم في اقليم كوردستان كما اثنى على الحريات المتوفرة فيه وعلى النجاح الذي حققته الديمقراطية و عدم وجود أي معتقل سياسي في الأقليم.
وحسب شروط هانتنكتون لتحقيق الديمقراطية و الأستقرار،و هو احد الشروط الأساسية مع وجود العمل المهني للمؤسسات الأمنية،فإنه بدعم و جهود الرئيس البارزاني و متابعته المستمرة للمؤسسات الأمنية و البيشمركة و الشرطة و سائر المؤسسات الأخرى فإنه تم حماية الأقليم و توفير الأستقرار الكامل وسط اوضاع عدم الأستقرار في العراق و سوريا ووجود شبكات القاعدة و الأرهابيين،و منذ 12/6/2005 عندما انتخب الرئيس البارزاني من قبل البرلمان و حتى25/7/2009 صحيح حدثت بعض العمليات الأرهابية في اربيل ، ولكن بفضل جهود و سهر الآسايش و وحماية الأقليم تم الكشف عنه و احالتهم الى القضاء و نالوا جزاءهم العادل،انه لفخر و اعتزاز للأقليم انه لم يقع اي حادث ارهابي منذ شهر حزيران من عام 2007و حتى الآن،وهذا لايعني ان الأرهابين لم يحاولوا ارتكابها ولكن تم منذ 2007 افشال 8 عمليات ارهابية كبيرة، وبعد استعراض لتلك المناهج و الأستشهاد بالمكاسب الكبيرة التي تحققت خلال الفترة الرئاسية للرئيس مسعود البارزاني ينبغي الأشارة الى بعض الجوانب الأخرى وهي:
النجاح في المسائل القومية
خلال الفترة الرئاسية للرئيس مسعود البارزاني حققت القضية القومية الكوردية النجاح ليست ما يتعلق منها بالعراق فقط و انما على مستوى اجزاء كوردستان الأخرى.كما انّ المحافظة على الآرادة الكوردية في المنطقة، تعزيز الثقة الكوردية ازاء قوميات و مكونات المنطقة،والغاء الشعور بالنقص امام القوميات الأخرى،ويأتي هذا كله بفضل الرئيس البارزاني حيث جعل من الخطاب القومي التقدمي اساساً لحماية الشعب الكوردي .نماذج الأنجازات التي حققها في فترة رئاسته للأقليم:
* صدور قرار رئاسة اقليم كوردستان بانزال العلم العراقي العائد الى زمن البعث و خاصة ماكان يرفع في السليمانية و كرميان بعد عام 2003،اما في اربيل و دهوك فكان يرفع العلم الكوردستاني فقط.
* في مسالة ترشيح السيد جلال طالباني لمنصب رئيس الجمهورية بعد اتفاقية اربيل و الذي تم بموجبها تشكيل الحكومة العراقية،حيث كان في تلك الفترة اصرار امريكي و اقليمي و عربي بعدم تسنم مام جلال أو اي كوردي هذا المنصب و يتسلم بدلاً منه منصب رئاسة البرلمان ففي كتاب Game، The Inside Story of the Struggle for Iraq، From George W. Bush to Barack Obama و الذي كتب من قبل Michael R.Gordon and General Bernard E.Trainor ،يشيران بكل صراحة الى ان الرئيس البارزاني لم يخضع للضغوط الأمريكية حيث اكد في معرض رده على الأميركان((ان هذا المنصب هو من استحقاق الشعب الكوردي في العراق،واذا كان لديكم ملاحظات عن مام جلال فنحن نجعله يقتنع بها،ولكن اذا لن ترغبوا في تسنم الكورد لهذا المنصب فهذا مستحيل لآن هذا المنصب بالنسبة للكورد هو رمز مشاركته و شراكته في العراق)).
* خلال الفترة الرئاسية لسيادته جرى العمل في مجال مسألة حق تقرير المصير للكورد و احقية الأستقلال و تهيئة الأجواء لتحقيقه.
* اصرار الرئيس البارزاني على الموقف القومي و الكوردستاني في التصدي للغزو التركي و رفض التدخل التركي في شؤون كركوك واعلانه اذا كانت تركيا ترى ان من حقها التدخل في كركوك فأن لنا ايضاً الحق في التدخل بدياربكر،تغيير هذه المعادلة جعل تركيا تفتح افاقاً جديداً مع اقليم كوردستان و ذلك بفتح قنصليتها في اربيل و قيام رئيس وزرائها بزيارة الأقليم في شهر آذار من 2011.
* تحريم الأقتال بين الكورد والكورد، وهو احد المنجزات القومية المهمة للرئيس البارزاني، حيث لم يخضع الى اوامر تركيا و امريكا بمقاتلة حزب العمال الكوردستاني،و بعد جهود مضنية تمكن سيادته من اقناع الطرفين التركي و ال(ب ك ك) لسلوك طريق الحوار من اجل انهاء التوترات و الأقتتال في تركيا.
* ذهاب الرئيس البارزاني الى البيت الأبيض الأمريكي وهو يرتدي زي البيشمركة و التكلم باللغة الكوردية لأول مرة في تأريخ الكورد عام 2005 و لقاءه الرئيس جورج بوش والذي استطاع بذلك ايصال الأرادة الكوردية الى مستوى اعلى.
*بعد عام 2005 تم توجيه الدعوة الى الرئيس البارزاني و لعدة مرات من قبل الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة سوريا ولكنه رفضها بسبب مواقفه و مداهمته للكورد في غرب كوردستان بعد احداث قاميشلو عام 2004،كما رفض سيادته استقبال وزير الخارجية السوري وليد معلم الذي زار العراق لعدة مرات بسبب مواقف بلاده المضادة للكورد.
* قيام الرئيس البارزاني بتوحيد 11 حزباً كوردياً في غرب كوردستان في اطار المجلس الوطني الكوردي و من ثم انشاء الهيئة العليا للكورد في تموز عام 2012،و توقيع اتفاقية في اربيل و ايصال المساعدات الى الكورد في غرب كوردستان.
* قيام الرئيس البارزاني بتهيئة ارضية لعقد المؤتمر القومي الكوردستاني للأحزاب الكوردستانية فى اجزاء كوردستان الأربعة.وما يتعلق ايضاً بالمسألة القومية ، خاصة بين اقليم كوردستان و بغداد، لعب الرئيس البارزاني دوراً محورياً وكان له مواقف حاسمة من اجل الحفاظ على كرامة الفرد الكوردستاني،و عدم السماح
في اجتيازالحدود الكوردستانية و التصدي لفرض ارادة القوى الأخرى على الكورد ومن بينها ان الرئيس البارزاني لم يسمح بتثبيت فيدرالية المحافظات في قانون ادارة الدولة بل تثبيت فدرالية كوردستان فيه و حمايتها كمنطقة جغرافية قومية ومن ثم تثبيتها في الدستور، استطاع الرئيس البارزاني مواجهة الأميركان و الأطراف الأخرى في عدم السماح بذكر البيشمركة كميليشيات في الدستور و قانون ادارة الدولة،الرئيس البارزاني لم يسمح لقوات المسلحة العراقية بفرض واقع أمني و عسكري على كركوك عبر قيادة عمليات دجلة و في سنجار عن طريق قيادة عمليات الجزيرة و أمر بنشر قوات البيشمركة و توزيعها في تلك المناطق حيث غيّر بذلك ستراتيجية عسكرية في تلك المناطق الحساسة.
* استطاع سيادته خلال فترته الرئاسية اشراك كل الأطراف السياسية و القوميات و الديانات في الأقليم في صنع القرارات وكذلك انشاء المجلس الأعلى للأحزاب السياسية و اجتماعه المستمر مع الأحزاب و الأطراف السياسية الأخرى.
* استطاع الرئيس البارزاني توحيد الأدارة و الأرادة بين طرفي الأدارة الكوردية في اربيل و السليمانية و تحقيق خطاب قومي موحد مع الأحزاب الكوردستانية ازاء كل المسائل القومية .
* حفاظاً على وحدة الصف الداخلي لشعب كوردستان اكد سيادته باستمرار على سيادة القانون و المبادىء الديمقراطية،حتى عند احداث السليمانية في 17/2/2011التي قام المتظاهرون فيها بمهاجمة مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني و استمرت لمدة شهرين،حيث اكد الرئيس البارزاني ان الذين حثوا المتظاهرين على تحويل مسار التظاهرات الى اثارة العنف هم المسؤولون وقد ابدوا التقصير في حماية الأمن و الأستقرارو كذلك في احداث زاخو ودهوك اوعز سيادته بأحالة مثيري الشغب الى العدالة سواء من الأسلاميين السياسيين وخاصة الأتحاد الأسلامي الذي امر المتظاهرين لمهاجمة المراكز السياحية و ممتلكات المواطنين و كذلك اعضاء ومسؤولي الحزب الديمقراطي الكوردستاني و امر سيادته الحكومة بتقديم التعويضات الى المتضررين.
اما على صعيد النجاحات الدبلوماسية و السياسة الخارجية للأقليم استطاع الرئيس البارزاني منذ مباشرته بمهام عمله في 12/5/2005 ان يحقق نجاحات باهرة حيث اصبحت المبادىء التي اتبعها سيادته اسس عمل لحكومة الأقليم من اجل تعزيز موقعها على الصعيدين الأقليمي و الدولي ومن هذه المبادىء:
(( مبدأ المصالح المشتركة،التوازن في العلاقات،الأنفتاح،الحياد الأيجابي،الواقعية،مبدأ كوردستان اولاَ))تلك المبادىء تحولت الى هوية للسياسة الخارجية و تركت بصماتها على الجغرافية السياسية،واستطاع الرئيس البارزاني التعامل مع الدول و الاطراف الأخرى وفق اسس المصالح المشتركة ، اما فيما يخص التوازن على صعيد السياسة الخارجية للأقليم فلم يسمح سيادته ان تكون العلاقات في مستوى ينظر المقابل بأنه اعلى من الأقليم أو على اساس التابع و المتبوع، وفي مسألة الحياد الأيجابي لم يجعل سيادته اقليم كوردستان جزءاَ من التجمعات أو الأقطاب الفكرية السياسية و المذهبية في المنطقة،فضلاَ عن الواقعية على اساس تحقيق مكاسب اكثر لشعب كوردستان ولكن ليست على حساب القيم ،وآخر مبدأ في عهد سيادته كان التركيز على ان (كوردستان اولاَ) هو الشعار الوحيد في العلاقات الدبلوماسية .
ان هذا الأنفتاح بوجه العالم و على صعيد العلاقات الدبلوماسية حقق الكثير من المكاسب الكبيرة:
أ- خلال (8)سنوات استطاع سيادته لقاء الرئيس الأمريكي لسبع مرات،خمس مرات مع جورج بوش و مرتين مع باراك اوباما ومنها اربع مرات في البيت الأبيض.
ب- استقبل بابا الفاتيكان الرئيس البارزاني ثلاث مرات ، حيث ان برنامج الفاتيكان يحدد زمن لقاء البابا مع رؤساء الدول 15-20 دقيقة فقط، اما لقاءه مع الرئيس البارزاني استغرق وقتاً طويلاً بناء على دعوة منه ليتباحثا في شؤون العراق و المنطقة.
ج- لقاءات الرئيس البارزاني مع رؤوساء و زعماء بريطانيا و المانيا و ايطاليا و فرنسا و روسيا و تركيا و ايران و ايرلندا و بلغارياو السعودية و مصر و الأردن و الأمارات و الكويت و قطر و الأتحاد الأوروبي و بلجيكا و النمسا و اليونان وعدة دول أخرى،هي دليل على اهمية الحفاظ على العلاقات المتوازنة و المتعددة في السياسة الخارجية للاقليم و التي اتبعها الرئيس البارزاني.
ح- عندما ادى الرئيس البارزاني اليمين الدستورية لم تكن في الأقليم اية قنصلية أو ممثلية أما الآن نجد ان هناك 27 منها.
خ- من الناحية الجيوستراتيجية، استطاع الرئيس البارزاني خلال فترة رئاسته ان يحول موقع الكورد الى العامل المؤثر Affected Factor في الشرق الأوسط أي ان الكورد هو اللاعب الأساس في المنطقة.
د- تم عقد اجتماع للبرلمان العربي الى اربيل.
ر-تم عقد مؤتمر رؤساء جامعات الدول العربية في عام 2013 والذي شاركت فيه250 جامعة.
ز.عقد مؤتمر الشبيبة الدولي في اربيل في نيسان من عام 2013 بحضور 60 منظمة الشبيبة.
المكاسب الأدارية و الأقتصادية في كوردستان منذ 12/6/2005
التطورات و المكاسب الأقتصادية خلال فترة رئاسة الرئيس البارزاني تتمثل في عمل و برنامج التشكيلات (الخامسة و السادسة و السابعة)لحكومة اقليم كوردستان وهي واضحة جداً، بالرغم من ان الأقليم تعرض الى مشكلات و انتكاسات اقتصادية وكانت امكانياته المادية محدودة، ومن هذه المكاسب و الأنجازات:
1-في عام 2005 كان الدخل الفردي في الأقليم وفق الأحصاءات الدولية نحو 450 دولاراً وفي 2012 اصبح 5300 دولاراً.
2- كانت نسبة البطالة في عام 2005نحو18% اما في 2013 اصبح 6% فقط.
3- نسبة النمو الأقتصادي في 2005 كانت 1% و اصبحت الآن 11%.
4- نسبة الفقر،حيث وفق المعيار العالمي كل فرد يقل دخله اليومي عن دولار واحد يعتبر تحت خط الفقر،ففي 2005 كانت نحو 14% اما الآن اصبحت 3%
5- وفق دراسة للدكتور ازاد احمد سعدون دوسكي رئيس جامعة نوروز في دهوك،كان مجموع الدخل المحلي في 2004في اقليم كوردستان 2419 مليار دينار عراقي،اي كان الدخل الفردي في السنة 524426ديناراً وفي نهاية عام 2011 اصبحت النسبة 28320 مليار دينار عراقي والدخل الفردي اصبح 5324450دينار عراقي. وحسب المصدر ذاته و بعد صدور قانون الأستثمار رقم(4)لسنة 2006 شهد الأستثمار في الأقليم تقدماً ملحوظاً،حيث كان في عام 2006 حوالي 438 مليون دولار فقط رؤوس اموال المستثمرين،ولكن في 2012 تم استثمار رؤوس الأموال بمقدار 6,306مليار دولار محلياً و خارجياً وفي 2013 وصل الأستثمار الى نحو 21 مليار دولار.
6- قدوم الشركات الأجنبية الى اقليم كوردستان و تقديم المساعدات لها لأيجاد فرص العمل،حيث تعمل الآن في الأقليم 3000 شركة اجنبية ومن مختلف الأختصاصات.
7- التوسع في القطاع السياحي بأقليم كوردستان وفي الصناعة السياحية و الفندقة،وحسب احصاء غير رسمي كان في الأقليم عام 2007 نحو 107 فنادق و موتيلات،اما في 2013 اصبح العدد 467 فندقاً و موتيلاً.
8- عندما تولى الرئيس البارزاني مهام عمله كرئيس للأقليم في 2005 كانت هناك 4 جامعات وهي(صلاح الدين و اربيل الطبية و السليمانية و دهوك) اما اليوم توجد 23 جامعة 13 منها حكومية و الأخرى اهلية.
9- نجاح الرئيس البارزاني و السيد نيجيرفان بارزاني في توسيع قطاع النفط و قدوم 36 شركة نفطية من 18 دولة مختلفة منها كبرى الشركات كأيكسون موبيل و شيفرون و توتال و كازبروم و الكشف عن وجود نحو 45 مليار برميل من احتياطي النفط في كوردستان حيث يصبح الأقليم بدون العر اق تاسع دولة من حيث احتياطي النفط.
10- زيادة نسبة الطاقة الكهربائية بسبب السياسة الصائبة للتشكيلة الحكومية الخامسة برئاسة السيد نيجيرفان البارزاني و مواصلة عمل التشكيلتين السادسة و السابعة في توفير الكهرباء،حيث كان يتم تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية الوطنية عام 2005 بين 2-3 ساعات يومياُ، اما الآن وفي 2013 يتم تزويدهم بنحو 22 ساعة.
مشروع الأصلاحات
ادارة الحكم في اقليم كوردستان ، توفير الخدمات،تعزيز المؤسسات و ثقافة احترام سيادة القانون و الشفافية عملية مستمرة،وفي بعض المراحل و المفاصل الأدارية الرئيسة تصبح الأصلاحات و اعادة تقييم نظام العمل و متابعة النواقص و وضع خطط و برامج جديدة احد المستلزمات المهمة،و اكد الرئيس البارزاني في خطاب القاها يوم 11/3/2013 امام جماهير غفيرة في اربيل ضرورة اجراء اصلاحات وتوفير المزيد من الخدمات للمواطنين،وفي هذا الجانب فقد اعلن سيادته في 20/3/2013 البرنامج الأصلاحي و الذي تضمن 19 نقطة شملت كافة مجالات الأصلاح،الأدارية و الأقتصادية و السياسية و القضائية.
الرئيس البارزاني و الحفاظ على مبدأ التوازن بين السلطات
احدى الميزات التي يجري الحديث بشأنها دائماَ هي اهتمام الرئيس البارزاني بمبدأ التوازن بين السلطات و العمل على احترام رأي الأغلبية و مراعاة حقوق الأقلية، وحسب قانون الرئاسة رقم(1)لسنة 2005 المعدل كان لرئيس الأقليم صلاحية المصادقة غلى القوانين و التشريعات أو اعادته الى البرلمان لغرض التعديل،ومن بينها:
1- اعادة قانون الصحافة في اقليم كوردستان رقم(35) لسنة 2007 لغرض اغنائه و مراعاة الحريات الصحفية في مجتمع ديمقراطي.
2- اعادة قانون وزارة العدل رقم(13) لسنة 2007 لكونه قد منح الكثير من الصلاحيات لوكيل الوزارة.
3-اعادة قانون رقم(2) لسنة 2009 قانون التعديل الرابع لقانون برلمان كوردستان رقم(1)لسنة 1992 من اجل الحماية الأكثر لسيادة و أمن المقترع.
4- اعادة قانون حماية اعضاء البرلمان رقم (10) لسنة 2011.
5- اعادة قانون العفو العام رقم(2)لسنة 2012 لمراجعته و زيادة مواده.
6- اعادة قانون رقم (14)لسنة 2019 لوزارة الثقافة حول كلمة(جندر)و ايجاد مصطلح آخر.
7- اعادة قانون الجامعات الأهلية رقم(18) لسنة 2012 لغرض تبديل مادتين فيه وذلك لحماية المصلحة العامة.
8- اما احدث مثال فهو كتاب الرئيس البارزاني في 13/6/2013 الموجه الى برلمان كوردستان حول الردود الواردة من الأطراف الكوردستانية عن الرسالة التي وجهها سيادته اليها و تضمنت ملاحظات تلك الأطراف بغية دراستها عن طريق لجنة مراجعة الدستورو الكتل البرلمانية.
خلاصة القول ان ماتم طرحه من المعلومات و التقييمات هي ذاتها على ارض الواقع،واقليم كوردستان خلال الفترة الرئاسية للرئيس مسعود بارزاني شهد تطوراَ ملحوظاَ على جميع الأصعدة،كما اكد سيادته في احد خطاباته( كوردستان تتقدم الى الأمام و لن تتراجع الى الخلف).